دعا الكاتب السعودي عبدالله فراج الشريف إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. مؤكداً أن الاحتفال بهذه المناسبة يدلل على الإرتباط الوثيق بين الأمة ورسولها الكريم.
كاتب سعودي:
“المولد النبوي ارتباط وثيق، لا بدعة وفسق”
وكالة أنباء التقريب (تنا)
16 Feb 2011 ساعة 13:56
دعا الكاتب السعودي عبدالله فراج الشريف إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. مؤكداً أن الاحتفال بهذه المناسبة يدلل على الإرتباط الوثيق بين الأمة ورسولها الكريم.
قال الكاتب في مقالته صحيفة المدينة "ليس نعمة حبانا الله بها بأعظم من هذه المنة، أن أرسل إلينا ربنا هذا الرسول". منتقداً الآراء التي تصف المحتفلين بأهل البدعة.
وأضاف الكاتب " كلما أطل علينا شهر ربيع الأول من كل عام، سمعنا من فوق منابر المساجد، وقرأنا على صفحات الصحف والمجلات، وقرأنا في الكتيبات والمطويات، وتواردت علينا ما اعتبره مطلقوه فتاوى، خطابا يتحدث عن ولادة سيدي رسول الله محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وآله وسلم – ويشكك في تاريخ وموضع ولادته، وتنهى الناس أن يتذكروا النعمة بولادته – عليه الصلاة والسلام – حتى لا يقرأوا سيرته ولا يجتمعون على ذلك، فإن فعلوا فتلك هي البدعة أو الشرك أو الفسق".
وأورد الكاتب السعودي أحاديثه على عظمة يوم المولد النبي الشريف. قائلاً " فهذا اليوم عظيم، لأن له أعظم الأثر في حياة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وارتباطه الوثيق بأحداث حياته، والتي ولاشك كانت لأمته خيراً عظيما".
وأشار عبد الله فراج الشريف إن "فضله ثابت، فقد أهدانا الله فيه خير خلقه، وأخرجنا به من الظلمات إلى النور، وهدانا به إلى الحق فكنا مسلمين، فما نعمة حبانا الله بها بأعظم من هذه المنة، أن أرسل إلينا ربنا هذا الرسول".
ويتسائل الشريف في مقاله " أليس ربنا يقول: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، ونحن مأمورون أن نتذكر النعم وأيامها أليس الله يقول: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور).
ويسطر الكاتب في حديثه عن الاحتفاء بمناسبات من هذا النوع الوثيق الصلة بتاريخ هذه الأمة، كمولد الرسول الكريم وبدء السنة الهجرية، وكالإسراء والمعراج، أو ذكرى موقعة بدر أو فتح مكة".
ونفى الشريف وجود دليل يحرم الاحتفاء بتلك المناسبات. قائلاً "لن تجد دليلاً واحداً يحرم الاحتفاء بها، والبشر كل البشر يحتفلون بأيام من أيام الله، لهم فيها ذكرى خير، أنعم الله فيها عليهم".
وعن القائلين ببدعة الاحتفاء، أضاف الشريف فالحديث عن بدعية الاحتفاء بهذه المناسبات اشتغال بما لا فائدة له ملموسة، ذلك أن تكرار الفتوى بالتحريم مع ما يلحق بذلك من الغلظة في أوصاف تلقى على من يحتفي بها بأنه مبتدع أو مشرك أو فاسق". مبيناً أن تلك الفتاوى والأوصاف لم تجعل الناس يتركون هذا الاحتفاء في طول وعرض البلاد الإسلامية وفي سائر أقطارها.
وحصر الكاتب قضية القائلين بالدعة ناتج عن أمرين لا ثالث لهما: إما أن القائلين بهذا التحريم على خطأ بين، ولكنهم لا يرجعون عنه، لأنه موروث عن من يقلدون، وإما أنهم على صواب، ولكنهم لا يمتلكون من أساليب الإقناع العلمي شيئاً، وكلا الأمرين يعود إليهم، ولم يراجعوا أنفسهم فيه قط، وأما المحتفين بهذه المناسبات فهم على يقين أنهم لا يفعلون شيئاً يخالف الدين، ذلك أن الاحتفاء ليس عبادة يخترعونها، وإنما هي رغبة في الاحتفاء بمن يستحق الاحتفاء، سواء أكان سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أو الأحداث المرتبطة به، فهل يدرك المعترضون.
تبيان بشأن الاحتفال بذكرى مولد النبي (ص)
تباينت آراء العلماء والدعاة حول مسألة إقامة الموالد النبوية استلهامًا بذكرى النبي صلى الله عليه وأله واستذكار لسيرته العطرة حيث يحتفل في مثل هذه الأيام جمع من المسلمين بالمولد النبوي، يقيمون فيه المناسبة بالابتهالات والأدعية والأناشيد وإقامة المهرجانات المختلفة احتفاء بذكره صلى الله عليه وآله مستلهمة الدروس المستفادة من سيرته.
