دور مراكز الدراسات الصهيونية حول الشرق والدول الاسلامية والعربية لبناء مخطط تفتيت وتقسيم هذه الدول الى دويلات عرقية ومذهبية .
دراسة:
دور "مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" في صياغة المشروع الصهيوني لتفتيت الأقطار العربية
21 Nov 2010 ساعة 9:02
دور مراكز الدراسات الصهيونية حول الشرق والدول الاسلامية والعربية لبناء مخطط تفتيت وتقسيم هذه الدول الى دويلات عرقية ومذهبية .
وكالة انباء التقريب (تنا) :
تقديم:
أعد هذا البحث مدير عام "الدار العربية للدراسات والنشر" بالقاهرة، الدكتور حلمي عبد الكريم الزعبي، ليكون مرجعاً هاماً لكل من يريد معرفة وإدراك الدور الخطير الذي ينهض به "مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" في إنجاز عملية الاختراق في المنطقة العربية، من خلال قراءة واستقراء خريطة نشاطه وعناوين بحوثه وندواته وورشه البحثية. وتُساعد هذه القراءة، لدور مركز ديان، الباحث أو المسؤول العربي على تلمس سبل معرفة أدوار ومهام هذا المركز وهي تخرج في مضامينها وآفاقها عن العمل الأكاديمي العلمي. حيث يعرض دكتور الزعبي لدور المركز في التنظير لإشاعة ظاهرة التفتيت في العديد من الدول العربية وأنه يضع منطقة المغرب العربي ضمن أولويات نشاطه في المرحلة الحالية والمستقبلية. ثم يعرض بعد ذلك للدور الذي مارسه ويمارسه هذا المركز في شمال العراق وفي جنوب السودان وفي غرب السودان (دارفور)، وكيف أنه وضع معظم الدول العربية على خارطة التفتيت بما فيها مصر، السعودية، سوريا، لبنان، اليمن، الجزائر المغرب الجماهيرية الليبية، ومن ثم كيفية مواجهة الدور الذي يلعبه..
مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية
من بين العناوين الخلاقة لنشاط مركز ديان في الآونة الأخيرة:
١. ندوة حول التركيبة السكانية لدول المغرب العربي وإمكانية اختراقها والعمل على تفكيكها على غرار ما حدث شمال العراق وجنوب السودان.
ومن أجل إعطاء هذه المعالجة الإسرائيلية لموضوعة الفرص والإمكانات السانحة لدعم حركات انفصالية تمّت دعوة ١٨ شخصية أمازيغية مغربية وضمان مشاركتهم في ندوة حول ما سمّي بمشكلة الأمازيغ في دول المغرب وعلى الأخص المغرب والجزائر. ويرى نفر من الباحثين المختصين في الشؤون الإسرائيلية أنّ مركز ديان ينطلق في معالجة ما يسمى بمشكلة الأمازيغ في دول المغرب العربي من خلفية نظرية وعملية ساهمت في بدور كبير في تخليق أوضاع في شمال العراق وجنوب السودان وفي الغرب منه (دارفور) تفاقمت وانفجرت على شكل عمليات تمرد قادتها حركات ارتبطت بعلاقات خاصة مع الأجهزة الإسرائيلية وتماس مع مركز ديان.
الصحف المغربية وفي معرض تغطيتها لزيارة الوفد الأمازيغي المغربي لإسرائيل تحدثت باقتضاب وإيجاز عن التحدي الحقيقي الذي يسهم مركز ديان في تخليقه في منطقة المغرب العربي امتدادا واستكمالا لدور لعبه منذ تأسيسه في المشرق العربي في العراق والسودان وفي لبنان وفي مصر وفي الأردن.
٢. ندوة بعنوان "الدولة والمجتمع يتقوضان في العالم العربي": شارك فيها جمهور واسع من الباحثين الإسرائيليين من العاملين في المركز ومن خارجه، هذه الندوة غطت معظم الدول العربية في المشرق مصر والسودان والعراق وسوريا والمملكة السعودية واليمن، وفي منطقة المغرب الجزائر والمغرب والجماهيرية الليبية.
٣. ندوة حوا ما سمي حركات التمرد في الدول العربية الحاضنة للجماعات الأثنية والطائفية (الحالتين العراقية والسودانية) وحالات أخرى يمكن أن تنتج وتولّد.
