احد زعماء الانفصال يعترف بدور اسرائيل القديم في الجنوب السوداني ويصف العرب بالاعداء .
أبعد من الانفصال
8 Jan 2011 ساعة 15:01
احد زعماء الانفصال يعترف بدور اسرائيل القديم في الجنوب السوداني ويصف العرب بالاعداء .
وكالة انباء التقريب (تنا) :
لا يفتقد السودانيون والعرب جزءاً من وطنهم فقط نتيجة للاستفتاء الذي يجري غداً في جنوب السودان، إنما يفقدون جزءاً مهماً من أمنهم القومي الذي سوف يجير في حسابات الأمن “الإسرائيلي” وما يمثله من مخاطر بلا حدود على الأمن الوطني للسودان ومصر تحديداً، وعلى مجمل الأمن القومي للأمة العربية، إذ إن العمق الجنوبي لهذا الأمن في عمق القارة الإفريقية سوف يتحول إلى منصة تنطلق منها “إسرائيل” للزحف شمالاً لمواصلة عملية التخريب والتمزيق من خلال شبكة واسعة من العلاقات تحيكها مع قوى إما أنها بدأت ترفع صوتها طلباً لتقرير المصير أو استرداداً لحقوق، أو تحمل السلاح أسوة بالنموذج الجنوبي .
لقد قطع جوزيف لاقو نائب الرئيس السوداني الأسبق وزعيم حركة “اينانيا”، وأحد قادة التمرد الجنوبي، الشك باليقين، بإعلانه عن دور قديم لـ “إسرائيل” في جنوب السودان، وخصوصاً في دعمها لحركات التمرد بالسلاح، كما كشف عن مدى ما يكنه من كراهية وحقد على العرب الذين وصفهم بـ “الأعداء”، فيما أشاد ب ““الإسرائيليين” شعب الله المختار الذي انتصر على العرب” .
ما قاله جوزيف لاقو هو رأس جبل الجليد، والباقي أعظم وأخطر، فالسودان سوف يدخل مأزقاً يهدد مستقبله وكيانه ووجوده من خلال حركات انفصالية هنا وهناك لن تكون “إسرائيل” بعيدة عنها، كما أن الوجود “الإسرائيلي” في ما كان يسمى “جنوب السودان” سوف تكون له مخاطر بلا حدود على مصر، ليس على مياه النيل فقط، إنما على أمنها الوطني أيضاً .
نعم، إننا كعرب مقبلون على خطر لم نستطع تداركه طوال السنوات السابقة، إنما تجاهلناه بالكامل، كما تجاهلنا كل قضايانا الكبيرة في مشرق الوطن العربي ومغربه، لأننا تعاطينا معها بلا مبالاة وعدم مسؤولية، بل كأنها تخص أمماً وشعوباً أخرى، فكان أن تم احتلال دول وسقوط أخرى فريسة الحروب الأهلية والطائفية، وتعاظمت مخاطر الكيان الصهيوني وعدوانيته، وارتفعت أصوات مشبوهة تطالب بحق تقرير المصير والانفصال بالتزامن مع تصعيد التحذيرات والتهديدات الأمريكية الموجهة إلى أكثر من بلد عربي تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان .
أجواء عربية ملبدة بالغيوم ومخاطر تقتحم بلداننا العربية من كل صوب، ومشاريع التفتيت والتقسيم تشق طريقها بقوة وما من صدّ أو ردع، ما يستدعي من الأمة كل الأمة، ومن كل المسؤولين العرب، على مختلف المستويات، الخروج من حالة اللامبالاة والتبصر بما يمكن اتقاء ما أمكن من مخاطر على طريق استعادة العافية والتضامن وتفعيل الكثير من الثوابت التي سقطت على طريق التهاون والانكفاء .
المصدر : صحيفة الخليج الإماراتية
رقم: 36166