QR codeQR code

ما هى الاسباب التى دفعت المعارضة للانسحاب من الجولة الثانية

5 Dec 2010 ساعة 14:11

بعد انسحاب الوفد والاخوان وبعض الاحزاب الاخرى هل بات مستقبل البرلمان المصرى فى خطر و
منظمات حقوق الانسان والمعارضة رصدوا الكثير من الخروقات


وكالة انباء التقريب (تنا) :
مع انتهاء انتخابات مجلس الشعب المصرى لعام ٢٠١٠ شهدت الساحة السياسية المصرية العديد من الصراعات والاعتراضات على النتائج التى اتت بها الانتخابات كما شهدت العديد من المفاجات ابرزها انسحاب حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين والحزب الناصرى من جولة الاعادة وذلك اعتراضا على عمليات التزوير والانتهاكات التى شهدتها الجولة الاولى من الانتخابات مما دفع الكثير من المرشحيين الى رفع العديد من القضايا امام المحاكم الادارية ومحاكم مجلس الدولة من اجل اعلان بطلان هذه الانتخابات واثبات عمليات التزوير التى تمت بها من جانبنا تابعنا كل ردود الافعال الخاصة بالانتخابات لكى نعطى صورة عامة عما دار بها من خلال عدة محاور اهمها رصد ردود افعال القوى السياسية المصرية حول نتائج انتخابات مجلس الشعب ٢٠١٠ ابراز اراء المفكريين والسياسين والمثقفين تجاه العملية الانتخابية ككل، رصد ردود افعال المعارضة والقوى الوطنية حول انسحاب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين من الانتخابات ولكى تكتمل الصورة رصدنا لتقارير وبيانات جمعيات حقوق الانسان وجمعيات المجتمع المدنى حول الانتهاكات التى تمت على مدار العملية الانتخابية فعلى صعيد ردود فعل القوى الوطنية والسياسية المصرية
عقد المرشحون المستقلون والاخوان الذين شاركوا فى انتخابات الجولة الاولى بالبحيرة مؤتمرا صحفيا بمقر المهندس زكريا الجناينى عضو مجلس الشعب عن دائرة كفر الدوار والمنتهية ولايته والذى اخرج من الجولة الاولى حيث اكدوا قيام الحزب الوطنى بالتزوير الفاضح لصالح مرشحيه وتسويد البطاقات الانتخابية وملء الصناديق قبيل بدء اعمال لجان الاقتراع وطرد مندوبى المعارضة والمستقلين للانفراد بالصناديق 