٤. ليبيا والمواجهة بين تيارين الأصولية والوطنية وتطورات المستقبل.هل ستواجه ليبيا تحديات التقسيم والتشطير على غرار الحالة السودانية انطلاقا من عوامل مساعدة مفترضة أثنية ومناطقية؟
٥. الدول العربية في مواجهة مرحلة الصراعات الداخلية والانزلاق إلى التفتيت السودان العراق اليمن الصومال ولبنان.
وأنجز المركز مئات الأبحاث ومنذ عقد ستينات القرن الماضي التي تمحورت حول ما سمي بالجماعات الأثنية والطائفية في العالم العربي، وعن وجود مجتمعات فسيفسائية يمكن تفكيكها وتقويضها في نطاق نظرية إضعاف العدو وتفتيته مجتمعيا وبشريا يؤدي إلى تعظيم عناصر القوة في الجانب الإسرائيلي.
هذه المقولة ظلّ يرددها أول رئيس للحكومة الإسرائيلية هو (دافيد بن جوريون) عندما عرض عليه مشروع تقسيم الأقطار العربية من قبل مهندس التقسيم (أوري لوبراني) الذي كان يشغل منصب مستشاره للشؤون العربية
عبر دراسة أسلوب تحليل المضمون ومتابعة الندوات والورش والبحوث الصادرة عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط يمكن بسهولة تشخيص الدور الذي يضطلع به هذا المركز والجهات التي تقف خلف نشاطه وعلاقته بالأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.
البنية الفكرية لهذا المركز في المشاريع الإسرائيلية تستند على دعامتين:
١. الدعامة الأولى: نظرية إثارة الفتن ودق الأسافين داخل المجتمعات العربية في نطاق إستراتيجية تفتيت المجتمعات والدول وتفكيكها من الداخل عن طريق تأجيج حالات التمرد والصراعات.
٢. الدعامة الثانية: التحالف مع ما سمّي بالجماعات الأثنية والطائفية من أجل إسناد ودعم مشاريعها وأجنداتها الانفصالية والتقسيمية.
وقبل الخوض في مفردات وتفصيلات دور مركز ديان في نطاق الإستراتيجية الإسرائيلية لا بدّ من العودة إلى خلفية تأسيس هذا المركز، ذلك لأنّ هذه العودة تسهم في إلقاء إضاءات هامة وضرورية لمعرفة المزيد عن نشاط هذا المركز والأدوار التي أداها.
مرحلة التأسيس الأولى: مركز شيلواح للدراسات
في عام ١٩٥٩ أصدر رئيس المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة (الموساد) (رؤوفين شيلواح) مؤسس الموساد، تعليمات بإنشاء مركز لدراسة الوطن العربي يحمل اسمه لذا فقد سمّي مركز شيلواح وتم ربطه ظاهريا بجمعية الاستشراق الإسرائيلية، ثم ربط في عام ١٩٦٥ بجامعة تل أبيب.
في المرحلة الأولى كان المركز يتكون من عدّة شعب وأقسام مصر والعراق وسوريا وتركزت أبحاثه وأدبياته على إعداد المشاريع البحثية الأساسية غلب عليها الطابع المعلوماتي ثم التحليل لصالح الموساد.
وقد اعتبر المركز حتى حرب حزيران عام ١٩٦٧ مركز الأبحاث الوحيد في إسرائيل لذلك كان التعويل عليه كبيرا وعلى الأخص في صناعة القرار الأمني.
وفي عام ١٩٨٣ تم تغيير اسمه ليصبح باسم معهد ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا. وعلى إثر ذلك وبشكل تلقائي تمّ توسيع نشاطه وأقسامه البحثية وتطوير بنيته الأرشيفية المعلوماتية.
كان أول مسؤول في إدارة المركز هو البروفيسور (شمعون شامير) الذي كان مسؤولا أيضا عن قسم مصر في المركز، والذي أسندت إليه مهمة تغطية مجمل الأوضاع المصرية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية قبيل شنّ حرب حزيران (يونيو) ١٩٦٧.
ويعتبر (شامير) الذي عيّن بعد كامب ديفيد عام ١٩٦٧ مدير للمركز الأكاديمي في القاهرة ثم سفيرا لإسرائيل في القاهرة واضع سياسة "تحييد دور مصر من ساحة المواجهة" على أساس قراءاته وتحليلاته للاتجاهات والتحولات التي صاحبت تولي أنور السادات الرئاسة في مصر بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام ١٩٧٠.
