QR codeQR code

تطور الفكر الإصلاحي عبر التاريخ الإسلامي".

د. عمارة: الدين هو سبيل الإصلاح

عمارة وأبوالفتوح يناقشان حركات التحرر الإسلامية

جبهة العمل المقاوم , 24 Mar 2011 ساعة 12:03

قال د. عمارة: الدين هو سبيل الإصلاح، وأول من رفع شعار "الإسلام هو الحل" هم رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.


بحضور حاشد شهدت نقابة الأطباء مناقشة كل من د. محمد عمارة المفكر الإسلامي ود. عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي الإخواني لقضية "تطور الفكر الإصلاحي عبر التاريخ الإسلامي".
قال د. هشام الحمامي مدير الندوة أن مصر تمر بمرحلة انتقالية طال انتظارها بعد ليل مظلم ساد فوق المصريين، ولهذا وجب الإستفادة من تجارب الإصلاح التي مرت بها الأمة الإسلامية عبر تاريخها. 
وقال د. محمد عمارة: مصطلح الإصلاح في الفكر العربي الإسلامي يعني التغيير العميق الجذري للحياة، لكن الإصلاح بالمفهوم الغربي به تدرج وليس فجائيا أو سريعا، والإصلاح بمفهوم الإسلام مرتبط بالدين بينما هذا غير وارد في الفكر الغربي.
الحملة الفرنسية
يضيف عمارة: نرى في الفكر الغربي أن الدين حينما حكم دخلت الشعوب في العصور المظلمة عبر قمع الكنيسة، بينما حركات الإصلاح الإسلامية كانت دينية، وكذا حركات التحول الوطني قادها إسلاميون منهم عبدالقادر الجزائري في الجزائر، وسعد زغلول في ثورة ١٩١٩، فهو ابن الأزهر الشريف ومحمد عبده، وأول مؤلفاته كانت عن فقه الإمام الشافعي.
وعن سبب ارتباط الإصلاح والتغيير في التاريخ الإسلامي بالدين قال د. عمارة: الغرب اقتنعوا أن الله خلق الكون ثم تركه، فالله بالنسبة لهم مجرد محرك للعالم. لكن في التصور الإسلامي هو خالق وراع؛ ولذلك نجد في القرآن "الله له الخلق والأمر"؛ ولهذا فالعلاقة الإلهية بهذا العالم هي علاقة رعاية أبدية، فصلاتي، ومحياي ومماتي لله رب العالمين.

والإسلام عقيدة وشريعة تطالب بالحكم بما أنزل الله، ولابد من وجود علاقة بين الدين والدولة والإصلاح في المنظومة الإسلامية.

يرى عمارة أن مصر فعلا دولة مدنية لأن مؤسساتها مدنية، لكن الدول الديكتاتورية مرجعيتها سطوة الحاكم، والدولة العلمانية تجعل الدنيا مرجعها والناس وليس السماء في شيء، وهي نقيض الدولة الدينية التي تجعل كل أحكامها مستمدة من السماء بحسب فهم قادتها.

وفي الإسلام الدولة مدنية منذ عهد الرسول (ص) ولكن مرجعيتها الإسلام، والناس تحسب أن الدولة المدنية لا دينية، ولكن نقيض المدنية هو اللادينية في الحقيقة.

يرى عمارة أن الدولة الإسلامية نمط متميز عن غيرها، فنرى العصور الوسطى الغربية والحكم الفرعوني في مصر وكان الحاكم إله أو إبن إله، أي سلطته دينية لا يجوز التمرد عليها، لكن في الإسلام من يطبق الشريعة الأمة وليس الحاكم، وليس لدينا كهنوت متحكم.

ويعتبر عمارة أن الأصل تسمية الدولة المدنية بالمجتمع الأهلي، لأن مدني مصطلح غربي، ويتصورون أننا لو قلنا دولة دينية سنعود للكنيسة وخلافه، وأكد عمارة أن التمييز بين الدين والدولة نمط إسلامي مختلف عن العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة.

فشعار "الدين لله والوطن للجميع" كما يرى عمارة إسلامي، والدولة يجب أن تكون مرجعيتها من الدين ومبادئه لتطبقها في سياساتها، ولا يجوز تكفير احد لرأيه السياسي، لأن العقيدة فيما مؤمن وكافر أما الفقه والسياسة وأمور الحكم ففيها آراء يختار المجتمع الأصوب فيه.