بينما نددت احزاب المعارضه والقوى السياسية بالسويس بعملية تزوير الانتخابات اكد ممثلو واعضاء احزاب المعارضه والقوى السياسية ومرشحو المعارضة والمستقلون ان التزوير تم بمساعدة البلطجية لصالح مرشحى الحزب الوطنى الحاكم واشادوا بموقف اهالى السويس الذين خرجوا بعشرات الالاف فى مظاهرات اجتاحت شوارع مدينة السويس يوم الانتخابات وحاصرت مديرية امن السويس احتجاجا على تزوير الانتخابات وحيا الحاضرون قيادات حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين على قرارهما بالانسحاب من الانتخابات وعدم خوض جولة الاعادة احتجاجا على التزوير الفاضح للسلطة فى الانتخابات وطالب الحضور بمواصلة الاحتجاجات والضغط الشعبى لالغاء الانتخابات المزورة وبطلان تشكيل مجلس الشعب
على صعيد اخر اندلعت العديد من المظاهرات فى الجامعات المصرية ففى جامعات عين شمس وحلوان وطنطا اندلعت مظاهرات احتجاجا على تزوير الانتخابات كما شارك اكثر من ١٠٠٠ طالب وطالبة بجامعة الفيوم وقاموا بمسيرة حاشدة للتنديد بالتزوير وصلوا صلاة الجنازة على روح برلمان ٢٠١٠ ووقفوا دقيقة حداد على روحه
وقد عبر عدد من رموز الساحة السياسية المصرية عن رفضهم لهذه الانتخابات
حيث وصف المستشار بهاء الدين ابو شقه عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والمستشار القانونى للحزب الانتخابات بانها الاسوا فى تاريخ مصر وقال لقد كشفت ان النظام لا يرغب فى وجود معارضة ويرفض سماع الراى الاخر على الرغم من انه من سمات اى نظام ديمقراطى وجود الراى والراى الاخر مشددا على ان هذه النتيجة غير معبرة عن ارادة المواطن المصرى وانما ارادة النظام والذى اعتمد على البلطجة والتزوير للوصول الى هدفه
واكد احمد عز العرب عضو الهيئة العليا للوفد ان الخطا الاساسى فى التوهم ان الانتخابات ستكون نزيهة لمجرد صدور وعد رئاسى بذلك قائلا اخطانا حين توهمنا ان الوعد الرئاسى كفيل بحماية الانتخابات من التزوير واضاف ان الديكتاتورية الحاكمة لا يمكن ان تفرط فى السلطة المطلقة
وشدد حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع والامين العام السابق على ان المسرحية الانتخابية تشهد على سقوط نظام الحكم بالبلاد وليس سقوطا لمرشحى المعارضة ما حدث ايام الاقتراع ليس انتخابات وانما اعلان صريح من قيادات الحزب الحاكم ان كل اوهام التغيير واساليب الديمقراطية السليمة غير واردة على الاطلاق فكلها تم العبث بها واجهاضها فى الانتخابات البرلمانية واكد على ان ما حدث فى غاية الخطورة
وقالت الدكتورة منى مكرم عبيد ان قرار الانسحاب من الانتخابات هو اعظم قرار اتخذه الوفد لحماية كرامة الحزب وكرامة المصريين واكدت الدكتورة منى مكرم عبيد والتى تم اسقاطها فى الانتخابات بعد اعلان فوزها فى كل وسائل الاعلام ان مشاركة الاحزاب وباقى القوى السياسية فى الانتخابات كشفت الصورة السيئة والوجه القبيح للنظام الحاكم والحزب الوطنى خاصة بعد ما شاهدته الجولة الاولى من انتهاكات وتجاوزات لحساب الحزب الوطنى ضد الاحزاب الاخرى
وعلى جانب اخر ايدت جبهة المعارضة الاخوانية قرار الجماعة بالانسحاب من الانتخابات واعتبرت ذلك بمثابة رجوع الجماعة الى الحق واكد مختار نوح احد قيادات المعارضة ان الجبهة اصدرت بيان تاييدا لقرار انسحاب الجماعة من جولة الاعادة وشرح موقف قيادات الجبهة بعدم خوض الجماعة الانتخابات منذ البداية
