العلاقة بين اليهودية والصهيونية علاقة متلازمة حيث يتم توظيف الرموز الدينية لخدمة الأغراض السياسية والتوسعية ,ومحاولة إيجاد صيغة تبريرية للوجود اليهودي الذي يعني الاستيلاء على الأرض بزعم ( الوعد الإلهي ) والقضاء علي سكان وأصحاب هذه الأرض .
خبراء مصريون :
الحاخامات تدعو للقتل لإرضاء "الرب"!
5 Nov 2010 ساعة 21:09
العلاقة بين اليهودية والصهيونية علاقة متلازمة حيث يتم توظيف الرموز الدينية لخدمة الأغراض السياسية والتوسعية ,ومحاولة إيجاد صيغة تبريرية للوجود اليهودي الذي يعني الاستيلاء على الأرض بزعم ( الوعد الإلهي ) والقضاء علي سكان وأصحاب هذه الأرض .
وكالة أنباء التقریب (تنا)
حذر الدكتور منصور عبد الوهاب أستاذ اللغة العبریة بكلیة الألسن جامعة عین شمس من خطورة قیام رجال الدین الیهودی "الحاخامات" فی اسرائیل بتوظیف الرموز الدینیة لتبریر سفك دماء العرب والاستیلاء علی أراضیهم ومقدساتهم .
جاء ذلك فی الندوة التی عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلیة بجامعة عین شمس تحت عنوان " الفكر الدینی الیهودی وأثره فی البناء الإیدیولوجی للمجتمع الإسرائیلی" یوم الثلاثاء وأدار اللقاء الدكتور جمال شقرة مدیر المركز بحضور عدد من المتخصصین وطلاب الدراسات العلیا والإعلامیین .
وأضاف بأن إضافة إلی البحث عن رموز دینیة ترسخ الوجود الیهودی باعتباره وجوداً سیاسیاً فی المنطقة ( نجمة داوود – الهیكل – الحائط ).
وأضاف بان حرب أكتوبر١٩٧٣ أدت إلی ظهور حركتین : جوشة أمونیم التی تری أن من ( حق الیهود فی الاستیلاء على كل الأرض العربیة فی فلسطین عن طریق إقامة المستوطنات ) وحركة السلام الآن التی تری بأن ( هناك ضرورة ملحة للتوصل لسلام مع الجیران العرب)
وتطرق إلی موضوع "فتاوى الحاخامات "وهم رجال الدین الیهودی الذین یحرصون علی تبریر أی انتهاكات أو أعمال استیلاء وهدم للأحیاء والمنازل العربیة فی فلسطین والقدس اعتماداً على الفتاوى .
ولفت إلی أن هناك عداء غریزی لدی الیهود للسامیة ومحاولة الترویج للمقولات الخاطئة والزائفة حول أن العرب هم من بادروا بالحشد للحرب .
لإثبات وجود نزعة "معاداة السامیة" والرغبة فی إبادة الیهود للحصول علی الدعم الدولی السیاسی والمادی لإقامة إسرائیل الكبرى من النیل إلی الفرات .
وشدد علی أن فتاوى الحاخامات تحتل مكانة رئیسیة ضمن مكونات آلیات التحكم والسیطرة فی المجتمع الإسرائیلی وفی بعض الأحیان تكون هی المحرك الرئیسی لموقف المجتمع تجاه بعض القضایا .
وأشار إلی أن هؤلاء الحاخامات أصدروا فتاوى تحض على ضرورة التخلص من العربی حتى لو كان طفلاً رضیعاً أو مسناً من المدنیین.
الذین لا شأن لهم بأمور القتال ، ولم یفلت الآخر بصفة عامة ، والآخر المسلم والمسیحی بصفة خاصة من هذه الفتاوى .
وقد نجد أن بعض القیادات الفكریة أو السیاسیة الاسرائیلیة یرفضون بعض هذه الفتاوى ولكن هذه القطاعات الرافضة تأثیرها محدود جداً علی القرار السیاسی فی اسرائیل .
ولفت الانتباه إلی نوع آخر من الفتاوى وهی الفتاوى التی تتعلق بالمرأة والتی تعالج شؤونها الدینیة والاجتماعیة والتی تؤكد علی أن شهادة المرأة مرفوضة .