وقال مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إنّ ما نسمعه وما ينقَل لنا في كل ليلة من اثني عشر من ربيع الأول إنّما هذه الأمور تلقّاها الناس بعد القرون المفضّلة، ابتدعها من ابتدعها، وقد يكون عن حسنِ قصد، لكنّها أمور مخالفة للشرع، والمقصد لا يجعل الباطل حقًا، ولا يجعل البدعة سنّة؛ لأن العمل لا يقبله الله إلا إذا كان خالصًا لوجهه، وكان وفق ما شرعه لنا نبيّنا.
وأضاف سماحته أنّ المؤمن دائمًا مقتدٍ برسول الله متأسٍّ به، سنةُ محمد تصحبه في كلِّ أوقاته، في سفره وفي إقامته، في ليله ونهاره، في مأكله ومشربه، في يقظتِه ومنامه، في كلِّ حركاتِه، في معتقده، في معاملاته، في كلّ تصرفاته وأحواله.
وقال المفتي العام - في خطبة له عن الاقتداء برسول الله - إنّ من تعظيمنا لرسول الله أن ننظرَ في كلِّ أمرٍ نريد الإقدامَ فيه أو الإحجام عنه، أن نعرضَه على سنّة محمّد، فما رأيناه موافقًا لسنّته فنعلم أنّه حقّ مقبول، وما رأيناه مخالفًا لسنّته فاعلم أنّه الباطل المردود، فإنّ الحقّ فيما شرعه .
ووجهت صحيفة المدينة سؤالاً حول رأي العلماء والدعاة في إقامة هذه الشعيرة استلهامًا بذكراه (ص). وقد انقسمت آراؤهم بين مؤيد ومعارض ، فيما التزم آخرون الصمت وعدم الإدلاء برأي حولها واعتذر عن ذلك كل من الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان والشيخ عبدالمحسن العبيكان والدكتور عبدالله المصلح والدكتور عابد السفياني والشيخ عبدالله بصفر.
بداية شدد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي ، وعلى استلهام واستذكار سيرته (ص) في هذا اليوم تحديدا. فيما قال الدكتور محمد النجيمي : إن العبادات توقيفية كالصلاة والدعاء والأعياد، متسائلا عن الاحتفال بالمولد النبوي أليس هو احتفالا دينيا. مشيرا الى أن الرسول (ص)نهى عن مثل هذه الأمور في موارد كثيرة.
من جهته قال الشيخ أحمد قاسم الغامدي "إن الاحتفال بالمولد ليس من هدي سلف الامة ولا من عمل المصطفى ولاشك أن تخصيص يوم من السنة بطاعة من الطاعات احتفالا بمولده (ص) يشمله قوله (ص):(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ).
وأضاف الغامدي "ولاشك ان هناك من العلماء من أجاز الاحتفال بمولد النبي باعتبارات اضافية منها التشجيع على حب النبي وتعليم سيرته ومدحه ونشر فضائله ولو يوما من السنة وهو يوم مولده ولم ينظروا إلى أصل تشريع الشارع من عدمه وإنما نظروا الى ما يعتقدونه من فوائد يعود بها على ذلك الاحتفال وهذا فيما اعتقد محل الخلل لدى من قال بمشروعية هذا الاحتفال".
وفي المقابل عرج الدكتور عبدالإله العرفج على فضائل هذا اليوم والدروس المستفادة منه فقال: الدروس المستفادة من هذه المناسبة أولا: ضرورة التركيز على السيرة النبوية لتكون منهج حياة واقعيا يعيشه المسلم بمعنى أن هناك الآيات والأحاديث النبوية وهي عبارة عن هداية وتوجيه المسلمين وقد يسأل سائل أن هذه مثاليات نستطيع تطبيقها فلكي يتأكد لنا من صحة تطبيقها وإمكانية ذلك ننظر إلى سيرة النبي (ص)نجد أنه كما قالت عنه أمّنا الصديقة : (كان خلُقه القرآن) كان أسبق الصحابة فيما يأمرهم من أمر أو ينهاهم عن أمر كان أسبقهم صلوات الله وسلامه عليه إليه.
وأوضح الغامدي أن السيرة النبوية في حقيقتها هي تطبيق واقعي للدين كاملا ، فنستلهم هذه المعاني من خلال هذه المناسبة بذكراه. والأمر الآخر في مناسبة الاحتفال : أن تكون سيرته (ص)وتطبيقاته وحياته هي قدوتهم والأسوة الحسنة التي يقتدون بها خصوصا في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والقدوات غير الصحيحة".
المصدر : التوافق
رقم: 40224