وعلق البدرى فرغلى القيادى السياسى وعضو الامانة العامة لحزب التجمع والذى اعلن انسحابه من الحزب بسبب قبول حزبه للمشاركة فى الانتخابات على قرار انسحاب حزب الوفد من الانتخابات قائلا ان قرار الوفد اعاد للشعب المصرى توازنه بعد ان اختل عقب الاحداث الغاشمة للانتخابات والتى تشبه ما حدث فى ٥ يونيه ٦٧ كانت نكسة عسكرية اما احداث هذه الانتخابات فتمثل نكسة ديمقراطية واجهها الشعب المصرى باكمله واوضح البدرى انه مع المقاطعة وضد الاحزاب المتهالكة التى تحولت الى فروع الى الحزب الوطنى وكل الاحزاب الفتات الاخرى التى ستستمر فى الانتخابات حتى بمرشح واحد حيث تدفع الثمن غاليا ولن تستطيع تفسير موقفها للشعب المصرى مشيرا الى انها بذلك قامت ببيع شرفها السياسى
ووصف المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض السابق ورئيس نادى القضاة السابق انسحاب حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين من جولة الاعادة فى الانتخابات بانه نوع من الذكاء السياسى مشيرا الى ان خوض مرشحى الحزب الوطنى جولة الاعادة بمفردهم سيعيد مصر الى نظام الحزب الواحد او الاتحاد الاشتراكى او الاتحاد القومى واعتبر الخضيرى انسحاب الوفد والاخوان فى جولة الاعادة يؤكد عدم وجود صفقة بين الوفد والنظام وبين الوفد والاخوان كما ادعى البعض قبل اجراء الانتخابات البرلمانية
فيما اكد عبد الحليم قنديل منسق عام حركة كفاية ان قرار الانسحاب جاء صائبا ولكنه متاخرا وحذرنا كثيرا من عدم المشاركة فى هذه المسرحية لان ما يحدث الان ليس انتخابات ولكنها تعيينات بالامر المباشر ويرى قنديل ان خوض التجمع للانتخابات عار على اليسار المصرى بل من العار ان نلصق هذا التصرف باليسار فرفعت السعيد جعل التجمع يسار لاظوغلى واكد ان انتخابات مصر مشفرة مثل القنوات الفضائية المشفرة ولا احد يدخل عليها الا بشفرة معينة ونحن نحتاج لشفرة الانتخابات لندخل الى انتخابات الدولة
واعرب الدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق استاذ القانون الدولى عن ارتياحه بقرار الانسحاب الذى اعلنه الوفد والاخوان وقال لا نريد لجموع القوى الوطنية المشاركة فى انتخابات مزيفة لا جدوى من شرعيتها خصوصا بعد ان سقط قناع الحكومة المزيف الذى تسبب فى تراجع الكيان المصرى اقليميا ودوليا وتمكنت القوى السياسية من كشف عورته التى ظل يخفيها وقال ان مقاطعة الاخوان والوفد والناصرى لهذه الانتخابات سيمكن الحزب الوطنى من تسكين باقى حاشيته فى المقاعد والمناصب البرلمانية والسيادية دون منازع لتتحول مصر بحق الى عزبة تدار فيها المشاريع والاستثمارات حسب هوى المسئولين اعضاء الحزب الحاكم وهو الامر الذى سيسبب ارتباكا واضحا فى القرارات السياسية والاقتصادية لهم خلال الفترة المقبلة خصوصا ونحن على اعتاب انتخابات رئاسية سيشيب لها شعر الوليد فى بطن امه
يبقى السؤال الهام ما هى الاسباب التى دفعت الاخوان وبعض الاحزاب فى مقاطعة الامنخابات والانسحاب منها واتهام الحزب الحاكم بالتزوير والتلاعب ولرصد هذه الاسباب نستعرض مواقف اهم الجهات وخاصة الجهات الرقابية ومنظمات المجتمع المدنى وكذلك ما كان لدى المرشحين والمتابعين على النحو التالى حيث كان لمنظمات المجتمع المدنى دور كبير فى رصد الانتهاكات التى حدثت اثناء الانتخابات
فلقد كشفت غرف المنظمات الحقوقية لمراقبة الانتخابات عن انتشار ظاهرة شراء الأصوات من جانب مرشحي الحزب الوطني وبمساعدة الأجهزة الأمنية التي قامت أيضا بالتدخل السافر لصالح مرشحي الحزب الوطني في معظم المحافظات . وقالت بيان لمرصد عمليات الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية أن القاهرة وحلوان والقليوبية شهدت أبرز حالات شراء الأصوات حيث بلغ سعر الصوت في عدد من لجان حلوان إلى ٣٠ جنيها وارتفعت الى اكثر من ذلك بكثير حتى وصل سعر الصوت الى ٥٠٠ جنيه اى حوالى ٩٠ دولار .

