على الرغم من أن الكثير يتحدّثون عن التغييرات التي يشهدها الإسلام في بنغلادش، والذي يتجلى في زي المرأة الذي يزداد احتشاماً، والخطاب السياسي الذي يزداد تشدداً، والتسامح الذي يتراجع مع التنوّع، تبلي النساء البنغاليات حسناً وان كانت المساواة الحقيقية هدفاً أكثر منه واقعاً (دون اغفال ان رئيس الوزراء هناك امرأة).
باتت معظم البنغاليات يلتحقن بالمدارس، وفرص النساء تزداد مع تطور الحياة، وأصبحن يزددن استقلالية سعياً نحو المزيد من الازدهار. وباتت النساء، بما فيهن أولئك اللواتي تلقين تعليماً عالياً، أكثر تديّناً ووعياً بهويتهن الإسلامية، يثرن بعض التساؤلات.
ويبدو أن ما يحدث اليوم، ظاهرة جديدة. وتؤكد الناشطة في معهد «براك» للتنمية، سامية حق أن المرأة البنغالية اليوم مصمّمة على تفسير الاسلام بناء على شروطها الخاصّة. ويتأثر موقف المرأة من الاسلام بالمصطلحات والخطابات النسوية التي تشمل أوجهاً مهمة وغير مألوفة كالتأكيد بأن الاسلام يوفّر الحماية من العنف الموجّه ضد النساء.
وتخوض النساء في بنغلادش تحدياً للوصول الى نهج جديد للاسلام، وتقديم حالة روحية مقنعة مبنية على المساواة والحقوق. وينظرن الى التقاليد التي البست المرأة دور التابع على أنها لا تمتّ بصلة للـ«الاسلام»، بل إنها نتيجة لثقافة الهيمنة الذكورية والفهم الخاطئ للقرآن. وبذلك هن ينظرن الى هويتهن الاسلامية على أنها مصدر للتمكين والتحرّر.
ويأخذ هذا التحوّل الجديد مسارين: الأول سياسي حيث تقوم النساء بدور مهم في الأحزاب السياسية المرتبطة بالمسلمين، والثاني اجتماعي بعيداً عن اللامركزية، حيث تعمل النساء على تفسير النصوص الدينية واستخلاص استنتاجاتهم الخاصّة بناء على الدروس الروحية، حيث بدأت ظاهرة النساء الواعظات بالانتشار.
وتركّز كافة النقاشات حول الإسلام على دور النساء وحريّتهن بالتحرّك سواء كان من المسموح لهن بارتياد المدارس والعمل، وحقّهن في اختيار أزواجهن، وحقوقهن القانونية في الميراث والطلاق. ولا تعتبر النساء في بنغلادش متفرجات سلبيات في هذه النقاشات، بل انهن ينظرن الى إيمانهن على أنه ملاذهن الأخلاقي في حياتهن اليومية، ومعنى وجودهن، ومصدر للثقة والقوة.
المصدر : السفير