قد أعرب العديد من قيادات الحكومة الصهيونية عن قلقهم إزاء ما يحدث من ثورة في مصر وان ذلك سيدفع بتعاظم قوى سياسية مناوئه للاحتلال على رأسها جماعة الإخوان المسلمين
سقوط مبارك مقدمة لزوال الاحتلال الصهيوني
5 Feb 2011 ساعة 12:31
قد أعرب العديد من قيادات الحكومة الصهيونية عن قلقهم إزاء ما يحدث من ثورة في مصر وان ذلك سيدفع بتعاظم قوى سياسية مناوئه للاحتلال على رأسها جماعة الإخوان المسلمين
وكالة انباء التقريب (تنا) :
لعل الثورة التي يقوم بها شباب مصر الآن تكون هي المقدمة الرئيسية لإحداث تغيرات سياسية حقيقية في الشرق الأوسط خاصة أن هناك العديد من الأطراف التي تشعر بالتوتر والرعب من زوال الرئيس مبارك ونظامه الطاغي وعلى رأس تلك الأطراف الاحتلال الصهيوني ومن يواليه من فريق أبو مازن المتمثل في سلطة رام الله .
فقد أعرب العديد من قيادات الحكومة الصهيونية عن قلقهم إزاء ما يحدث من ثورة في مصر وان ذلك سيدفع بتعاظم قوى سياسية مناوئه للاحتلال على رأسها جماعة الإخوان المسلمين وهو الأمر الذي قد يهدم جسور ما يطلقون عليه بعملية السلام في الشرق الاوسط والتي وضع بذورها الرئيس انور السادات منذ معاهدة كامب ديفيد ، ولقد خرج رئيس الوزراء الصهيوني ليعرب عن قلقه الشديد من احداث تغيرات سياسية جذرية في نظام الحكم في مصر ومن سقوط نظام مبارك حليف الاحتلال .
وبعد التطورات الأخيرة بمصر خرج مسئول إسرائيلي يطالب باحتلال محور فيلادلفيا لمنع تعاظم القوة العسكرية لحركة حماس التي ولدت من جذور جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، كما حذر ما يسمى رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني الجنرال غابي أشكنازي من أن الأوضاع الأمنية هشة, وأن الهدوء الذي تشهده الحدود قد يتغير في أي لحظة, بدليل ما يحدث في مصر, حسب تعبيره.
ومن يراقب الساحة المصرية والعربية الان يرى أن ما يجري في مصر سيترك أثره الكبير على المشهد الفلسطيني بشكل خاص والمنطقة بشكل عام ، وما جرى في مصر قلب كافة الموازيين ليس على مستوى الدول العربية، و إنما على مستوى الشرق الأوسط بشكل عام، فهناك ملامح سياسية و اجتماعية جديدة، و أن ثمة شرق أوسط جديد قادم ، فقواعد اللعبة ستتغير إذا كان هناك أفق سياسي معين سيفرض نفسه على منطقتنا و سيوصلنا إلى حل ذو إبعاد سياسية جديدة وفقا لقواعد اللعبة الجديدة.
ولا ريب في ان مصر سيكون لها دورا أفضل من السابق على مستوى المنطقة و خاصة أنها خرجت من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي بعد معاهدة السلام و كبلت نفسها باتفاقيات شلت حركتها، وحينما تعود الآن مصر إلى مكانتها ستعود إلى دورها في الصراع و هذا سيؤدي إلى تقوية القضية الفلسطينية و العرب عموما.
ولا شك ان ما يفرضه الشباب المصري من تحقيق معادلة التغير سيكون له مردود ايجابي على الشارع الفلسطيني والعربي وقد برز ذلك على الساحة الفلسطينية من خلال حملات متعددة تدعو إلى إسقاط سلطة عباس في الضفة الغربية، مطالبين بتنحيه عن الحكم ووقف الظلم والاستبداد والدكتاتورية في الضفة الغربية ، وقد وطالبت إحدى الحملات والتي حملت عنوان "الثورة الفلسطينية لإسقاط سلطة عباس" في بيانها الأول الذي أصدرته في (٣١\١\٢٠١١)، والذي كان بعنوان "البيان الأول لحركة الشعب الفلسطيني للتغيير"، رئيس سلطة فتح محمود عباس وأركان سلطته وشخصياتها بالتنحي الفوري عن الحكم والابتعاد كليا عن الحياة السياسية وعدم المراهنة على الأجنبي. ، وإلى جانب تلك الحملة انطلقت عدة حملات تدعو إلى إسقاط عباس وفريق رام الله، وطرحوا أسبابا كثيرة كالتنسيق الأمني مع الاحتلال، والتآمر على المقاومة، وبيع الأرض والأوطان والتخلي عن الثوابت الفلسطينية ، وتدلل التعليقات المندرجة في الحملات إلى حالة غليان واسعة النطاق يعيشها المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
ولا نغفل عما حدث في اليمن حين خرج الرئيس اليمني بكامل ارادته بعد خطاب الرئيس مبارك الذي اشار من خلاله الى انه لن يترشح لولاية جديدة فخرج صالح بعدها ليؤكد انه لن يترشح لولاية جديدة ولن يورث الحكم لإبنه ، والامر الذي يبين ان ما يحدث في مصر دفع ببقية الانظمة العربية بالالتفات لشعوبها ومحاولة اجراء تعديلات اصلاحية لتأمين بقائها في السلطة مثل ما تم من تغيرات حكومية في الاردن ومحاولات اصلاحية في سوريا وغيرها من بقية البلاد العربية ، وبالتأكيد فإن سقوط نظام مبارك بالاضافة الى كل تلك العوامل ستدفع بسقوط الاحتلال الصهيوني وزواله من المنطقة وهو ما دفع الجانب الاسرائيلي للتعبير عن قلقه لما يحث في مصر بقلم – هاني جريشة - كاتب مصري
رقم: 38985