اكد مستشار الامين العام لمجمع التقريب والاستاذ في جامعة طهران ، الدكتور محمد علي اذرشب ، ان قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وعلى العكس من بعض القيادات الدينية ينظر الى مسألة التقريب بين المذاهب الاسلامية والوحدة كاحدى الاهداف والثوابت الاسلامية وليس دكان للارتزاق الفئوي والمذهبي والحزبي ليجعل من نفسه شخصية مثالية في هذا المجال .
وخلال كلمة له في وكالة انباء التقريب "تنا" ضمن سلسلة محاضرات التقريب التي تعقد في الوكالة ، اشار الى نقطة هامة تخص مواصفات وميزات دعاة التقريب وهي ان التقريب بحاجة الى رجال قد تجاوزوا الانانية واصبح التقريب هدفهم الاسلامي الثابت ، مؤكدا ان الشخصية الانانية لا يمكن ان تكون تقريبية .
وفی هذا السياق اشار الى ان ما يحمله قائد الثورة الاسلامية من هموم حول تحقيق التقريب واستراتيجية الوحدة الاسلامية اثبت انها شخصية تقريبة حقيقية بعيدة عن الانانيات والمصالح المذهبية والفئوية والقومية وخلال حياته تأثر بالشخصيات المثالية امثال الراحل القيادي المجاهد الشيخ نواب صفوي زعيم حركة "فدائيان اسلام" المعارضة للنظام الملكي وكذلك شخصية الامام الخميني (ره) مؤسس الجمهورية الاسلامية .
ومن هموم قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي ، حسب ما عبّر عنه مستشار امين مجمع التقريب ، هو احياء المجتمع الاسلامي لبناء الحضارة الاسلامية الحديثة وهذا لم يتحقق من دون ترسيخ ثقافة التقريب بين المذاهب على مستوى العالم الاسلامي .
ولفت الدكتور اذرشب في هذا المجل الى مجموعة محاضرات القاها السيد القائد قبل ثلاثين عاماً بمناسبة شهر رمضان المبارك وترجمه هو تحت عنوان "مشروع الفكر الاسلامي" لاستعادة وتجديد اسس الحياة الاسلامية الى مجتمعاتنا حيث واجه هذا الكتاب اقبالاً كبيرا من قبل الاوساط المختلفة في العالم الاسلامي .
واكد الاستاذ الجامعي بجامعة طهران على ان قائد الثورة الاسلامية يحمل شخصية شمولية وليس فئوية ومذهبية والدليل على ذلك علاقاته مع النخب الفكرية في العالم الاسلامي امثال السيد جمال اسد ابادي ومحمد عبد وسيد قطب حيث ترجمة للاخير ثلاثة من مؤلفاته .
ومن ميزات شخصية قائد الثورة التقريبية اجادته اللغة العربية والمامه الواسع بالادب العربي القديم والحديث صنعمنه شخصية شمولية عالمية لا تحدده الانتمائات المذهبية والقومية ، فكان له المام بالمتنبي وابو تمام واحمد شوقي وابو القاسم شابي والشاعر العراقي الجواهري وكثير من كبار الادب العربي .
وتابع الدكتور اذرشب انه عندما يتحدث الامام الخامنئي عن ضرورة تأسيس الحضارة الاسلامية الحديثة فانه يبرز بذلك اهدافه المثالية المتعالية وشخصيته الشمولية وهمومه على مستوى العالم الاسلامي .
ومن جملة اهتمامات قائد الثورة الاسلامية حسب ما اوضحه اذرشب هو مشروعه الذي قدمه للايجاد تطور في الحوزات العلمية تتماشى مع التطورات العصرية في الهيكل والمحتوى ، مشيرا الى الفكر المقاصدي الذي يحمله قائد الثورة الاسلامية اي انه جعل من مشروع التقريب احد اهم اهداف مقاصد الشريعة الاسلامية الذي يجب ان يكون على رأس اهتمام كافة علماء الاسلام من كل المذاهب .
وبمناسبة مولد قرة عين الرسول (ص) فاطمة الزهراء(ع) اكد الدكتور اذرشب ان حياة الزهراء البتول (ع) اكدت ان الاهتمام الاول هو الحفاظ على وحدة مجتمع الكيان الاسلامي الحديث انذاك ، معربا عن اسفه ان بعض المتشددين يستغلون هذه المناسبة بث الفرقة والفتنة بين المذهبين الشيعي والسني وهو ما ترفضه كثير من مرجعيات الشيعة وفي مقدمتهم قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي الذي افتى بحرمة الاساءة لرموز اهل السنة والصحابة الكرام .
ولاجل تاسيس الحضارة الاسلامية الحديثة دعا الاستاذ الجامعي الى ضرورة احياء التقدم والتطور الذي كانت تحظى به الخلافة الاسلامية سابقا في اطار عصري حديث مؤكدا ان هذا الهدف لا يتحقق دون ان نسعى الى تحقيق مشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية .
وفي الختام اشار الى زيارة الرئيس الاسد الى ايران ولقاءه قائد الثورة الاسلامية لتثبت هذه الزيارة ان الحرب التي فرضت على سوريا لم تكن حربا مذهبية بين السنة والشيعة كما كان يروج له الاعلام الغربي والوهابي والدليل على ذلك ان كثير من فصائل المقاومة الشيعية وقفت الى جانب الجيش السوري لمحاربة العصابات الارهابية وتطهير هذا البلد من رجس الارهاب التكفيري .