شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على ضرورة أن نكون يقظين ومنتبهين لكل ما يفعله الأميركي من استهداف يومي وضغط دائم ومستمر على المقاومة ولبنان، والذي يهدف إلى إحباط وإجهاض هذه المقاومة وانتصاراتها، وكذلك التنبه لكل محاولات التغلغل الخبيثة إلى مجتمعنا اللبناني من عنوان سياسي أو اقتصادي أو مالي أو أي عقوبات، ومنها تلك التي شهدناها في الأيام الأخيرة، والتي تكمن في محاولة تنظيف سجل مجرم وعميل خدم العدو الإسرائيلي 40 عاماً ثم دخوله إلى الأراضي اللبنانية،، فهذا أمر خطير جداً، لا ينبغي أن يتم التعاطي معه ببساطة وسذاجة.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد العلم والجهاد سماحة العلامة الشيخ حسن حسين ملك في حسينية بلدة بيت ليف الجنوبية، بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النواب حسن فضل الله، الشيخ حسن عز الدين، علي فياض، أيوب حميد، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من علماء الدين، وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية، وحشد من أهالي البلدة والقرى والمجاورة.
وأكد السيد صفي الدين أن الإجرام وارتكاب المجازر وتعذيب الأسرى من المقاومين والرجال والنساء، لا يمكن أن يمحى بتقادم السنين كما يتم الحديث على المستوى القانوني اليوم، أو يتم محو كل هذا الإجرام بأساليب مغطاة بنفوذ من هنا أو بمواد قانونية من هناك، وبالتالي، إذا فتح الباب لهذا السلوك، فإنه سيؤدي إلى مخاطر كبيرة لا يمكن للبلد أن يتحملها بحسب ما نعتقد.
وأضاف السيد صفي الدين لو أصبح بإمكان كل عميل إسرائيلي أن يحصل على جنسية أميركية أو غير الجنسية الأميركية ويأتي إلى لبنان ويكون مرحباً به في بلدنا، فسيكون البلد بعد فترة أمام عدد كبير من العملاء، وهم في الواقع إسرائيليون وعملاء لإسرائيل، وعليه، فهل يمكن أن نترك هذا الباب دون انتباه والتفات ومعالجة.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن أحد أهم عوامل تحريك بعض المشاكل التي حصلت في لبنان والتي تحصل على مستوى تحريك الفتن، هو أمثال هؤلاء العملاء الذين جاؤوا بجوازات سفر أميركية وغيرها، وهم في الحقيقة إسرائيليون، متسائلاً من يقول أن هؤلاء ليسوا متواجدين في كثير من المناطق اللبنانية ولا يقومون بأدوار مشبوهة، ومن يقول أن هؤلاء الذين يرسلون اليوم إلى لبنان ليسوا تابعين لمخطط خبيث يراد منه تخريب لبنان؟.
وأكد السيد صفي الدين أن البلد الذي يعطي أذنه وخياراته للمخابرات والسياسات والضغوطات الأميركية، فإنه سيخرب ويدمر، لا سيما وأن أميركا دمرت سوريا والعراق واليمن وكل المنطقة بهذه السياسات، وبالتالي، من قال إن أميركا لا تريد أن تدمر وتخرب بلدنا اليوم بهذه السياسات من الضغوط وإرسال العملاء الذين ينتمون إلى أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية، فالموضوع ليس بسيطاً، وهو لا يقتصر فقط على أن هناك غلطة حصلت ودخل عميل إلى لبنان وتم حذف اسمه عن طريق الخطأ، متسائلاً ما الذي يريده هذا العميل، وما هو الهدف والمخطط الذي ينتمي إليه، علماً أنه عميل مجرب، وعمل مع الإسرائيليين 40 عاماً، وما زال يحمل جواز سفر إسرائيلي، ودخل إلى لبنان بجنسية أميركية وغيرها.
وطالب السيد صفي الدين بمحاكمة هؤلاء المجرمين خاصة ممن ما زالوا مرتبطين بالعدو الإسرائيلي، وأن تنزّل بهم أشد العقوبات، وليس هناك شيء آخر، والذي يباشر هذا الملف أياً كان، عليه أن يتعاطى معه على أنه حساس وخطير، وأن يتذكر دائماً أن هناك أسرى وشهداء وجرحى من المقاومين تعذب بعضهم وقضى البعض الآخر على يد هذا المجرم العميل، وأن هناك سؤال سيجيب عنه أمام أولئك الذين تحملوا من هذا العميل وغيره كل هذه التضحيات سواء في سجن الخيام أو في غيره.
واعتبر السيد صفي الدين أنه لولا حضور المجاهدين في ساحة الميدان وسواعدهم وإصرارهم ويقظتهم والموقف القوي من قيادة المقاومة، لما أمكننا أن نثبّت معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي، وقد أثبتت المقاومة أنها ما زالت القوية والحاضرة والجاهزة لمواجهة العدو في أي تهديد يحصل، فالحضور في الساحة يعطينا القوة والعزم، ويجعل عدونا ييأس.
ورأى السيد صفي الدين أن هدف كل هذه المحاولات الخبيثة من فرض عقوبات اقتصادية وشن حملات سياسية وتشويهية على المقاومة وسمعتها وتاريخها، هو من أجل أن نحبط ونعيش الضعف والوهن، وبالتالي، فإن جوابنا للأميركي على كل هذه المحاولات، هو أن كل هذا التهديد والتهويل والضغوطات، لن يوصله إلى أية نتيجة، لأن مجتمعنا ما زال قوياً، وشبابنا ما زالوا حاضرين في ساحة الميدان، لصنع المعادلات كما حصل قبل أيام.
ولفت السيد صفي الدين إلى أن الأميركي والإسرائيلي وللأسف معه آل سعود وبعض الحكام، لن يهدأوا في استهداف المقاومة، وسيعملون بكل ما أوتوا من قوة للنيل منها، وهذا ما يتحدثون عنه في كل يوم وساعة، فهؤلاء يشعرون ويدركون أنه إذا بقيت هذه المقاومة قوية متعاظمة في قدراتها وإنجازاتها وسلاحها النوعي، بإمكانها أن تحقق الانتصارات الكبيرة على خط إنهاء هذا الوجود وهذا الكيان الصهيوني، ولذلك نرى أنهم بدأوا يتحدثون قبل أسابيع عن أن هذه المقاومة تشكل خطراً وجودياً للكيان الإسرائيلي، بينما في السابق كانوا يتحدثون عن أن المقاومة تشكل خطرا استراتيجياً على هذا الكيان، وهذا يجعلنا أكثر أملاً وقوة وتصميماً على مقاومتنا وجهادنا وامتلاكنا للسلاح النوعي وغيره.
وشدد السيد صفي الدين على أن المعركة بيننا وبين العدو الإسرائيلي ومعه الأميركي وصلت إلى مرحلة حساسة وخطيرة ومهمة جداً، وبالتالي يجب أن نستمر في هذه المعركة، فنحن أنجزنا كل هذه الانجازات، وقدمنا كل هذه التضحيات، ليس من أجل أن نصل إلى مرحلة الحسم في الأشهر أو في السنوات الأخيرة منها، ثم نتراجع لا سمح الله أو لا نلتفت إلى ما يحاك حول هذه المقاومة.
/110