كما كان متوقعا فان النيابة العامة(السعودية) ومن خلال هذه المسرحية توجيهها الاتهامات لخمسة اشخاص بالمباشرة في عملية القتل وستة آخرين بالمشاركة، تجاهلت الدور المباشر لابن سلمان في هذه الجريمة بشكل كامل. ذاكرة الراي العام لن تنسى بان ابن سلمان وفي بداية الامر كان ينكر توفر اي معلومات لديه عن القضية، لكنه ارغم بالتالي على الرضوح للامر الواقع، وبالطبع استطاع ابعاد نفسه عن هذه الجريمة بفضل الدعم الكامل الذي حصل عليه من ترامب وتقديم المقربين منه ومساعديه والايحاء بانهم مجموعة مارقة قامت بالجريمة من تلقاء نفسها .
لا شك ان كبش الفداء في هذا الملف ليس المتهمين الـ11 بل هو "عادل الجبير" الذي وبحسب الخبراء فشل في ابعاد تهمة اصدار اوامر القتل عن ابن سلمان، كما كان متوقعا منه.
الحقيقة هي ان عقد هذه المحكمة (الهزلية) الان وبعد مضي ثلاثة اشهر على قتل خاشقجي وفي مثل هذه الظروف حيث محادثات السويد لتسوية الملف اليمني جارية على قدم وساق من جهة، والاعلان عن انسحاب القوات الامريكية من جهة اخرى، قللت من حساسية الراي العام تجاه هذه القضية بشكل كبير.
هذا فضلا عن ان ابن سلمان وخلال هذه الفترة بذل ما بوسعه لاغراء بعض الدول المتشدقة بمتابعة هذا الملف. وكما يبدو فانه حقق بعض النجاحات في هذا المجال حين تم تسريب انباء قبل ايام مفادها انه ومباشرة بعد قضية مقتل الخاشقجي تم ابرام عقد باهظ الثمن لشراء الاسلحة بين السعودية وبريطانيا. يجب ان ننتظر ونرى كم هو عدد العقود وما هي تكلفتها ومع اي دول تم ابرامها، خلال الفترة الزمنية المذكورة .
في حين ان السعودية وبمساعدة من امريكا استطاعت من خلال شراء الوقت ان تحول دون ادراج اسم ابن سلمان في قائمة المتهمين بقتل خاشقجي، تصر الان على ان تقدم الحكومة التركية ادلتها فيما يخص جريمة القتل، وهذا يعني ان مصير هذه المحاكمة والمتهمين الـ11 يلفها الغموض ومن غير الواضح ان المحكمة التي عقدت الخميس وستعقد فيما بعد كم هي جادة في البت بهذا الملف .
/110