بالتوازي مع مختلف الأنشطة التي يقوم بها المجتمع المدني في تونس نصرة للأقصى وللصمود الفلسطيني في قطاع غزة، صدرت مواقف رسمية سارت في اتجاه عام فرضه على ما يبدو ضغط الشارع.
دعوات تونسية للتصدي لتغلغل الكيان الصهيوني في افريقيا
تنا
العهد , 20 May 2018 ساعة 12:15
بالتوازي مع مختلف الأنشطة التي يقوم بها المجتمع المدني في تونس نصرة للأقصى وللصمود الفلسطيني في قطاع غزة، صدرت مواقف رسمية سارت في اتجاه عام فرضه على ما يبدو ضغط الشارع.
فقد تحدث رئيس الجمهورية محمد الباجي قائد السبسي في خطابه الأخير، الذي يتوجه به رؤساء تونس عادة إلى شعبهم عند قدوم شهر رمضان، بلهجة شديدة غير مألوفة عن الصلف الصهيوني في الأراضي المحتلة وانتقد أيضا قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
كما شكل البرلمان التونسي لجنة للقدس وفلسطين مهمتها التنسيق مع برلمانات دول شقيقة وصديقة لنصرة الأقصى وجمع التأييد لأجله و لأجل القضية الفلسطينية. وكان بيان مجلس نواب الشعب التونسي شديدا وصارماً مقارنة ببيانات صدرت في السابق سواء عن المؤسسة التشريعية أو عن مؤسسات رسمية تونسية أخرى.
* إفريقيا في البال
عبر كثير من نشطاء المجتمع المدني التونسي عن انزعاجهم من تغلغل الكيان الصهيوني في القارة الإفريقية وحضور بعض بلدان القارة احتفال نقل السفارة الأمريكية الذي نظم في القدس. ففي زمن الزعامات العربية على غرار بورقيبة تونس وناصر مصر وبومدين الجزائر كانت إفريقيا برمتها في الصف العربي بسبب نجاح هذه الزعامات في بناء جسور متينة وقوة ناعمة مع بلدان القارة جنوب الصحراء.
أما اليوم فيبدو أن الأمور تفلت عن السيطرة والكيان الصهيوني يزداد قوة في القارة الأمر الذي يتطلب وضع استراتيجية مضادة لمجابهة هذا التغلغل الصهيوني اللافت والذي فاق كل التوقعات وبات يهدد الأمن القومي لبلدان شمال إفريقيا العربية. كما بات هذا التغلغل يهدد القضية الفلسطينية وأصبحت بلدان إفريقية مسلمة لا تتورع عن الإمتناع عن التصويت للتصدي لقرار أممي يدين ممارسات صهيونية تتعلق بانتهاك الأقصى ومدينة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين.
* توغل صامت
وفي هذا الإطار يرى هشام الحاجي الإعلامي والنائب السابق في البرلمان التونسي والناشط في مجال مناهضة التطبيع ومساندة أنشطة الممانعة، في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن الأمر فيما يتعلق بالقارة الإفريقية أخطر مما نتصور وأن الكيان الصهيوني يتوغل بصمت في ربوع القارة ووفقا لاستراتيجية على ما يبدو. وما لم ننجز استراتيجية مضادة لن نجد في المستقبل دولا إفريقية تمتنع عن التصويت ونصرة الأقصى بل سنجد دولا تستقتل في الدفاع عن الكيان الصهيوني دون خجل ولا وجل.
ويضيف الحاجي قائلا: "علينا أن نتوجه في الوقت الراهن كمجتمعات مدنية عربية وإسلامية إلى هذه البلدان الإفريقية للفت نظرها من خلال سفاراتها إلى سلوكها المشين في حضور احتفال عائلة ترامب في القدس، ثم نضع لاحقا استراتيجيتنا بعيدا عن الحكومات والأنظمة الرسمية التي لا خير يرجى من ورائها. فلو صمتنا ولم نحرج حكام هذه البلدان أمام شعوبها سيواصلون في غيهم غير عابئين يحجم الكارثة".
رقم: 331906