المحكمة الدولية لن تعطي اللبنانيين صكوك الحقيقة وإنما نصال التهديم

 رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي خلال محاضرة له في حوزة الامام الصادق عليه السلام في صيدا: أنّ الإدارة الأميركيّة ماضية في مخططها تفجير الأوضاع السياسيّة والأمنيّة في لبنان ضمن منهجيّة متدرجة ومعدّة مسبقاً. ولعلّ الموقف الذي صدر عن وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن عبد العزيز مؤشر على دخول المخطط الأميركي في لبنان حيّز التنفيذ.
أضاف سماحته: إن الإدارة الأميركيّة أقفلت المشهد على كل المساعي والمبادرات التي كانت تعمل لإبعاد الكأس المرّ عن لبنان. وهي نقضت بالفعل الجهود السوريّة-السعوديّة وجعلت المباحثات التركيّة القطريّة مع الأفرقاء اللبنانيين تحوص في حوضٍ مغلق.
ونحن نعتقد أن في لبنان من هو ضالع حتى الصميم مع الإدارة الاميركية في مشروعها ومخططها التفجيري هذا, وأن البعض الذي يرفع شعار العدالة والحقيقة لا تربطه بالعدالة والحقيقة أية صلة وإنما هو ينفخ فيهما لغايات وأهداف أخرى.
وتابع يقول: إن المحكمة الدولية اليوم وحسب ما هو مكشوف لدينا لن تعطي اللبنانيين صكوك الحقيقة وإنما سترمي في وجوههم نصال التهديم والتمزيق والفتنة. وهذا ما كنا نحذر منه سابقاً. وللأسف فإن مكر بعض القوى اللبنانية المحلية وساذجة البعض الآخر أدّيا إلى ان ننجز كلبنانيين ما يساعد إسرائيل وأمريكا علينا وعلى تخريب أوضاعنا وسلمنا واستقرارنا.
ونحن نجد بكل مرارة أن اللبنانيين وقعوا جميعاً في فخ المحكمة وخديعة السياسات الاميركية, وبات الجميع حائراً من خطورة الاوضاع في الساعات والايام المقبلة فيما كان يمكن تفادي ذلك كله بموقف جريء لرئيس الحكومة السابق برفض التوظيف الخطير للمحكمة ورفض حرفها عن مسارها القضائي, ورفض مفاعيلها الهدّامة على لبنان وشعبه واستقراره. لقد كان بالإمكان التعامل بطريقة مختلفة مع السياسة الاميركية التي تريد أخذ البلد برمته إلى الانهيار والفوضى وربما تركه إلى قوى ظلامية وإلى أدوات مصنّعة استخبارياً وقد يكون هذا بعض ما تعمد الإشارة إليه وزير الخارجية السعودي في تصريحه الأخير.