احتجاجا على الجرائم التي ترتكب اليوم في حق الشعب البحريني الاعزل على ايدي النظام وبالتعاون مع ما يسمى بقوات "درع الجزيرة" وذلك تحت غطاء العمل بـ "اتفاقية مجلس التعاون الخليجي"، اصدر مستشار مجلس القضاء البحريني الأعلى العلامة الشيخ أحمد العصفور بيانا اعلن فيه تقديم استقالته من منصبه، وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. (البقرة: ١٥٥/ ١٥٦ /١٥٧)
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
في ظل ما نمر به من محنة عظيمة ابتليت بها البلاد والعباد، والتداعيات التي صاحبتها من انتهاك للحرمات وتزايد وتيرة العنف ضد أبناء شعبنا الأعزل، وقتل النفس المحرمة، مسبوقة بالتحريض والشحن الطائفي من قبل وسائل الإعلام الرسمية دون رادع، أدت إلى تصاعد الامور حتى وصلت الى نشرالفزع والهلع في أوصات القرى الآمنة.
إنه وبعد إعلان حالة الطوارئ وما سبقها من حوادث عنيفة مأساوية دامية، سقط على أثرها عدد كبير من الشهداء والجرحى، نتيجة إستخدام القوة المفرطة والسلاح في مواجهة المواطنين العزل، والترويع في مختلف مناطق البحرين، يلقي على عاتقنا مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية، مني شخصياً ومن جميع أفراد عشيرة آل عصفور، التي تعتبر جزءا لا يتجزء من النسيج الاجتماعي لهذا الوطن العزيز، تُحتم علينا بنية النصح إتخاذ مواقف واضحة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ بلادنا، وهي تتمثل في الآتي:
أولا: استنكار وإدانة استخدام العنف وما صاحبها من انتهاكات صارخة، تعرض لها أبناء شعب البحرين الأعزل من قبل القوات الأمنية والعسكرية.
ثانيا: التنديد بالسياسة الإعلامية، وخطاب التحريض الطائفي، الذي مارسته وسائل الإعلام الرسمية، التي ساعدت على تصاعد الإحتقان الطائفي بين طوائف شعب البحرين، وانعدام دعوات الحوار والتهدئة، والمطالبة بضرورة استبدال هذه السياسة الاعلامية المدمرة بلغة الخطاب المسؤل الرصين والموحد لمكونات المجتمع.
ثالثا: دعوة جميع علماء الدين والعائلات البحرينية العريقة من الطائفتين الكريمتين، والرموز السياسية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، للاستجابة لنداء الضمير والواجب الوطني، لسرعة التحرك لإنقاذ البلاد، وعودة الاستقرار والسلم الأهلي، من خلال الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب البحريني.
رابعا: وعلى أثر ذلك أقدم إستقالتي من منصبي الرسمي، ناصحاً كذلك رجالات آل عصفور الكرام ممن هم في المواقع الرسمية العليا بالتنحي، بسبب ما آلت إليه أوضاع البلاد، راجياً من الله العلي القدير أن يكشف هذه الغمة عن هذه الامة، وأن يحفظ البحرين وأهلها ويُعيد لها نعمة الأمن والأمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عميد آل عصفور داخل البحرين وخارجها/
الشيخ أحمد
____________________
(المنار + وكالات)