ازدادت أنشطة المنصرين بموريتانيا بشكل لافت خلال السنوات الخمس الأخيرة مستفيدين من انشغال النخب السياسية بموريتانيا بالصراع على السلطة وارتفاع معدلات الفقر بالبلاد وغياب الرقابة الأمنية على أنشطة الكنيسة ليخترقوا بصمت جدار المجتمع المتدين مستفيدين من بعض ضعاف النفوس الذين ساعدوهم في نشر أفكارهم الخطيرة بين بعض فئات المجتمع خصوصا في العاصمة نواكشوط وبعض مدن الضفة الجنوبية.
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
مارتين هابي، رئيس الأسقفية الكاثوليكية في موريتانيا، فجر أكبر أزمة أخلاقيبة تعيشها البلاد محرجا سلطات نواكشوط وملقيا حجره في مياه البلد الراكدة بعد أن كشف عن الوجه الحقيقي لكنيسة نواكشوط ودورها التخريبي داخل المجتمع الموريتاني المسلم مقرا بأن العمل الخيري يظل أبرز جهود كنيسته لنشر الفكر المسيحي بين الموريتانيين كاشفا النقاب عن عدد من الأنشطة والمشاريع تديرها كنيسته في البلاد.
هابي والذي يحظى بعلاقات واسعة في موريتانيا مع مسؤولين وبعض رجال الدين قال إن منظمة "كاريتاس" التابعة للفاتيكان حاضرة في موريتانيا في مجالات مختلفة من بينها السجن مشيرا إلى أن فلسفتهم تتمثل في مساعدة الإنسان لا من خلال إعطائه بل من خلال تحريك قدراته وقواه؛ " فإذا أعطينا من يتسول مثلا فإننا لا نحمي كرامته، وهذه المقاربة تجدونها في كل أعمالنا في الصحة والتكوين والتعليم ". كما يزعم !!.
وأشار هابي في مقابلة مع بعض وسائل الإعلام المحلية إنه ورفاقة يحاولون العمل بهدوء وهذا أسلوب – يقول- " ظللنا نتبعه مرارا " متسائلا، "هل رأيتم يوما في البلاد سيارات كتب عليها كاريتاس؟ لن تجدوا ذلك، بل حتى حين يطلب بعض الممولين إقامة لافتات على بعض المشروعات التي نقيمها كالآبار ونحوها؛ نحن في الواقع لا نحفر آبارا ولكن نساعد الناس في حفر آبارهم هم، ولذا لا نريد مثل هذه اللافتات، نحن إذن نعمل بسرية" حسب قوله.
ونفى تأثر خطط الكنيسة بأعمال العنف التي استهدفت الغربيين في موريتانيا قائلا إن الأنشطة تتواصل كما هو مرسوم رغم "خيبة أمل" السفراء الغربيين من ذلك.
وقال "هابي" [رأس الشر] بموريتانيا في حديثه الصادم للمجتمع الموريتاني " لدينا حضور في بوغي، وهناك مشروع قيد الاكتمال في مكطع لحجار داخل البلاد ويتعلق الأمر إذن بمشروعات للتنمية المندمجة تبدأ بمحو الأمية على أن يتطورلاحقا – حسب الحاجات التي ستظهر - إلى مجال الزراعة أو التنمية أو ترقية المرأة... إلخ. ليس من الصعب الحصول على متخصصين، أما ما هو صعب بالمقابل فهو العثور على أناس يعلمون كيفية إثارة اهتمام الناس والجلوس إليهم والاستماع إلى رغباتهم ومعرفة ما بوسعك تقديمه لهم وكيف يمكنك المساعدة. هذا هو أسلوبنا في العمل".
من هو "هابي" وكنيسته؟
حسب الاصطلاح الكنسي فإن كنيسة نواكشوط تدعي " أسقفية " ويجب أن يكون على رأسها أسقف يقوم في نفس الوقت بمهمتي الإنعاش الروحي والتنسيق؛ وفي موريتانيا توجد أسقفية واحدة مقرها نواكشوط، ولديها فروع في البلاد حيث توجد كنيسة في نواذيبو إذ إن وجود الأجانب يتركز في المدينتين. لكن لديها أيضا وجودا في أزويرات بدأ مع قدوم الكثير من الفرنسيين لدى بدء استغلال مناجم الحديد، وفي إطار مخطط إقامة المدينة المنجمية تم بناء كنيسة. ويوجد هناك قس يبلغ من العمر ٧٨ عاما ومن المرجح أن يتم تغييره.
ولدى كنيسة نواكشوط أيضا قس في أطار مع مجموعة من الراهبات ولديهم جهد اجتماعي وتنصيري من ضمنه مكتبة كما أن إحدى الراهبات طبيبة وأخرى ممرضة وينشطن في مجال مراكز التغذية وهناك راهبة تعمل في مجال الترقية النسوية.
وفي نواذيبو يوجد قس منذ خمسين عاما. وفي هذه المدينة الساحلية هناك وضعية إلى حدما خاصة منذ سنوات مع ظهور مشكلة المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء الذين يصلون هناك، لكن سكان نواذيبو يعلمون اليوم أن الموريتانيين يستفيدون من هذه التكوينات أكثر من المهاجرين.
ويقول القس المثير للجدل بموريتانيا لقد كسبت كنيستنا الكاثوليكية و"كاريتاس" ثقة كبيرة لدى السلطات الأمنية والحكومية ولذلك فإن بعثات الكنيسة ومؤسسة كاريتاس تجد الترحيب والأبواب مفتوحة في كل الأماكن في البلاد.
ويقول القس إنه وأتباعه بموريتانيا يجدون حرية العبادة. ولا توجد أي مضايقة و صعوبة في ممارسة طقوسهم وخلال الأعياد المسيحية فإن الكنيسة توجه رسالة إلى الحاكم الذي لا يتردد في إرسال وحدات أمنية لتأمين الكنيسة خلال اجتماعات الأعياد.
___________________________________
سيد أحمد ولد باب / موريتانيا