اهم محاور الحوار الاسلامي – الاسلامي يكمن في : الاحترام المتبادل – حسن السماع لرأي الاخر وعدم اقصاءه
>>
عبد السلام راجح للتقريب :
التقريب حاجة ضرورية والوحدة مشروع استراتيجي
26 Feb 2011 ساعة 10:43
اهم محاور الحوار الاسلامي – الاسلامي يكمن في : الاحترام المتبادل – حسن السماع لرأي الاخر وعدم اقصاءه
وكالة أنباء التقريب (تنا) :
على هامش المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران التقينا بالاستاذ عبد السلام راجح ، عميد كلية الشريعة والقانون في دمشق وخطيب جامع محي الدين بن عربي وسألناها حول اهم محاور الحوار الاسلامي الاسلامي والفرق بين الوحدة والتقريب والاحداث السياسية الاخيرة ، فكان هذا الحوار :
س – ما هي اهم محاور الحوار الاسلامي – الاسلامي ؟
اهم محاور الحوار الاسلامي – الاسلامي يكمن في : الاحترام المتبادل – حسن السماع لرأي الاخر وعدم اقصاءه – راي الاخر صواب ما لا يثبت ضده . الاسلام اوصانا بالحوار مع اللذي يخالفوني بالعقيدة والدين ويجب ان انظر الى الاخر وانه مصان الراي ممدوح الفكر , فكيف بي لا احاور اخي الذي اشترك معه في العقيدة وفي جميع الثوابت من القران والرسالة والقبلة .
الامر الثاني ان يتجرد ارباب الحوار من العاطفة والتعصب وان يكون هدفهم هو اعلاء كلمة الحق والدفاع عن الحقيقة . النخب التي نعول عليها ان تكون الناطقة باسم الامة هي التي يجب عليها ان تتصف بهذه الصفات وتتجنب الهوى والعاطفة في الحوار ، ولذا لا نستطيع ان نعاتب العامة لان العامة تتبع توجهات النخب الفكرية وعلماء الدين ، اذن المحور الثاني في الحوار الاسلامي – الاسلامي هو التحررمن التعصب والتشهي وحفظ النفس .
المحور الثالث : الاعتماد على الثوابت التي تجمعنا ولا تفرقنا , فنحن نعتمد على كتاب الله وسنة رسول الله . فاذا كانت هناك روايات يعتمد عليها الشيعة غير موجودة عند اهل السنة ، هذا لايعني وجود خلاف جوهري وان المذهبين متناقضين مع بعضهم ، لان حقيقة هذه الروايات هي انها تشكل رافد من روافد النهر العام الذي يشرب منه الجميع الذي هو القران والسنة ، فلا مانع من ان يكون للشيعة رواياتهم ورجالهم الخاص بهم وللسنة كذلك ولكن في النهاية الذي يجمعنا هي الثوابت .
فاذا اتفقنا على هذه المحاور فسيكون حوارنا حوار سليم .
س – ما هو الفرق بين مفهوم الوحدة ومفهوم التقريب ؟
الوحدة هو مشروع استراتيجي سياسي للامة وهو عبارة عن الهدف والامل المنشود نبنيه على اساس التاريخ والحضارة والهوية المشتركة ، الهدف منه هو احياء الخلافة المجيدة التي توحدت في ظلها الامة الاسلامية . فالوحدة كانت قائمة على اسس ومقومات الكرامة والعزة نريد استعادتها . اما التقريب فهو حاجة ضرورية عندما حاول البعض ونظر الى الدين على انه عبارة عن مذاهب متخاصمة مع بعضها . فنحن بحاجة الى ان ننظر الى المذاهب على انها مدارس على انها مصادر علمية يلجئ اليها الفقيه كما يلجئ الطبيب الى مصادر مختلفة لتشخيص الداء . وكما يفعل الطبيب ويرشد المريض الى ادوية مختلفة للتخفيف من آلامه ، فالفقيه كذلك يرشد المستفتي الى ما هو علاجه من هذه المدارس او المذاهب ليعالج حاجته الفكرية والتشريعية ، لاننا نجزم ان هذه المذاهب كلها تنبع من مدرسة الرسول الاعظم صل الله عليه واله وسلم . فاذا آمنا ان كل هذه المدارس استلهمت من سنة الرسول فلماذا نتردد من الاخذ من هذه المدرسة على حساب المدرسة الاخرى .
