"لا تغيبوا عن سورية فهي أرضٌ باركتها كلّ أقدامِ الأنبياء، وكما يقول النبي محمد هي أرض المحشر يوم القيامة، وهي جنّة الله في الأرض" هكذا خاطب المفتي العام لسورية محمد بدر الدين حسون اللبنانيين، مطالبهم بعدم الهجرة من لبنان، واصفاً التنوع المذهبي في لبنان بأنه كـ "زهر الربيع": "أنتم كزهر الربيع، كلما زاد تلونكم كلما زادت حديقتكم جمالاً فلا تُقسموا أنفسكم في أماكن معينة".
شارک :
نادى المفتي بعدم تسييس الدين؛ مطالباً القادة الدينيين بأنّ لا يستعملوا الدين "ثوباً" لسياساتهم، ولا في انتخاباتهم ولا في شعاراتهم ولا في جلبهم للناس، مشيراً إلى أنّ الدين يرعاه الله، ومن يستغل الدين ويستثمره لنفسه ليجلب إليه الناس سينتقم الله منه،: "الدين شفاف وسيفضح كلّ من يستغله. وفي السياق ذاته أكد حسون على ضرورة "تديين السياسة": "ديّنوا السياسة، أعطوها الصدق والأخلاق وابتعدوا عن التلوّن؛ فهو ليس من صفات الدين إنما الثبات من صفات الدين، إنّ اللذين يتلونون في الصباح والمساء ثم ينتمون إلى دين يسميهم القرآن بأنهم –المنافقين-"، مشيراً إلى أنّ الدين أقدس من أنّ يُلعب به. أكد مفتي الجمهورية أنّنا في سورية لا نخاف الفتنة الطائفية، هناك من حاول أنّ يشعلها في سورية أو في لبنان، لكن المسلمين والمسيحيين في سورية وفي لبنان جعلوا منهما أرض المحبة والسلام". وأضاف المفتي: "أعتبر إعلان الصهاينة عن قيام دولة دينية هو النهاية لهم والبداية لنا، كانوا يقولون أنهم دولة ديمقراطية ويَغُشوّن العالم بأجمعه، واليوم يطردون المسيحيين والمسلمين من فلسطين، وهي التي جعلها الله مجمعاً للأنبياء في الإسراء والمعراج، فعام ٢٠١٠ هو بداية النهاية للعولمة التي أرادت أن تسحقنا ، ولإسرائيل التي بدأت في النهاية، لأنّ من تَجبّر على الناس واستغل الدين فإنّ خصمه ربُّ العالمين". يشار أخيراً إلى أنّ كلام المفتي حسون جاء خلال مؤتمر الإخاء الإسلامي المسيحي الذي عقد مؤخراً في العاصمة السورية دمشق، حيث ناقش المجتمعون فيه أهمية الإخاء الديني ووحدة الصف الإسلامي المسيحي لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية.