دخلت الحرب في سوريا الخميس 15 آذار/مارس 2017 عامها الثامن دون أن يظهر أي حل للأزمة في الأفق. وفي وقت ارتفعت فيه حدة الاشتباكات في الغوطة الشرقية ومنطقة عفرين، يبقى الرئيس بشار الأسد المنتصر الوحيد، حسب المحلل الفرنسي فبريس بلانش.
خبير فرنسي: الغرب يرفض الاعتراف أنه خسر الحرب
تنا
19 Mar 2018 ساعة 8:58
دخلت الحرب في سوريا الخميس 15 آذار/مارس 2017 عامها الثامن دون أن يظهر أي حل للأزمة في الأفق. وفي وقت ارتفعت فيه حدة الاشتباكات في الغوطة الشرقية ومنطقة عفرين، يبقى الرئيس بشار الأسد المنتصر الوحيد، حسب المحلل الفرنسي فبريس بلانش.
فمن مظاهرات شعبية سلمية بدأت عام 2011 في بعض المدن السورية، تأزم الوضع ليتحول إلى حرب بين أطراف متعددة ومتشابكة، خلفت لغاية الآن أكثر من 350 ألف قتيل و7 ملايين لاجئ فضلا عن 6,3 مليون نازح.
وأعادت الحرب في سوريا رسم خريطة "جيو سياسية" جديدة في المنطقة وظهور لاعبين سياسيين وعسكريين جدد، على غرار روسيا وإيران وحزب الله اللبناني.
وفي وقت تحولت كل من الغوطة الشرقية ومنطقة عفرين إلى حمام دم، يبدو جليا أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والأمم المتحدة، غير قادر أن يفرض حلا سياسيا على الأقل يحمي حياة الأبرياء.
من جهة أخرى، وبفضل الدعم الروسي والإيراني، تمكن بشار الأسد أن يستعيد قوته ويسيطر على أجزاء كبيرة من سوريا، لا سيما المناطق الغنية والاستراتيجية بعدما كانت تحت سيطرة العصابات الارهابية . في نفس الوقت، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلاعب دولي قوي ومهم لا يمكن تجاهله في الشرق الأوسط.
حوار مع فبريس بلانش، مختص في الشؤون السورية وأستاذ في جامعة "ليون الثانية" وفي جامعة "ستاند فورد" والذي كان قد استبق الأحداث في 2012 بالقول إن "بشار الأسد قد فاز بالحرب".
ويرى بلانش ان بشار الأسد فاز بالحرب بالرغم من أن هذا الفوز لا يظهر بشكل جلي وبالرغم من أن مناطق عدة لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة أو ما يسمى بالمعارضة ، مؤكدا ان المعارضة المسلحة وبعد عام 2012 لم تتمكن من بناء جيش قوي ومتماسك ولم تطرح مشروع سياسي واضح للسوريين .
وفي هذا السياق قال الخبير الفرنسي ان الجيش السوري وعلى عكس الجماعات المسلحة بقي متماسكا وقوياً ، فارضا سيطرته على المدن الكبرى وعلى المناطق الهامة والحيوية .
ولفت الى الدعم الايراني والروسي وكثير من الاقليات السنية في سوريا لبشار الاسد الامر الذي ساعده على استرجاع اجزاء كبيرة من سوريا .
وتيرة الأحداث في سوريا تسارعت بعد أن استعاد الحكومة مدينة حلب في 2016. وكل المؤشرات تدل أن بشار الأسد سيستعيد في غضون أسابيع قليلة المناطق المحاذية للعاصمة دمشق، وسيدخل في مفاوضات لاستعادة مناطق أخرى في الشمال.
سكان الرقة ومنبج وتل الأبيض الواقعة قرب الحدود التركية يرون في عودة النظام إلى المناطق التي يسكنون فيها فرصة لاستتباب الأمن وعودة الاستقرار. فهم لا يريدون أن يعيشوا تحت سيطرة الأكراد ولا تهمهم أصلا الحرب الدائرة بين الأكراد وتركيا.
وعن المنتصر في هذه الحرب يؤكد فبريس بلانش ان الحكومة السورية وايران وروسيا هم اللذين تقدموا في هذه الازمة وسيطروا على الوضع بينما الغرب ولكي لا يعترف بانه خسر الحرب يسوّق دائما فكرة ان الاوضاع في سوريا خاصة في عفرين والغوطة والرقة متأزمة وان لا حل للازمة السورية .
ويرى الخبير الفرنسي والاستاذ في جامعة "ليون الثانية" ان الدول الغربية تحاول إطالة عمر النزاع في سوريا فقط لكي تبين لروسيا بأنها موجودة على الأرض، فيما تتحدث عن وقوع "كارثة إنسانية" في هذا البلد بالرغم من أنها تتقاسم مسؤولية ما يحدث على المستوى الإنساني.
في الحقيقة إطالة أمد النزاع في سوريا لأسباب إستراتيجية لم يفض إلى أية نتيجة إيجابية، بل على العكس، رفع عدد القتلى واللاجئين وعقد المستقبل أكثر. من ناحية أخرى، هناك أعداد هائلة من الأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدارس بعد سبع سنوات من الحرب وتبقى هذه الشريحة مستضعفة، ما قد يعرضها للاستغلال مستقبلا من قبل الجماعات الإرهابية.
رقم: 319166