خلال أقل من شهر، من مطاردته إثر عملية "حفات جلعاد" البطولية، تحوّل البطل أحمد نصر جرار، إلى أيقونة للمقاومة الفلسطينية، من جهة وكابوس مرعب للاحتلال، بعدما نجحت رصاصته وشجاعته من نابلس إلى جنين في كسر هيبة الجيش "الإسرائيلي".
كيف استطاع الشهيد أحمد جرار كسر هيبة "إسرائيل"؟
تنا
المركز الفلسطيني للاعلام , 7 Feb 2018 ساعة 9:14
خلال أقل من شهر، من مطاردته إثر عملية "حفات جلعاد" البطولية، تحوّل البطل أحمد نصر جرار، إلى أيقونة للمقاومة الفلسطينية، من جهة وكابوس مرعب للاحتلال، بعدما نجحت رصاصته وشجاعته من نابلس إلى جنين في كسر هيبة الجيش "الإسرائيلي".
ففي غمرة ركون الاحتلال لبطشه ومفاعيل تنسيقه الأمني مع السلطة الذي وفر الحماية له ولمستوطنيه بالضفة، جاءت رصاصات جرار ورفاقه لتصطاد الحاخام ازرائيل شيفح قرب نابلس في التاسع من يناير الماضي، لتفرض معادلة جديدة أربكت المحتل.
ثلاثية الفشل "الإسرائيلي"
وعلى مدار أسبوع عجزت "إسرائيل" عن الوصول لطرف معلومة عن الخلية التي نفذت عملية فدائية من الطراز الأول، ما شكل ضربة موجعة للاحتلال ووضعه وأجهزته الأمنية أمام حالة فشل مركبة في ساحة ظنوا أنهم خبروها بعدما أحبطوا قدرتها على تشكيل حالة مقاومة قادرة على الضرب والاستمرار.
ولاحقًا، عندما وصل الاحتلال إلى طرف خيط للسيارة التي نفذت العملية عبرها، مستفيدًا من تنسيقه الأمني مع السلطة – وفق ما أكدت وسائل الإعلام العبرية – تكشف لأول مرة دور البطل أحمد ابن الشهيد القائد القسامي نصر جرار، الذي كان مدرسة في التضحية والبطولة.
الضربة الثالثة للاحتلال، كانت مساء 17 يناير الماضي، عندما جابهت الشرطة "الإسرائيلية" الخاصة "اليمام" ووحدة النخبة "جفعاتي" ليلة قاسية في جنين فشلت خلالها في الوصول للبطل جرار الذي استطاع الانسحاب تحت أعين الاحتلال.
"طنجرة الضغط" - الاسم الذي أطلقه جيش الاحتلال على عمليته في حينه - انفجرت في وجه جيش الاحتلال، بعدما تأكد أن جرار تمكن من الإفلات، بينما استشهد ابن عمه أحمد بعد إصابة أحد الضباط الصهاينة بجروح خطيرة.
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، العبرية رصدت كيف تحول جرار إلى كابوس مزعج للاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، بعدما بات صاحب أطول عملية مطاردة حدثت في الضفة الغربية منذ سنوات.
أسطورة
وعلقت صحيفة "إسرائيل هيوم"، على ما فعله جرار بجيش الاحتلال، بقولها: إنه تحول إلى أسطورة منذ اللحظة الأولى لتنفيذ عملية قتل الحاخام والانسحاب بكل سهولة ونجاح، وأثبت حنكة أمنية في التغلب على الخطط الاستخبارية "الإسرائيلية".
وأضافت: "أصبح جرار في الشارع الفلسطيني وبين الشباب أسطورة حية، بطلا حقيقيا تغلب وخدع الجيش مرة تلو الأخرى، وتغلب على مقاتلي الوحدات الخاصة والجرافات وبالأخص المعلومات".
وتابعت "لا يستطيع أي إسرائيلي أن ينكر حقيقة أن جرار تفوق على إسرائيل في حرب الأدمغة، من خلال الفشل المتكرر في الميدان والناجم عن فشل استخباراتي، وإذا سألت كل طفل في منطقة جنين من هو أحمد جرار وأين يختبئ، سيشيرون جميعا إلى حقول زراعة التبغ وأماكن حرق الفحم في ضواحي المدينة".
وأكدت الصحيفة، أنه لن يكون مفاجئا أن يخرج من بين الشباب الفلسطيني "زورو" (بطل أسطوري) آخر يحذو حذوه ويقلد أفعاله، ولكن حتى لو وصل الجيش إلى جرار واعتقله أو قتله، لن يمحو ذلك صورة النصر الذي صنعه ذلك الشاب على "إسرائيل" بأكملها.
وزير الحرب "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان كان من أوائل قادة الاحتلال الذين أعلنوا اغتيال جرار، زاعما تصفية الحساب معه، ما أعطى مؤشرًا على حجم الهاجس والكابوس الذي شكله البطل ابن البطل للاحتلال في أقل من شهر.
نصر ابن نصر
الخبير في الشأن "الإسرائيلي" عدنان أبو عامر، رأى أن استنفار "إسرائيل" إعلامها وقادتها للشماتة باستشهاد أحمد.. فهذا نصر له!
وأضاف أبو عامر عبر صفحته على "فيسبوك" "أن يستنزف الجيش الإسرائيلي قدراته العسكرية ووحدات النخبة وجيش العملاء لملاحقة أحمد؛ كمن يبحث عن إبرة في كومة قش؛ فهذه خيبة وعار وشنار عليها".
وتابع " أن يمكث أحمد أياما وأسابيع يتنقل بين بيت وبيت؛ مكان وآخر؛ فنحن قد نكون أمام بيئة شعبية حاضنة في الضفة الغربية؛ لم تنجح معها محاولات الترويض والتدجين".
رقم: 310566