وأن تولیها القضاء ممنوع وإنها لایمكن أن تكون رئیساً للدولة أو ملكة والابنة فی كنف الأب یزوجها كیفما یشاء كما یمكن للأب أن یبیع ابنته أمة والزوجة لا ترث أباها ولا أبناءها وبناتها وأعمال المعبد للذكور فقط وتفضیل الذكور على الإناث .
ثم استعرض فتاوى الحاخامات فیما یتعلق بالأغیار وشعوب الأغیار وفقاً للشریعة الیهودیة لا تنزل فی مرتبة واحدة مع الیهود فالشریعة الیهودیة تجیز للیهودی أن یتصرف بعنف وأن یقتل ویضرب وأن یشهر بأحد الأشخاص من غیر الیهود.
لافتا إلی أن هذه الإجازة واسعة النطاق قد تسهم بشكل مباشر أو غیر مباشر فی العنف المفرط لدى الیهودی تجاه غیر الیهود ویفسر هذا مبالغة إسرائیل فی الاستخدام المفرط للقوة وارتكاب المذابح البشعة ضد الفلسطینیین أو اللبنانیین بشكل لم یسبقه مثیل ،
وتساءل ما هو القانون الذی یحكم إسرائیل ؟ هل هو القانون الوضعی الذی هو من وجهة نظر المتدینین من وضع الأغیار أم الشریعة الیهودیة ؟
ورداعلی السؤال اوضح أن قوانین الدولة مصدرها قوانین الأغیار ای القوانین الوضعیة ونظام الحكم الإسرائیلی هو نظام علمانی.
لذا نجد فی الواقع العملی ان الحاخامات وقادة الجمهور المتدین كثیرا ما یصدرون فتاوى تتجاوز قوة القانون المعمول به وتنتهی إلی عدم القبول بالقانون الإسرائیلی .
ولفت إلی أنه باستعراض الفتاوى التی تتعلق بالتعامل مع الآخر العربی والفلسطینی نجد أنها تصل إلی أبعد درجات الوحشیة التی اكتوى بنارها افراد من المجتمع الإسرائیلی نفسه .
عندما صدرت فتاوى تبیح قتل من یتخلى عن " ارض إسرائیل " بالمفهوم الدینی ، وقد تنوعت الفتاوى بین إباحة قتل الأطفال والمدنیین وتعذیب الأسرى والترحیل الجماعی وهدم القرى وغیر ذلك .
واوضح أن الشریعة الیهودیة تجیز قیام الفرد المتعصب للرب بتوقیع العقاب الذی یراه علی غیره بنفسه وأن یقتل الكفار من غیر الیهود دون محاكمة .
وهذه الفتوى تجیز ضرب هذا الكافر وسبه ولعنه وتشویه سمعته وهذا الحكم أساس الشر فی الشریعة الیهودیة بالنسبة لكل من یدعو إلی الالتزام بقیم الحریة والدین والضمیر .
وكان الدكتور جمال شقرة مدیر المركز اللقاء قد افتتح الندوة موضحاً أهمیة دراسة الفكر الدینی الیهودی والأثر الذی یتركه فی بناء الشخصیة الإسرائیلیة .
مستشهداً بكلمة الفیلسوف الصینی صن یات صن " إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فالنصر لك مائة فی المائة ، وإذا عرفت عدوك ولم تعرف نفسك فاحتمال النصر خمسون فی المائة ، وإذا لم تعرف نفسك ولم تعرف عدوك فالهزیمة لك مائة فی المائة ".
وأشار إلی الدور الذی تقوم به وحدة الدراسات الإسرائیلیة فی المركز فی دعم هذا الاتجاه وهو فهم ودراسة الآخر .
دراسة عمیقة للتعرف علی مواطن القوة والضعف عنده لمواجهته علی بصیرة وحمایة انفسنا وامتنا منه .
وأكد علی ضرورة الاهتمام بتعلیم اللغة العبریة فی المناهج الدراسیة لدى الدول العربیة وضرورة عدم النظر إلی التعامل مع مثل هذه الدراسات العبریة على أنها تطبیع مع إسرائیل.
بل هی نظرة لمعرفة طبائع الآخر تطبیقا للقاعدة المعرفیة التی تقول "اعرف عدوك "لتحمی نفسك منه وتستطیع هزیمته .
مكتب القاهرة
رقم: 30319