مفتي سلطنة عمان يشيد بالانتصارات التي حققتها الشعوب العربية في مصر وتونس

وكالة انباء التقريب (تنا) :
اشار العلامة الشيخ احمد الخليلي مفتى عام سلطنة عمان ونائب رئيس هيئة علماء المسلمين في كلمة له فی المؤتمر الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي یعقد بطهران تحت عنوان"الاسالیب الفکریة والعملیة لتحقیق التقریب بین المذاهب الاسلامیة" في الفترة من ١٩الى ٢١-٢- ٢٠١١ برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى مناسبة المولد النبوي الشريف ورسالته العظيمة معتبرا "انها جاءت لتنقذ الاعراب والجاهلية الذين كانوا قابعين في الضلالة العاتمة والعمى عن الحق فامتن الله عليهم بنعمة الاسلام والايمان [هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين] .

وعبر الشيخ الخليلي عن اعتزازه ان يتكلم نيابة عن علماء المسلمين، قائلا: بعد ان وقع الاختيار علي لابد ان امتثل لهذا الاختيار لاتحدث بلسانكم (علماء المسلمين) وان اشكر باسمكم الجمهورية الاسلامية الايرانية على عنايتها بجمع كلمة المسلمين وحرصها على رص صفهم وعقدها لهذا المؤتمر دائما من اجل النهوض بهذه الامة ولملمة شتاتها.

و من ثم تطرق الى الاحداث الاخيرة فی المنطقة الاسلامیة واشاد بالانتصارات التی حققتها الشعوب العربیة علی الحکومات المستبده واستعادة کرامتها وحریتها واعتبرها نعمة من نعم الباری تعالی ، واوصی الامة ان تتمسک برسالتها وتؤدی مسؤولیتها فی هدایة البشریة الی الصلاح والفلاح ، ای کما اوصانا القران الکریم :" فلتکن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالعروف وينهون عن المنكر]. وکذلک اوصی الشعبین التونسی والمصری باستعادة هویته الاسلامیة .

واشار فضيلة الشيخ الخليلي الى الاعلام الصهيوني الذي يسعى دوما الى تضليل العالم وتخويفه من الاسلام وان يوحي اليه بأن الاسلام شبح رهيب وخطر مخيف وللاسف يسري هذا الايحاء بنجاح الى عقول الكثير من الضعفاء، فانهم لايدركون ان الاسلام هو الرحمة للانسانية بأسرها وليس فقط للامة الاسلامية وحدها.

وفي ذات السياق اضاف: ان الاسلام يأمر عباد الله ان يكونوا قوامين بالقسط وان لايظلم بعضهم الاخر، مشير الى ان هذا الامر هو دلالة واضحة على عظمة هذا الدين الحنيف وعلى ان الاسلام هو الحل الامثل لحل كل المشكلات الانسانية لأنه من عند الله الخالق اللطيف الخير وهو عالم بخلقه " هو الذي شرع الاسلام دينا وجعله دين رحم يؤلف ولا ينفر ويقرب ولا يبعد..".

واستدل مفتي عام سلطنة عمان الى خطاب وجهه الامام الخميني (ره ) الى غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفييتي السابق وهو على وشك الانهيار وكان من ما قال فيه "وان هرعتم الى الشيطان الاكبر او الولايات المتحدة لاستجداء الحل منه فاعلموا انكم تعالجون فسادا بفساد وسياتي من بعدكم من يحاول اصلاح فسادكم كما تحاولون الان اصلاح فساد من قبلكم".

واردف الشيخ الخليلي "ان الشواهد اثبتت بأن غورباتشف نفسه ادرك هذه الحقيقة، فبعدما انهار الاتحاد السوفييتي كان لقاءا له في احدى الفضائيالت البريطانية حيث سؤل عن الشيوعية هل ممكن ان تستمر في ويتنام وفي الصين؟ قال كلا انها ميتة ولا يمكن ان تستمر. فقيل له ما البديل؟ قال لا اعتقد ان البديل يكمن في الرأسمالية ولا في الاشتراكية ولا في الديمقراطية وانما هو في نظام آخر فعلينا ان نتكيف وفق حضارة جديدة." ثم اضاف الخليلي لقد قلت وتسائلت يومها ما المعني بالحضارة الجديدة؟، انما يعني حضارة الاسلام لكن غورباتشف استحييا ان يصرح بذلك ".

واستدل العلامة الخليلي بقوله: وبعد سنوات قليلة من تصريح غورباتشف جاء الشيوعي الراديكالي المتعصب فيدل كاسترو ليعن انه لم يبقى امام العالم الا النموذج القراني.

واضاف لقد شهدت الامة الاسلامية ان الغرب وبعد ابتلاءه بالأزمة العالمية المالية ورغم عدائه الصارخ للاسلام واساءته للنبي الاكرم(ص) اعلان خبراءه الاقتصاديون انه لابد من ان يستفيد من التجربة الاسلامية.

ومن ثم اشاد بالمؤتمر الدولی للوحدة الاسلامیة بانه یجمع العلماء من کافة المذاهب لیتدارسوا مشاکل هذه الامة الفکریة والمذهبیة والثقافیة والتحدیات التی تواجهها ویضعوا الحلول لها .