المركز في ظلّ التطورات التي شهدها بدأ يضخّ دراساته وتقديرات موقفه وبشكل منظم إلى:
- رئاسة الوزراء/ مكتب رئيس الوزراء
- وزارة الدفاع/ المكتب الخاص.
- وزارة الخارجية /المكتب الخاص.
- الأجهزة الاستخباراتية الثلاثة: الموساد شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشافاك).
- الكنيست.
هذا بالإضافة إلى الأحزاب والمؤسسات الأكاديمية والصحفية مع الإبقاء على الدراسات وتقديرات الموقف والتقارير المعلوماتية المعدة خصيصا للموساد في نطاق محدود وسري للغاية.
دور المركز في التنظير لإشاعة ظاهرة التفتيت في العدد من الدول العربية
كرّس المركز ومنذ بداياته الجهد والوقت من أجل دراسة الأوضاع في عدد من الدول العربية التي تعيش فيها جماعات أثنية وطائفية ومذهبية لتقدّم إلى الموساد مع توصيات بل واستخلاصات تفيد هذا الجهاز في جهوده لإنجاز عمليات اختراق لتلك الجماعات. هذه الدراسات التي تم صوغها من قبل المركز أسهمت أسهاما كبيرا في تمهيد السبيل أمام التحرك الإسرائيلي في شمال العراق نحو الأكراد، وجنوب السودان مع ما كان يسمى الجيش الشعبي.
وللدلالة على ذلك فإنّ قسم العراق الذي تتولاه (عوفرا بانجو) العراقية الأصل وكذلك قسم السودان الذي تتولاه (يهوديت رونين) قد وضعا أهداف تقسيم هذين البلدين وفصل الشمال العراقي والجنوب السوداني في المقام الأول من جهودهما ومحط اهتمام رئيسي.
التحليل العام في عمل هذا المركز والمراجع التي تدعمه وتموله تظهر أنّ المركز وعلى ضوء تشخيصاته الدقيقة للوضع في شمال العراق وجنوب السودان كان دافعا للموساد والأجهزة الإسرائيلية الأخرى للتحرك إلى منطقة كردستان وجنوب السودان ونسج علاقات بحركة التمرد الكردية التي قادها البرزاني الأب ثم الابن وكذلك حركة التمرد في جنوب السودان برئاسة (جون جرانج). المركز شخّص ما وصف بالثغرات هناك التي يمكن النفاذ منها وذلك منذ سبعينات القرن الماضي.
من مراجعة وتقييم دور المركز والإشادة بهذا الدور من قبل القيادتين الأمنية والسياسية الإسرائيلية على ضوء ما أنجز في شمال العراق قيام الكيان الكردي وما يوشك أن ينجز في جنوب السودان الانفصال وإقامة دولة الجنوب تبين لنا حجم هذا الدور وفاعليته، وهو ما استحق الإشادة والتثمين والتقدير من قبل عدة مسؤولين في إسرائيل نذكر من بينهم على سبيل المثال وزير الخارجية (أفيجدور ليبرمان) و(دان مريدور) وزير الاستخبارات و(مائير دجان) رئيس الموساد وقيادات أخرى.
تعدد مراكز الأبحاث في إسرائيل لم يقلل من أهمية دور مركز ديان وعلى الأخص في استقراء الأوضاع العربية
في السنوات الأخيرة تجاوز عدد مراكز البحوث السياسية والإستراتيجية العامة والخاصة في إسرائيل الثلاثون. وقد ظهر بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام ١٩٧٣ مركز منافس لمركز ديان هو مركزي يافيه للدراسات الإستراتيجية بجامعة تل أبيب وتولى رئاسته الجنرال (أهارون ياريف) رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
لكن ذلك لم يؤثر على مكانة المركز لكون مركز يافيه قد أفرد نشاطه البحثي لخدمة المؤسسة العسكرية دراسات وتقديرات موقف إستراتيجية وعسكرية لذلك كان معظم الباحثين الإستراتيجيين العاملين فيه هم من تخرجوا من المؤسسة العسكرية أي ضباط احتياط. وأهم المراكز الجديدة التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين:
- مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية جامعة بار إيلان
- معهد أبحاث الأمن القومي وهو يحتل المكانة الأولى من حيث أهميته وأهمية دوره.
