مثل هذه الأعمال من شأنه أن تؤثر سلبا على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
شارک :
لا شك أن ما أقدم عليه القس الأميركي تيري جونز من حرقٍ للقرآن لا يمت إلى الأديان بصلة، وهو يعكس مدى الكراهية التي يكنها هذا القس للدين الإسلامي الذي لا يميز فيه المسلمون بين أحدٍ من رسله، وإن حرق القرآن أمام عدسات الإعلام وأمام إحدى كنائس فلوريدا يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم ويظهر حقيقة ما يكنه البعض للمسلمين من خلال هذا التحدي السافر الذي يربأ المسلمون بأنفسهم على الرد عن مثل هذه الافتراءات التي لم تعد أهدافها خافيةً على أحد والتي يعمل لها أصحاب الفكر الصهيوني لإشعال فتن طائفية وللمزيد من الترويج للعداء بحق المسلمين.
إن ما تتعرض له الأمة الإسلامية اليوم يعتبر هجمة بربرية شرسة بحق المسلمين قاطبةً وهذا ما يجب أن تعيه كل أمة الإسلام لتكون على بيِّنة مما يجري التحضير له لاستجرارها إلى مواقف متطرفة تؤدي إلى حروبٍ طائفية، وإن مسلسل الاستفزاز المبرمج من قِبل بعض القساوسة المتطرفين يستدعي من أصحاب المواقع الدينية اتخاذ موقف يدين مثل هذه الأعمال ويأتي بمقدمها البابا بينيدتوس الذي يعبّر دائماً بتصاريحه عن مدى حرصه على كل الطوائف والمذاهب، وعلى أبناء كنيسته، حيث أنه يدرك أن عدم إدانة مثل هذه الأعمال من شأنه أن تؤثر سلبا على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وإن عدم رفض مثل هذه التصرفات من شأنه أيضا أن يعطي المزيد من التشجيع لأصحاب الأهداف الهدامة.