البيان الختامي للملتقى العلمائي : الغرب والصهاينة وعملائهم يساهمون في إجهاض النهضة الفكرية في العالم الاسلامي
ودعا البيان الى رصّ الصف ونبذ الخلافات لتفويت الفرصة على الأعداء، لا سيما العدو الصهيوني الذي يحاول استثمار الواقع السياسي الفلسطيني لإطالة أمد احتلاله وعدوانه وتمييع معالم القضية الفلسطينية.
وفيما يلي نص البيان الختامي:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[المؤمنون/52].
استكمالاً لمسيرة الصمود والانتصار، وتعزيزاً لأبعاد التلاحم الذي به تبنى الأوطان، كان لا بد للعلماء الغيارى على حفظ ميراث النصر وتضحيات الشهداء من أن يقفوا رديفاً للأبطال في ساحات المواجهة الجهادية، ويكونوا الجناح الآخر للنصر الفكري والثقافي.
وإذا كان العبث الفكري السابق والمرافق للعدوان الاستكباري والتكفيري قد عمل على تمزيق أواصر الأوطان والمجتمعات، وتشويش صورة الانتماء الحقيقية، وتقديم مزيج مسموم من الأفكار التي توهم الشعوب بالتنافر والتنافي بين العقيدة من جهة والانتماء للوطن والمجتمع من جهة أخرى، فإنّ أرباب الفكر السليم والمنطق القويم كانوا ولا زالوا يقفون بالمرصاد لمحاولات تشويه مفاهيم الوطنية والتعايش والانتماء، المتناغمة مع روح الإسلام المحمدي الأصيل.
على ضوء هذه التحديات الفكرية، وفي أجواء سلسلة الانتصارات المشرقة التي تحققها سورية بقيادتها الحكيمة الدكتور بشار الأسد وجيشِها الباسل على الأرض السورية مع حلفائها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله وروسياتَنَادى مكتب الإمام الخامنئي «دام ظله» في سورية ووزارة الأوقاف الموقرة في الجمهورية العربية السورية والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والهيئة العلمائية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) في سورية واتحاد علماء بلاد الشام وفرع جامعة المصطفى العالمية في سورية، ووفودٌ من إيران و العراق ولبنان وسورية العزيزة إلى عقد الملتقى العلمائي الإسلامي الرابع عشر تحت عنوان:
دور العلماء في تأصيل مفهوم المُواطَنَة وحفظ الأوطان
وذلك لترسيخ مفاهيم الوطنية والانتماء والعيش المشترك، ووضع اللبنة الفكرية الأساس على طريق إعادة الإعمار في جانبه الفكري والثقافي، وذلك على امتداد أربع جلسات:
الجلسة الافتتاحية، وجلستين علميتين، والجلسة الختامية.
وكانت المحاور الرئيسية للمؤتمر حسب البيان التالي:
مفهوم الوطن في منظومة الفكر الإسلامي:
منطلقات ومباني فقه المواطَنَة:
هوية الذات بين الانتماء العَقَدي والانتماء الوطني.
دور التكفير والصهيونية في تشويه مفهوم المواطنة وهدم الأوطان.
ثنائية المقاومة والمواطَنَة.
وقد أكد المشاركون في هذا الملتقى على التوصيات الآتية:
1- يحمل الإسلام في منظومته الفكرية النقية ثوابتَ تؤسس لبيان مفهوم الوطن، وترسخ مبادئ بناء الأوطان وحفظها من عوامل التمزق المتنوعة، وتعزز في نفوس أبنائه دوافع الذود عن حمى الأوطان في وجه كل خطر.
2- ضرورة تثقيف الأجيال الناشئة على الأسس الفكرية السليمة والمتوازنة التي تترجم العلاقة بين الانتماء العقدي من جهة والانتماء الوطني من جهة أخرى، هذه الأسس التي تضفي سمات التلاحم والتكاتف، انطلاقاً من مبادئ الدين الحنيف.
3- إن التضحيات التي قدمها أبطال الجيش العربي السوري وإلى جانبهم الأحرار والشرفاء من أبناء محور المقاومة والصمود، هي البرهان الأكمل على أن الفهم الواعي للإسلام المحمدي الأصيل ضامنٌ لرسم معالم الانتماء الوطني الصحيح، وبذل التضحيات في سبيله، وامتلاك البصيرة الثاقبة في تمييز العدو من الصديق.
4- تنشيط البحث العلمي الموضوعي والدراسات ذات الطابع الوطني والوحدوي والتقريبي، وتوحيد الجهود العلمية لتقديم الأجوبة الشافية على الأسئلة الفكرية المحورية التي تتعلق بالنقاط المطروحة.
5- التفاعل والتبادل العلمي والعملي بين المؤسسات والحواضر العلمية فيما يصب في خانة التأصيل الفكري الدقيق والعميق لمحاور ومخرجات هذا الملتقى وسائر الأنشطة البنّاءة.
6- إن الاستكبار والكيان اللقيط الغاصب ومن ورائهما الغرب وبعض الأنظمة المستعرِبة تساهم عسكرياً وفكرياً في تهديم التعايش السلمي وإجهاض النهضة الفكرية في الأوطان.
7- ضرورة التعمق في دراسة الجوانب الفقهية التي تؤسس لبيان الطرح الإسلامي النقيّ حول المواطنة مفهوماً ونظريةً متكاملة، بعيداً عن محاولات تشويه المنظومة الفكرية الدينية، وخلق حالة الصراع الداخلي بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد.
8- تبني توصيات جميع المؤتمرات و الملتقيات السابقة والمنعقدة في بلدان محور المقاومة.
9- لقد قدّمت المقاومة بإيديولوجيتها وفاعليتها على سوح الجهاد أنموذجاً رائعاً للدفاع عن الأوطان ومنع شرذمتها، وجسدت مثلاً يحتذى به في الجمع بين الوجدان الوطني والوجدان المقاوم.
10- الدعوة إلى رصّ الصف ونبذ الخلافات لتفويت الفرصة على الأعداء، لا سيما العدو الصهيوني الذي يحاول استثمار الواقع السياسي الفلسطيني لإطالة أمد احتلاله وعدوانه وتمييع معالم القضية الفلسطينية.
11- متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر من خلال لجنة تنبثق عن الجهات المشاركة في هذا الملتقى.
12- الإشادة بالتضحيات والانتصارات الأخيرة للجيش العربي السوري المقاوم وذلك بالتصدي البطولي الأخير للاعتداءات الصهيونية المدعومة بالعنجهية الأمريكية والصمت الرسمي العالمي والعربي المخزي.
13- إن الإسلام هو المنتصر، وإسرائيل ستزول من الوجود، وسيصلي الشعب السوري والفلسطيني ومحور المقاومة صلاة الجماعة في القدس عما قريب إن شاء الله.
وختاماً:
يوجه الملتقى أزكى التحية ويبارك لسورية الأبية قيادةً وجيشاً وشعباً بشائرَ الانتصار النهائي على أعداء الأمة واحتضانَها كلَّ المؤتمراتِ والملتقيات التي تشدّ عود الأمة وتحفظ وحدتهَا وتذيعُ روحَ الإخاء فيها ونصرتَها التي لا تتزحزح للمقاومة وإصرارَها على تحرير فلسطين الحبيبة، والوقوف إلى جانب الأحرار والشرفاء من أبناء الامة.
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ } (سورة محمد/7).