مدينة حلب، إحدى أقدم المدن المسكونة بشكل متواصل في العالم وجوهرة الهندسة المعمارية الإسلامية.
حلب إحدى أقدم المدن في العالم وجوهرة الهندسة المعمارية الإسلامية.
وكالة أنباء التقريب (تنا)
28 Dec 2010 ساعة 14:17
مدينة حلب، إحدى أقدم المدن المسكونة بشكل متواصل في العالم وجوهرة الهندسة المعمارية الإسلامية.
يبدو المشهد عادياً من اللمحة الأولى، ساحة هادئة مظللة بشجر النخيل في قلعة حلبية تعود إلى القرون الوسطى. يجلس السياح الأجانب جنباً إلى جنب مع أشخاص عاش ذووهم لأجيال في المدينة.
لكن هذه الساحة الهادئة تشكل محوراً لاحد ابرز مشاريع المحافظة على التراث في الشرق الأوسط. ويشمل المشروع إعادة بناء الشوارع المهدمة ورفع مستوى خدمات المدينة، واستعادة مئات المنازل القديمة التاريخية. وتقضي الخطة ببناء حديقة في أكثر الأحياء فقراً وترميم القلعة الضخمة التي يهيمن جدارها على أفق مدينة حلب، إحدى أقدم المدن المسكونة بشكل متواصل في العالم وجوهرة الهندسة المعمارية الإسلامية.
وفيما تقود المشروع منظمة ألمانية غير ربحية، ومؤسسة الآغا خان للثقافة، يعتبر المحافظ الذي يعمل مع ذراع الأمم المتحدة الثقافية في جميع أنحاء المنطقة دانيال بيني، أن «المشروع في حلب يعتبر نموذجاً استثنائياً»، مضيفا «ان مشروع حلب سيسمح للناس بتعديل منازلهم القديمة، بما يتناسب مع ضرورات الحياة العصرية»، في إشارة إلى الجانب الإنساني الذي يتميز به المشروع، مقارنة بمشاريع ترميم سابقة كانت تضرّ بمحيطها الإنساني.
ويقول الرئيس التنفيذي في الصندوق السوري للتنمية الذي عمل مرمّما في سوريا واليمن عمر حلاج، « كانت كلمة آثار تشكل مصطلحاً رهيباً لأنها تعني الحفاظ على منازلنا وليس عاداتنا».
وقد لا تبدو إعادة تأهيل حلب خروجاً جذرياً عن الطريقة التقليدية المسيئة في أعمال الترميم والمحافظة على التراث. وقد بدأت المنظمة الألمانية «جي تي زي» التي تبنت المشروع، عملها قبل عامين بتحليل الهياكل التاريخية للمدينة، وكذلك أجرت مئات المقابلات مع السكان.
وقامت «جي تي زي» بتقسيم المدينة القديمة إلى مناطق، منها اثنتان تتضمنان فنادق ومطاعم، إحداهما حول القلعة، والأخرى في حي الجديدة. أما في ٣ مناطق أخرى، فيتم التخطيط لإنشاء مساحات عامة بهندسة طموحة، في ساحة الحطب مثلا، وهي رقعة صغيرة من الحجر المصفوف مظللة بالأشجار، ومزيج ينبض بالحياة من العائلات السورية والسياح الأجانب، تؤطره محال المجوهرات القديمة وسوق السمك والمقاهي.
وتكمن الأهمية في الرؤية الاجتماعية خلف المشروع. واستُبدلت الطرق المحيطة بالقلعة والمزدحمة بالسيارات، بطريق للمشاة تحده الخنادق الحديثة والمناظر الطبيعية من جهة والمباني التاريخية المتناثرة من جهة ثانية، وهذا الخليط بين الأنماط التاريخية والمشهدية هو الذي شكل مدينة حلب وجعلها من إحدى أكبر المراكز العالمية.
ومن الجدير التساؤل حول ما إذا كانت حلب ستحمل الرؤية الاجتماعية والاستمرارية التاريخية نحو المستقبل. وبدأت الحكومة مؤخراً منافسة هندسية لبناء مركز ثقافي فيه دار للأوبرا تسع ألفا و٦٠٠ كرسي، في منطقة بنيت خلال الانتداب الفرنسي. وطلب رئيس بلدية المدينة معن الشبلي، من «جي تي زي» مساعدته لإعادة بناء العشوائيات التي انتشرت حول حلب.
المصدر : «نيويورك تايمز»
رقم: 35155