وقال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار ومدير مركز الحوار الجديد، إن الأزهر يستهدف من وراء ذلك تأصيل منهج الحوار داخل جامعة الأزهر من خلال دعوة عدد من الأوروبيين لإلقاء عدد من المحاضرات حول فهمهم للإسلام.
وأضاف في تصريحات صحفية "لقد قمنا بتجربة عملية لتلك المحاضرات في ٣٠ نوفمبر الماضي حيث تم تنظيم محاضرة لأستاذ في العلوم السياسية من فرنسا متخصص في العالم الإسلامي، وهو فرنسي غير مسلم وألقى محاضرة باللغة العربية أمام ٥٢ من أساتذة كلية أصول الدين والدعوة مع عميدي الكليتين، وكان موضوعه حول مفهوم السلفية الآن وإشكالياتها التاريخية وناقشه أساتذة أصول الدين والدعوة بكل حرية".
وأشار إلى أن الأزهر يؤمن بأنه من الضروري استدعاء أساتذة أوروبيين من غير المسلمين متخصصين في علوم الإسلام والحضارة العربية الإسلامية والثقافات الشرقية يدرسون في الجامعات ومراكز البحث العلمي الأوروبية المعروفين باعتدالهم وموضوعيتهم وإنصافهم للإسلام وحضارته لا ليمدحوه، ولكن لا يعتدون عليه ولا يعادونه كما في الإعلام الأوروبي".
وأردف عزب قائلا: "الأزهر في عمله الحواري يهدف إلى تعريف المجتمع كيف يفهم الأوروبيون العالم الإسلامي، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه بالإعلام لأن له انحيازاته، ونحن نريد أن نتأكد ونرى كيف يفكر الآخرون في الإسلام والمسلمين، والتعرف على مناهجهم ولنا الحق أن نناقشهم بالحكمة والموعظة الحسنة" .
وقال عزب إن مركز الحوار بالأزهر يطمح إلى تدريس الحوار بالجامعات أولا ثم في المدارس بعد ذلك، موضحا أن "المركز لديه عدة منطلقات تعتبر جديدة أهمها محاولة زرع عقلية الحوار في المسلمين في مصر وخارجها ليصبح جزءا أساسيا في الواقع لأنه ينعكس على كل مجالات الحياة وسيفيد كثيرا، وليتحقق ذلك لابد من فتح آفاق لطرح لغة الحوار في الإعلام، وتدريس الحوار في جامعة الأزهر أولا لأنه الأجدر بهذا، ونبدأ من الكليات الشرعية والدعوية ، ثم ننطلق للجامعات والمدارس .
القاهرة / احمد السيوفي