وأشار عيد في مقاله بموقع "ميدل إيست آي" إلى أحدث ضحايا الوحشية الإسرائيلية، وهي المسعفة رزان النجار البالغة من العمر 21 عاما، والتي اغتالها قناص إسرائيلي كان مختبئا على الجانب الآخر من السياج الشائك، موضحا أنها قتلت بينما كانت تحاول إنقاذ حياة أحد المتظاهرين.
وعلق بأن كل فلسطيني في غزة يعرف أن الجنود الإسرائيليين قصدوا قتلها، مشيرا إلى تغريدة لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم 30 مارس/آذار صرح فيها بكل وضوح أن "كل شيء كان دقيقا ومقدرا وكانوا يعرفون أين سقطت كل رصاصة".
ووصف عيد إسرائيل بدولة الفصل العنصري (أبارتهايد)، كما كانت جنوب أفريقيا، وأنها تبدو عازمة على حل "مشكلة" فائض سكان غزة الأصليين بتشويه معظمهم بإطلاق الذخيرة الحية المحرم استخدامها على المتظاهرين المسالمين بموجب القانون الدولي.
وقال إنه بين تنامي حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ومسيرة العودة الكبرى، نرمي إلى رؤية لم تعد فيها الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان تحدث مع الإفلات من العقاب. وأي حديث فارغ عن تحسين ظروف اضطهادنا لا تعني شيئا على الإطلاق، لأننا سنواصل المسيرة طالما لم يتم تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194، وطالما أن أبداننا محصورة في هذا السجن الصغير المسمى غزة.
حصار عسكري
وأضاف الكاتب "روايتنا متجذرة في المبادئ العالمية لحقوق الإنسان والمساواة والعدالة والقانون الدولي. ونحن نعي -مثل السود في جنوب أفريقيا في ظل الأبارتهايد ومجتمع الأميركيين الأفارقة بالولايات المتحدة- أن المتعصبين العنصريين لديهم مشكلة مع هذا المنطق، لأنه لا يتماشى مع نظرتهم العنصرية".
وكابوس إسرائيل هو أن تضطر لمواجهة المدافعين الفلسطينيين الذين يتحدثون بالقوة والمصداقية عن فلسطينويفندون التصورات الخاطئة التي تحاول صرف انتباه المجتمع الدولي عن انتهاكات إسرائيل الصارخة لحقوق الإنسان.
واستطرد عيد بأن مذابح غزة قد أصبحت تصرفات سياسة طبيعية وليست انحرافات فردية، ولزيادة الطين بلة أعلنت دولة الأبارتهايد الإسرائيلي أنها ستتعاون مع تحقيق مجلس حقوق الإنسان الأممي بشأن وفيات غزة، وقال إن هذه عقلية تنكر بشرية فلسطينيي غزة.
وأردف بأن من الواضح أن الجنود الإسرائيليين لن يسامحونا أبدا على جعلهم يقتلوننا، ومن هنا تأتي الحاجة إلى المقاطعة وهي نافذة الأمل الوحيدة لنا. لقد حان الوقت ليقف العالم ويتحرك بفرض عقوبات على الصناعات الإسرائيلية إلى أن يتم منح الفلسطينيين الحرية والحقوق المدنية والعدالة المتساوية.
وختم بأن العالم في الثمانينيات سئم من نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا وقرر فرض عقوبات عليه، وقد ساعدت تلك العقوبات في تحرير الأفارقة الأصليين من هذا النظام، ولقد حان الوقت لكي يتجمع العالم وراء فرض عقوبات على إسرائيل بطريقة مماثلة إلى أن يتقيد بالقانون الدولي.