لبنان يتسع للأسود والأبيض، لكنه لا يتسع أبدا لمن يطعن المقاومة
احمد قبلان
الحكومة العاجزة عن بت ملف شهود الزور لا تؤتمن على البلد
وكالة انباء التقريب تنا - ۱۳/۱۲/۲۰۱۰
14 Dec 2010 ساعة 8:32
لبنان يتسع للأسود والأبيض، لكنه لا يتسع أبدا لمن يطعن المقاومة
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان كلمة استهلها بالقول: "نلتقي في ذكرى عاشوراء الخالدة، في ذكرى الثورة الحسينية المباركة، لنجدد العهد والولاء لسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين، لنعيشها بكل مفاهيمها ومعانيها المؤثرة والفاعلة في النفوس والمحركة للضمائر، لا لنسرد قصة أو لنحكي رواية لاستدرار العواطف ولاستجرار الدموع، ولتحريك المشاعر وإثارة العصبيات، بل نعيشها لنستهدي على نقاط ضعفنا، ومكامن أنفسنا الأمارة بالسوء لعل في ذلك ما نهتدي به".
اضاف:"الإمام الحسين الذي رفع شعار الإصلاح في أمة جده، مجندا كل ما يملك حتى دمه الشريف من أجل هذه الغاية النبيلة حاول أن يعطينا درسا في المروءة ودرسا في الشهادة، حاول أن يوقظ فينا روح الرفض وعدم الرضوخ مهما بلغت التضحيات لأي أمر فيه ظلم وفيه هدر وتنازل عن كرامة وعزة النفس. والإمام الحسين في ثورته ونهوضه ضد يزيد وحكم يزيد ونهج يزيد لم يكن يسعى إلى مكسب ولا إلى مطلب خاص به أو بأهل بيته، الإمام الحسين كان خائفا على الإسلام كدين، وكرسالة هداية للبشر، لم يكن خوفه على وظيفة أو على ثروة أو على حق شخصي، كان همه الإسلام، كان قلقه على المسلمين. فثورة الحسين ثورة الأحرار، ثورة الشرفاء، ثورة المجاهدين والمقاومين الذين يرفضون العيش بذل ومهانة، ثورة الناس الذين آمنوا بربهم فما أخافهم الموت وقعوا عليه أم وقع عليهم".
ورأى إن ما "يجري في لبنان اليوم ويمارس على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يبشر بالخير، ولا يوحي أبدا بأن المسؤول يعمل من أجل المصلحة العامة، لقد أظهروا الفساد، فساد في الوزارات، فساد في الإدارات، فساد في الاقتصاد، فساد في الخطاب، لمصلحة من هذه الحكومة التي لا تجتمع وإذا اجتمعت لا تستطيع أن تفعل شيئا أو تقر شيئا، هذه الحكومة العاجزة عن بت موضوع ملف شهود الزور، كيف يمكن أن نأتمنها على مصير بلد ومستقبل شعب؟ كيف يمكن أن نخرج من دائرة الخطر ولا يزال البعض في لبنان يربط مصير البلد بمحكمة دولية أنشئت لكي تكون سيفا مسلتا على اللبنانيين وعاملا أساسيا من عوامل زرع الفتنة وتكريس الانقسام تحت عنوان تحقيق العدالة وكشف الحقيقة، فأي حقيقة ننتظر؟ وأي عدالة نحن على موعد معها؟ في ظل هذا المجتمع الدولي المصادر والمرتهن لإدارة أميركية لم تكن يوما إلى جانب الحق ولن تكون، وعدو صهيوني عنصري لم يكن يوما مع السلام ولن يكون، إن الحق لا يسترد بالانبطاح إنما يؤخذ بالقوة، الحق يؤخذ بالمقاومة تماما كما حدث في لبنان على أيدي المقاومين الأبطال الذين حرروا الأرض.أن قوة هذا البلد في تفاهم أبنائه وتماسكهم ووحدتهم، في رفضهم لأي استرهان، في وقوفهم إلى جانب مقاومتهم التي تثبَّت بالدليل القاطع أنها الخيار الوحيد في وجه كل التحديات وكل التهديدات وكل التسويات التي قد تكون على حساب اللبنانيين ومصير بلدهم".
واكد أن "لبنان يتسع للأسود والأبيض، لكنه لا يتسع أبدا لمن يطعن المقاومة التي تشكل صميم ركائز سيادة وحرية هذا البلد، الذي سحق مقاوموه مشروع الشرق الأوسط الكبير، وإن لبنان يتسع للبر والفاجر، إلا لمن يخون المقاومة ويتستر وراء مقامرة العدالة الدولية التي مزقتها فضائح ويكيلكس كل ممزق، حتى أضحى فيلتمان يخشى على بعض اللبنانيين الوطنيين جراء وثائق ويكيلكس، ونذكر البعض الذي يحرض على المقاومة بأن "من حاول أمرا بمعصية الله تعالى كان أفوت لما يرجو وأسرع لمجيء ما يحذر"، فليتذكر هذا البعض جيدا بأن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. نعم بحفظنا للمقاومة وبوقوفنا إلى جانبها في كل ما تواجهه من استهدافات مباشرة وغير مباشرة من خلال محكمة دولية أو من خلال سواها، نحفظ لبنان ونصون وحدته وكل من يفكر بخلاف ذلك فهو مخطئ وقارئ غير جيد لما يجري إقليميا ودوليا، ويعمل لخدمة المتآمرين على هذا البلد".
وختم:" نتوجه إلى اللبنانيين جميعا وبالأخص إلى هذه الطبقة السياسية، وإلى هؤلاء الحكام أصحاب السلطة والمال، لاسيما أولئك الذين ما زالوا متمسكين بهذه المحكمة المهزلة، ومراهنين على قرارات مزورة وملفقة، لنقول لهم:"اتقوا الله في ما أنتم عليه، واخجلوا مما أوصلتم البلاد والعباد إليه، ولننطلق معا متشاركين متعاونين على إخراج هذا البلد من دائرة التجاذبات والصراعات، عاملين على تحصين ساحته في وجه كل من يريد أن يستولد الفتنة من جديد، ويدفع باللبنانيين نحو احترابات عبثية يكون فيها الخسران المبين".
رقم: 33894