مرة أخرى نناشد السياسيين جميعا ونطالبهم، بأن يكونوا على درجة عالية من الوعي
أحمد قبلان
ضرورة التنبه التام واليقظة الدائمة لتجنب السقوط في الشرك الأميركي - الصهيوني
وكالة انباء التقريب تنا - ۱۷/۱۲/۲۰۱۰
17 Dec 2010 ساعة 21:24
مرة أخرى نناشد السياسيين جميعا ونطالبهم، بأن يكونوا على درجة عالية من الوعي
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وقال فيها:
" من خلال الثورة الحسينية المباركة، ومن خلال مفاهيمها، ندخل إلى واقعنا اللبناني، هذا الواقع المشرع والمفتوح على كل الاحتمالات الخطيرة والهدامة لنحذر وننبه الجميع وندعوهم لعدم الإنجرار إلى ما يدبر ويخطط لنا ولمقاومتنا عبر ما يسمى بالمحكمة الدولية، وإلى ضرورة التنبه التام واليقظة الدائمة لتجنب السقوط في الشرك الأميركي - الصهيوني، وذلك باعتماد خطاب التعقل ومقاربة القضايا الخلافية بالانفتاح والتروي ومعالجتها بالحوار البناء الذي يجنبنا تجرع الكأس المرة، وإفساح المجال أمام المساعي الخيرة والإسهام في إنجاحها، لأنه لا يوجد بديل عن التوافق بين اللبنانيين، فقدرهم أن يضحوا، وأن يتبادلوا التنازلات، من أجل أن يحفظ لبنان ويكون محصنا ومقاوما في وجه التحديات وخصوصا التحدي الصهيوني، الذي نشهده ونعيشه يوميا بمختلف الأنواع والأشكال العدوانية، بدءا من الاعتداءات العسكرية، مرورا بكل الاغتيالات التي حصلت وأعمال التخريب والتوظيف للعملاء، وليس انتهاء بما تم الكشف عنه اخيرا من زرع لأجهزة التنصت والتصوير والتجسس في العديد من المناطق اللبنانية، مما يؤكد بأن العدوان الاسرائيلي ضد هذا البلد قائم ودائم وفي كل وقت، الأمر الذي يجب أن يدفع بالجميع نحو حسم خياراتهم، وعدم التردد أبدا في اتخاذ المواقف الجريئة والقرارات التاريخية التي تضع حدا لهذه الجدليات العبثية والعقيمة، وتخرجنا من دائرة التشاحن والتحدي والانقسام حول المحكمة الفتنة وما يتم تلفيقه وفبركته من اتهامات وظنيات ضد المقاومة لا أصل لها ولا أساس".
اضاف:" إن سياسة اللف والدوران، ومحاولات التحايل وتقطيع الوقت أصبحت مكشوفة ومشبوهة، وبالتالي لم تعد مقبولة على الإطلاق كما لا يجوز أن تبقى الدولة معطلة، ومؤسساتها مشلولة ومصير البلد وشعبه مسترهنا لإرادة الإملاءات الأميركية والرغبات الصهيونية، من هنا نطالب الرئيس الحريري بدفع الكرة من ملعبه، وإعلان موقفه بصراحة وشفافية مطلقة، من المحكمة وسيناريوهاتها التدميرية للبنان على اعتبار أن ما كان مؤملا منها من كشف للحقيقة وتحقيق للعدالة أصبحا اليوم سرابا وفي حكم المنتهي في ظل هذه المحكمة المسيسة والموجهة بالـ"ريموت كونترول" الأميركي وفق ما يخدم الأهداف الصهيونية ويؤدي إلى إغراق اللبنانيين بالفتن والاحترابات الداخلية".
وختم :"مرة أخرى نناشد السياسيين جميعا ونطالبهم، بأن يكونوا على درجة عالية من الوعي، متحصنين بكل العناصر القادرة على صوغ خطاب وطني جامع يضع حدا لكل ما يثار من حساسيات وتحريضات ويرفع من شعارات تحركها الغرائز والأهواء، ويحول دون الوقوع في ما يشتهيه أعداء هذا البلد، لأن الفتنة إذا وقعت لا سمح الله، فإنها لن ترحم أحدا، وسيكون الخاسر فيها لبنان واللبنانيين، فإلى المزيد من اليقظة والوعي والإدراك والقراءات الصحيحة والمتأنية التي توضح الصورة الحقيقية لهذا الواقع، وتؤهلنا لأن نكون جميعا في الموقع الذي يمكننا من تجاوز هذه المرحلة الصعبة والانطلاق معا نحو بناء الدولة القوية والقادرة على تحقيق آمال اللبنانيين وإخراجهم من دائرة الصراعات الإقليمية والدولية".
رقم: 34086