وكشفت المنظمات عن أن تجاهل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات لشكاوى المرشحين المستقلين ومرشحي الإخوان بخصوص تدخل الأمن الفج لصالح الحزب الوطني وانتشار اعمال العنف والتخويف من جانب أنصار مرشحي الوطني أدى لانسحاب أعداد كبيرة من مندوبي المرشحين المستقلين خاصة في محافظات الوجه البحري وحلوان .
وتابع بيان الجمعية المصرية : " فى الوقت الذى أعلن فيه السيد رئيس اللجنة العليا للإنتخابات عدم تلقيه أى شكاوى متعلقة بسير العملية الإنتخابية, كانت مكاتب التلغراف بكافة المحافظات يتوافد عليها المواطنين لإرسال فاكسات وتلغرافات للجنة بالانتهاكات والمخالفات التى تشوب العملية الانتخابية
وكشفت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني في تقرير موسع لها عن انتهاكات بالجملة في القاهرة حيث تم منع الناخبين كلية من دخول اللجان الانتخابية في عدد من الدوائر التي يترشح فيها مستقلون فيما رصد مراقبون حقوقيون قيام أنصار مرشح الحزب الوطنى بحمل حقائب جلدية بها مبالغ مالية كبيرة فى أشارة الى بداية شراء الاصوات
شاهد المراقبون الحقوقيون تواجد عدد من السيدات يقومون بأعمال البلطجة وأرهاب الناخبين لعدم التصويت لصالح مرشحى جماعة الإخوان المسلمين
من جانبه قال الدكتور أيمن نور انه شاهد التزوير بنفسه في دائره الدكتور البلتاجي بشبرا الخيمة، وان اللجان في الوادي الجديد (الداخله) يجلس فيها العمد ويديرون العملية بإشراف الداخلية،
وقال الدكتور محمد البرادعى مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير عن نتيجة الانتخابات : أيا كانت النتيجة، مجلس شعب منتخب في غياب ضمانات تمثيل حقيقي للشعب: مجلس خاضع لسلطة تنفيذية ذات صلاحيات مطلقة هو استمرار لديمقراطية مزيفة
ورصد مركز النديم ١٨ حالة وفاة علي مدار الانتخابات ، وأنباء عن إصابة مرشح عن حزب الوفد بمحافظة الدقهلية بطعنة في صدره، بالإضافة إلى
احتجاز نائب المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش والإفراج عنه بعد وقت قصير بسمنود.
من جانبه، نفى المتحدث باسم الداخلية وقوع اى حالات وفاة بسبب العملية الانتخابية، وأكد محافظ المنوفية أن الناخب المتوفى في لجنة الانتخابات توفى نتيجة أزمة قلبية، وقالت اللجنة العليا للانتخابات انه لم يتم إلغاء الانتخابات في اى دائرة، وقال المجلس القومي للحقوق الإنسان انه لم يُمنع احد من التصويت في الانتخابات
ومع رصد كافة ما جرى فى العملية الانتخابية وبرغم الجدل الدائر بين الحزب الحاكم وقوى المعارضة المختلفة فان الذى لاشك فيه هو ان البرلمان القادم هو برلمان بلا معارضة وان الكثير من الحقوقيين ورجال القانون يرون ان هذا البرلمان عرضة للطعن من القضاء المصرى وخاصة بعد صدور العديد من الاحكام بالفعل التى الغت الانتخابات فى العديد من الدوائر الانتخابية وكذلك اصرار اطراف المعارضة على مطاردة الحزب الحاكم قانونيا وكذلك على مستوى المنظمات الحقوقية الدولية فهل فعلا اصبح برلمان ٢٠١٠ المصرى عرضة للطعن ومن ثم اعادة الانتخابات مجددا هذا ما ستكشفه الايام المقبلة ؟

مكتب القاهرة


رقم: 33098

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/news/33098/هى-الاسباب-التى-دفعت-المعارضة-للانسحاب-الجولة-الثانية

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com