بيان اية الله الاراكي بمناسبة رمضان : المسلمون لن يسكتوا على غطرسة وهمجية الامريكان
واليكم نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
حلّ علينا شهر الرحمة والبركة والطاعة والغفران شهر فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر.
يدخل المسلمون في جميع أقطار العالم خلال هذا الشهر في دورة من الصبر والمقاومة واختبار الإرادة. نسأل الله سبحانه أن يتقبل من الجميع بقبول حسن وأن يستجيب سبحانه لدعوات الداعين في أيامه ولياليه.
هذا الشهر الكريم يحمل معه ذكريات عظيمة عن انتصارات المسلمين في جهادهم الأكبر مع أنفسهم وجهادهم الأصغر مع العدو. كما أنه يحفّز الأمة من جديد على مواصلة طريقها نحو تصعيد الإرادة وشحذ الهمم والارتباط المتزايد بمصدر قوتها وعزّتها وهو كتاب الله سبحانه.
وهذا العام يحلّ شهر رمضان الكريم والأمة الإسلامية بحاجة أكثر إلى أن ترسخ إيمانها بالله وبـإنجاز وعده في نصر المؤمنين في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
بحاجة أكثر إلى أن تعرف عدوّها وتتبين ما أعدّه لها هذا العدو من خطط لكسر إرادتها وإذلالها وفرض الهزيمة النفسية عليها.
بحاجة أكثر إلى أن تتواصى بالحق وتتواصى بالصبر وأن تتذكر بأنها يجب أن لا تهون ولا تحزن وأن تؤمن بأن الله أراد لها العلوّ وأن العاقبة للمتقين.
بحاجة أكثر أن تعيش بكل وجودها محنة أهلنا في فلسطين وفي كل بقاع العالم الإسلامي التي تتعرض لعدوان المعتدين وغطرسة المستبدين.
إن أمريكا وربائبهم الصهاينة المجرمين يحاولون أن يتحدّوا المسلمين في عزّتهم وكرامتهم خاصة في هذا الشهر الكريم.
بعد الهجوم الأمريكي على أفغانستان في مطلع هذا القرن صرح الرئيس الأمريكي بأن الخبراء حذّرونا من الهجوم على أفغانستان في شهر رمضان لأن ذلك يستثير عواطف المسلمين، ثم أردف قائلا: لقد هجمنا ولم ينتطح عنزان!!
وها هم الأمريكان قد تحدّوا المسلمين على أعتاب هذا الشهر ونقلوا سفارتهم إلى الأرض المغتصبة وهم يحسبون أن لا يواجهوا ردّ فعل أيضاً. ولكن الرئيس الأمريكي الغبي لقلة خبرته لم يعلم بأن عصر الهزائم قد ولّى، ونحن بفضل الله وقوته وبفضل الانتصارات التي تحققت في العقدين الأخيرين على يد حزب الله وعلى يد الفصائل المقاومة في فلسطين، وبفضل ما تحقق في إيران الإسلام من تقدم علمي وتقني وعسكري، وبفضل الصحوة التي عمّت المسلمين رغم ما أحاط بها من تآمر وعمليات تشويه، بفضل كل ذلك دخلنا في عصر لا يمكن للمسلمين أن يمروا أمام مشاهد الإذلال والظلم والبطش والهمجية ساكتين.
شهر رمضان هذا وما نستقبله في آخر جمعة منه يجب أن يلقن طغاة العالم المستبدين المتغطرسين بأن الأمة المسلمة طافحة بالحياة وبالمقاومة والصمود والصبر والمواصلة. وبالله التوفيق، وأنه سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم النصير.
تقبل الله أعمالكم وأجزل ثوابكم. رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
محسن الأراكي
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية