"هل أصبح مجلس التعاون الخليجي في عداد الموتى؟"، تحت هذا العنوان، جاء تقرير "المونيتور"، ليتحدث عن العلاقات بين الدول الخليجية بعد عام من الأزمة التي نشبت في يونيو 2017، ولا تزال مستمرة إلى اليوم بفرض حصار على قطر من قبل السعودية والامارات والبحرين ومعهم مصر.
تحدث بروس ريدل عن مصير مجلس التعاون، الذي كانت عرابته واشنطن، مشيرا إلى أن المجلس لم يكن أبدا اتحادا قويا على الرغم من كونه وسيلة مفيدة لتنسيق السياسة وتعزيز نفوذ السعودية والملكيات الخمسة الأخرى.
تعد التوترات متأصلة في المجلس نظرا لتفاوت القوة بين الأعضاء، كما تعد السعودية العضو الأكبر حجما وقوة وتأثيرا، إذ كان السعوديون يتصورون دائما أن المجلس أشبه بحلف "وارسو" أكثر من حلف "الناتو"؛ أي أنه تحالف تديره عاصمة واحدة بدلا من مجموعة من القوى المتساوية.
لفت ريدل إلى أن محمد بن سلمان يعد مهندس حصار قطر، ومن المحتمل أن يكون المحرك الرئيسي وراء تلك الرسالة، حيث تعود الخلافات السياسية بين السعوديين والقطريين إلى عقود من الزمن، ولطالما استاءت الرياض من تصميم الدوحة على امتلاك سياسة خارجية مستقلة، وميلها إلى التمسك بمراكز قوى في مواجهة السعودية.
تعد أبوظبي ناقدا قويا لقناة الجزيرة الإخبارية، التي مقرها في الدوحة، وتظهر البحرين كعضو متحمس ضد الدوحة أيضا لأن لديها نزاعات حدودية منذ فترة طويلة مع قطر، وفق التقرير، الذي لفت إلى أن الكويت تعد عضوا مختلفا في هذه الكتلة، حيث لم تقطع علاقاتها مع قطر العام الماضي، وحاولت التوسط لحل الازمة.
أما سلطنة عمان، فبقيت بمعزل عن مشاجرات زميلاتها. ولطالما كان السلطان قابوس شخصية بعيدة عن الصورة، ونادرا ما يحضر مؤتمرات مجلس التعاون، يقول ريدل، مشيرا إلى أن مسقط رفضت الانضمام إلى الحرب التي قادتها السعودية على اليمن قبل 3 أعوام.
يخلص الكاتب إلى أن مجلس التعاون الخليجي يعد اليوم منقسما كما لم يكن من قبل، ولقد فشلت إدارة ترامب في التحدث بصوت واحد واضح، والأهم من ذلك، أن صوتها قد تم تجاهله، يؤكد بروس ريدل.