وبنظرة تاريخية يؤكد عمارة أن تاريخ الإصلاح الإسلامي لم يعاني مشكلة من المرجعية الدينية إلى أن جاءت الحملة الفرنسية على مصر بعد ثلاثة عشر قرنا، وبدأ الإحتكاك بالغرب وتقليده إلى أن طالبنا بمرجعية علمانية، وأصبحنا نميز الحركات الإسلامية بكلمة الإسلاميين.

وعندما جاءت الحملة الفرنسية كان حسن العطار أول من نادى بالتجديد والإصلاح، وكانت فترة تشهد ركودا فكريا بالأزهر والمؤسسات التعليمية الأخرى، وجاءت الثورة لتيقظ عقول الأمة، وكل ما يقال عن النهضة التي أقامتها الحملة الفرنسية كذب برأي عمارة، فنابليون لم يصنع لنا حضارة لكن صدمة الحملة الفرنسية أيقظت عقولنا المظلمة.

وجاءت القوانين الغربية في عهد الملك سعيد على مصر، وفي عام ١٨٧٥ ظهرت المحاكم المختلطة وفي نفس العام بدأ تطبيق التاريخ الميلادي لننسى الهجري بالتدريج.
محمد عبده
وقال د. عمارة: الدين هو سبيل الإصلاح، وأول من رفع شعار "الإسلام هو الحل" هم رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.

كما أكد  أن النظام الإسلامي به سلطة قضائية وتنفيذية وتشريعية واجتهاد. وأن ثورة ٢٥ يناير فتحت باب الحرية وهذا أعظم إنجاز لها، ولا نريد أن نحجب أي حرية لأي تيار في المجتمع فإن أرادوا عمل حزب شيوعي فلينشأوه، لكن يجب الحذر من خطر نشوب ثورة مضادة تقول بالتخويف من الإسلام وتحشد غير المسلمين والإسلاميين في مواجة الإسلام، واللعب أيضا على التناقضات بين الإسلاميين كالسلفيين والإخوان، وكذلك اللعب على تيارات متنوعة داخل الإخوان بعضها ببعض.

وقال أن حركة الإخوان المسلمين ليست مصرية فقط بل عالمية جذورها امتدت لكل مكان في العالم وهذا شيء نادر، والتخويف من الإسلام لعبة قديمة يلعب بها الغرب. ونحن نريد تكامل دار الإسلام ووحدة الأمة وهذه هي الخلافة الإسلامية.

مختتما حديثه بأنه ينوي قريبا إصدار كتاب بعنوان "ثورة يناير وكسر حاجز الخوف".
واعتبر د. أبوالفتوح أن الإصلاح مفتاحه إعمال العقل، وبعض التنظيمات تغيب عقل أفرادها في مخالفة لفطرة الإنسان الذي بالعقل عرف الإسلام، من هذه التنظيمات ما هو إعلامي وما هو سياسي.
وبحسب المتحدث فإنه لا إصلاح أيضا في غياب الحرية، كحرية الإبداع والتفكير، واتخاذ المواقف، وهي من حقوق الإنسان الأصيلة.
يرى د. أبوالفتوح أن أخطر شيء تسرب لجماعة الإخوان هو أدبيات التنظيم السري العسكري، برغم أن الإخوان تنظيم نشأ مدنيا وفي العلن عام ١٩٢٨، وساعد على وجودهم ما كان يفعله الإستعمار الإنجليزي من تضييع للأمة، وكان لابد لمقاومة الإحتلال وجود تنظيم عسكري له آلياته لتستعد لأي عدوان على المدنيين المصريين، لكن السرية لا يجب أن تستمر الآن.

أما الثورة فرأى أبوالفتوح أنها لا تقوم على جبناء حريصين على مكاسب الدنيا، فهم لا يضحون، والثورة لم تنجح بغير صمود الأبطال، ولهذا علينا أن نسلم أن الأجيال الجديدة مختلفة وعلينا احترام آراءهم وأدواتهم، وأهم تجليات الثورة أن الشعب المصري استطاع قيادة نفسه حتى تحققت أهدافه.


رقم: 43457

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/news/43457/د-عمارة-الدين-هو-سبيل-الإصلاح

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com