فالتقريب حاجة دعت اليها ظروف تاريخية واجتماعية . فارباب الفكر والمؤسسات التقريبية كالمجمع العالمي للتقريب حملت النخب الفكرية والعلماء ليحيوا هذه الحاجة من خلال تقديم استراتيجية وصيغ عملية لتحقيق التقريب بين المذاهب .
س – هل استطاعت جهود التقريب ، خلال الست العقود الماضية ، ان تزيل التصورات الخاطئة والشبهات عند اتباع المذهب ضد المذهب الاخر ؟
لا نستطيع ان نجزم انها ازيلت كليا ، ولكن جهود التقريب قطعت اشواطا متميزة لتقريب وجهات النظر وازالة التصورات والشبهات والنمطيات الزائدة الغريبة عن عقيدتنا وديننا . العقود الست التي مرت ضمن هذه المؤسسة التقريبية والتي امتدت في عمق سني – شيعي مبارك تبشر بخير كبير لان ظروفنا الحالية لو قارنها بقبل ستة عقود لاعترفنا ان جهود التقريب انجزت العمل الكبير في هذا المجال ، ولهذا يجب على هذه الجهود ان تستمر وعلى النخب ان يقوموا بواجبهم في توعية عوام الناس لان عوام الناس عيونهم معقودة على العلماء والنخب . فيجب ان نسخر طاقتنا كخطباء ومفكرين وكتاب لاجل نشر ثقافة التقريب لنصل الى الامل المنشود الا وهو وحدة المسلمين .
س – ما هي الاساليب العملية التي يجب ان نتبعها لترجمة ثقافة التقريب الى واقع عملي يتلمسه عوام الناس ؟
اول خطوة هو صلاة الجمعة ، لان المسلم وشعوراً بالمسؤولية الشرعية يحضر هذه الصلاة ، فعلى خطيب الجمعة ان ينتهز هذه المناسبة لتوعية الجمهور ويبث فيهم بذور المحبة والتآلف والتقريب . العامل الثاني هو الفضائيات فيجب علينا استثمار هذه الوسيلة لترسيخ مفهوم التقريب والاخوة وتقبيح العصبية والطائفية واستنكار المخططات الفتنوية .
س – لنشر ثقافة التقريب ، هل تؤيدون ان تكون هذه الثقافة ضمن المناهج الدراسية على مستوى الثانوية والجامعة ؟
انا مع تنشئة ابنائنا منذ المراحل الدراسية الابتدائية مع هذا الفكر والمشروع الذي يدعو الى قوة الامة وتماسكها وتعاضدها . البعض يطالب بالثقافة الجنسية بان تكون ضمن المراحل الدراسية المتقدمة لبورة الفكر الجنسي لابنائنا ، فكيف نطالب بنشر هذه الثقافة الغريزية الذي هو امر عرضي طارئ ولا يؤدي دور مهم واساسي في تربية الجيل ، ولا نطالب بمنهجة ثقافة التقريب الذي هو مطلب ايماني يعلم ابنائنا منذ الصغر على ثقافة التعاون مع اخيه المسلم الذي يشترك معه على الثوابت وان اختلف معه على بعض الجزئيات الفقهية .
س – هل تعتقدون ان الاحداث الاخيرة في مصر وتونس ستغير من وجه المنطقة ؟
التغيير حاصل لا محال منه ، ولكن المهم ان نعتبر من الماضي ونخطط للمستقبل ضمن خطة استراتيجية دقيقة ومدروسة لكي لاننحرف عن اهداف هذه الانتفاضة المباركة ويحاول الاعداء التفافها .
رقم: 40909