- معهد ملام لأبحاث الاستخبارات
- مركز القدس للشؤون العامة والدولة
- معهد الدراسات العربية بجامعة حيفا
منطقة المغرب العربي ضمن أولويات نشاط المركز في المرحلة الحالية والمستقبلية
رغم المنافسة التي يلقاها مركز ديان من قبل المراكز الإسرائيلية الجديدة إلا أنّه مازال في صدارة الموقع من حيث نشاطه وعمله وصياغة المشاريع التي تخدم الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة العربية. في البداية كان هذا الدور الذي أدّاه مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط يركز على منطقة المشرق العربي والتركيز على بؤرتين أساسيتين للتفتيت:
١. الأولى: منطقة كردستان في شمال العراق.
٢. الثانية: جنوب السودان.
ومما يجدر التنويه به هنا إلى أنّه كانت هناك بؤر أخرى مثل لبنان وسوريا ومصر، لكنّ التأكيد جرى على البؤرتين العراقية والسودانية بوصفهما "بؤرتين مختمرتين لإنجاز عملية التفتيت" بعد فشل الجهود التي اتجهت إلى البؤرة اللبنانية على إثر اندلاع الحرب الأهلية في عام ١٩٧٥، هذا دون إهمال الساحة المصرية ودون تراجع عن إنتاج حالة على غرار الحالة العراقية والسودانية في دول عربية أخرى وعلى الأخص لبنان.
المركز وبإيعاز من عدّة هيئات أمنية واستخباراتية وسياسية إسرائيلية قرّر التوجه إلى منطقة المغرب العربي، هذا القرار منشأه المؤسسة الاستخباراتية، كما ذكر رئيس قسم دول شمال إفريقيا في المركز (جدعون جرا) الحاصل على أطروحة الدكتوراه بعنوان: كيف يحكم العقيد القذافي في ليبيا؟".
على ضوء هذا التكليف بدأ مركز ديان ومنذ عام ٢٠٠٥ وبعد صياغة مشروعه الذي اعتمد من قبل المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية يقوم بأنشطة عن دول المغرب العربي يمكن أن تشكّل إسهاما في دعم تحرك الأجهزة المسؤولة عن إنجاز عملية التفتيت يلخصها الباحث العربي من الداخل الدكتور علي سلمان:
١. إعداد سلسلة من الأبحاث والدراسات عن دول المغرب بالإضافة إلى الندوات والورش.
٢. الاستقطاب داخل ليبيا بين نظام القذافي القومي والبرجماتي وبين الاتجاهات الأصولية.
٣. الشرق الليبي وحركة تحرير التبو هل هي بداية التمرد على غرار حركات التمرد في جنوب السودان ودارفور؟.
٤. ماذا بعد القذافي ومن بعد القذافي؟
٥. هل تواجه ليبيا تحديات داخلية ومن دول الجوار؟
٦. تعثر النظام السياسي في الجزائر.
٧. المشكلة الأمازيغية في المغرب والجزائر أبعادها وتطوراتها المحتملة.
٨. العلاقة التاريخية بين اليهود والأمازيغ في منطقة شمال إفريقيا.
سلسلة طويلة من الدراسات والأبحاث والندوات رعاها ونظمها المركز عن أوضاع منطقة المغرب العربي تصب كلّها في خدمة المشروع التفتيتي الإسرائيلي. أمّا الأنشطة الأخرى التي أطلقها مركز ديان فأهمها:
١. العمل على إقامة لجان صداقة أمازيغية إسرائيلية في كل من إسرائيل والمغرب.
٢. تنظيم ندوات وفعاليات حول ما سمّي بالمشكلة الأمازيغية يدعا إليها مشاركون أمازيغ من المغرب ومن الجزائر ممن يعيشون في فرنسا وبلجيكا وكذلك من ليبيا.
٣. تنسيق جهود المركز مع منظمات يهودية ومحلية في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة وكندا لرعاية مناسبات ثقافية وحتى سياسية في الخارج.
٤. تسويق مواد دعائية كتيبات وكراسات ومنشورات تحرض على التمرد والعنف وتتحدث بكثير من المبالغة عن وجود استياء عام في الجزائر والمغرب وليبيا، ووجود ثغرات يمكن أن توظف ومشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية يمكن أن تستغل لتبرير التمرد والعصيان.
مواجهة دور مركز ديان والمراكز الإسرائيلية الأخرى في فرض تحدي التفتيت
في حديثنا عن دور مراكز البحوث الإسرائيلية ونشاطها كان ولا يزال لدور مركز ديان نصيب الأسد في نطاق إستراتيجية التفتيت.
الفضل فيما حدث ويحدث في شمال العراق وفي جنوب السودان وفي غرب السودان (دارفور) يعزا إلى هذا الدور الذي مارسه ويمارسه هذا المركز، الذي وضع معظم الدول العربية على خارطة التفتيت بما فيها مصر، السعودية، سوريا، لبنان، اليمن، الجزائر المغرب الجماهيرية الليبية.
المركز يستمد هذا الزخم في عمله من عدّة مكونات:
١. دعم غير محدود من قبل الهيئات الأمنية والسياسية الإسرائيلية وكذلك من قبل منظمات المجتمع المدني الإسرائيلي والجامعات والأحزاب.
٢. دعم أمريكي هائل لنشاط المركز نظرا لتقاطع برامجه مع برامج أمريكية على مستوى الإدارة وعلى مستوى مراكز البحوث والأحزاب وحركات إيديولوجية ودينية، وعلى الأخص في صياغة مشروع التفتيت للمنطقة العربية.
٣. هذا المركز يحظى أحيانا بدعم عربي غير مباشر عن وعي أو بدون وعي مثل السماح لوجود واجهات للمركز مثل المركز الأكاديمي في القاهرة وفي الأردن ثمّ في لإفساح مساحات في بعض الفضائيات العربية لباحثين فيه للإدلاء بدلوهم للترويج للمشروع التفتيتي وفي التطاول على كل من يغار ويصون كرامة هذه الأمة ومصالح الوطن العربي مثل قناة الجزيرة والعربية التي تجري بين الفينة والأخرى مقابلات مع (أيال زايسر) رئيس قسم سوريا ومدير المركز، و(دان شفطون) رئيس قسم الأردن وغيرهم.
كان من المنطق والحكمة بل والمصلحة أن تناط بمراكز الأبحاث في بعض الأقطار العربية أدوار فاعلة في مواجهة التحديات التي تحدق بالوطن العربي ومقابلة تحدي التفتيت الإسرائيلي بتحدي مضاد عن طريق صياغة إستراتيجية عربية لتفتيت مجتمع التجمعات اليهودية في إسرائيل المتشكل من ٧٥ مجموعة بشرية مستوردة من الخارج متباينة في ثقافاتها ولغاتها وفي أنماط حياتها وعاداتها وتقاليدها وسلوكها.
يمكن تشخيص وتصنيف مراكز الأبحاث في الوطن العربي على النحو التالي:
١. مراكز بحوث تمارس وظيفة التطبيع مع إسرائيل والترويج لثقافة الأسرلة عن طريق التعاون مع مراكز الأبحاث الإسرائيلية منن بين هذه المراكز:
- مركز الشرق الأوسط في القاهرة التابع للمخابرات العامة المصرية الذي يتولى مهمة عقد اللقاءات والاجتماعات بين مستويات سياسية إسرائيلية ومصرية، والذي يرأسه اللواء أحمد عبد الحليم الذي يمضي من وقته في إسرائيل أكثر مما يمضيه في مصر.
- مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الذي يترأسه الدكتور عبد المنعم سعيد أحد أركان التطبيع وعضو لجنة الصداقة المصرية الإسرائيلية.
- مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية الذي يشترك مع مراكز أبحاث إسرائيلية في إنجاز مشاريع بحثية تؤول إلى الجهات الإسرائيلية للاستفادة منها.
٢. مراكز بحوث تمول من جهات خارجية أمريكية وأوروبية وحتى إسرائيلية.
٣. مراكز بحوث مستقلة ولكنها تغرق في محيط من الإحباطات الناجمة عن المقيدات والمحدوديات المالية أو في مجال الكوادر الكفوءة وفي ذات الوقت الكوادر الوطنية.
المواجهة الفاعلة والمقتدرة ضد التحرك الإسرائيلي المقنع بالقناع الأكاديمي والبحثي لا ينبغي أن يرتكز على الجهد الأمني والسياسي وحسب، بل في إطلاق العنان لمراكز الأبحاث الجادة والأمينة العامة والخاصة في العالم العربي للقيام بدورها ليس فقط في تشخيص التحديات بل في المشاركة في وضع الحلول والخيارات المواجهة.
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات
رقم: 31754