شدد الدكتور عصام احمد البشير مساعد الأمين العام في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وزير الإرشاد والأوقاف السوداني السابق، على أهمية الحرية والعدالة، في ضمان الاستقرار المجتمعي في دول العالم الإسلامي.
نريد اسلاماًمستلهمًا للماضي معايشًا للحاضر مستشرفا للمستقبل
عصام البشير: الحرية والعدالة تضمنان استقرار المجتمعات
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين , 27 Mar 2011 ساعة 13:17
شدد الدكتور عصام احمد البشير مساعد الأمين العام في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وزير الإرشاد والأوقاف السوداني السابق، على أهمية الحرية والعدالة، في ضمان الاستقرار المجتمعي في دول العالم الإسلامي.
و قال ان قضايا الأمن في المجتمع أصبحت وثيقة الصلة بمدى ما تتمتع به هذه المجتمعات من حرية وعدالة، وان التناسب بينهما طرديا وليس عكسيا كما يظن معظم الحكام، الذين يرون في حريات الشعوب مدعاة للفوضى والثورة.
ورأى الشيخ عصام البشير ان مفهوم الأمن في العالم الإسلامي تعرض لكثير من الابتسار والاختزال في مضمونه ومغزاه، فالأمن مرتبط بالعقيدة وبالشريعة وبالقيم، حتى العقوبات التي توضع لضبط أمن المجتمع؛ لأنه في العقوبات زواجر وروادع .. زواجر تزجر الجاني، وجوابر تجبر المجني عليه.. فلا بد أن نفهم الأمن في أبعاده كلها فالأمن المجتمعي اليوم مرتبط أولاً بقضية الحرية، فإذا كان الإنسان حرًّا كريمًا آمنًا في نفسه وماله وعرضه، وتحقق مع جناح الحرية جناح العدل، كما قال عمر بن عبد العزيز لأحد عماله: إن العدو يريد أن يغزو أرضنا، إنني أريد أن أحصن أسوار المدينة، قال له العامل: حصنها بالعدل، ولذلك قالوا: إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم ، وإن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة ولو كانت مسلمة. لذلك نأخذ الأمن من خلال ارتباطه بالحرية والعدل.. والعدل ليس في بعده القضائي وإنما بمعناه الإيماني؛ لأن التوحيد عدل والشرك ظلم، ثم العدل بمعناه القضائي، ثم العدل ببُعْده الاجتماعي؛ لأننا اليوم نشهد في كثير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية الناس بين طبقتين: طبقة الغنى المطغي، والفقر المدقع، بين بئر معطلة وقصر مشيد، فلابد أن تتحقق معاني التكافل التي يجد فيها الإنسان ضرورته من العيش ويقيم أَوَدُه من مأكله ومشربه ومسكنه، وصحته وعلاجه وتعليمه، وهذا يؤكد ضرورة أن نأخذ الأمن بشموله وتكامله، وأن نعتقد أن الأمن مسئولية مشتركة وتضامنية للفرد فيها دور، وللأسرة وللمسجد وللنادي وللمركز وللمنظمات المجتمع المدني وللدولة وللحاكم والمحكوم، فهي مسئولية تضامنية كل يقف على ثغرة، وما يكون من دور العالم أكبر من دور العامي، وما يكون من دور الدولة أكبر من دور الفرد، فهذه هي المسئولية التضامنية التي نحتاج إليها.
وأشار مساعد الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، إلى أن الأمن الفكري بالنسبة لنا اليوم مقدمة ضرورية لكل أنواع أمننا، وأعتقد أن الأمة اليوم تترنح بين لونيين من التطرف .. التطرف الديني الذي بدأ بالتكفير وانتهى بالتزجير. والتطرف اللاديني الذي بدأ بالتخدير والتزوير والتدمير، ونحن نحتاج بين الغلاة والجفاة بين المفرطين والمتطرفين بين التشدد والتنطع من جهة، وبين التسيب والتحلل من جهة أخرى أن نعزز منهج الوسطية والاعتدال المنهج الذي يرتبط بالأصل ويتصل بالعصر..ونحن لخصنا هذا المنهج أن نقدم الإسلام منهجًا مرتبطًا بالزمان والمكان وصولاً بالواقع مشروحًا بلغة العصر منفتحًا على الاجتهاد والتجديد لا على الجمود والتقليد مستلهمًا للماضي معايشًا للحاضر مستشرفًا للمستقبل، منفتحًا على الحضارات بلا ذوبان، ومراعيًا للخصوصية بلا انغلاق، يرحب بكل قديم نافع وينتفع بكل جديد صالح، فهذه هي المعادلة التي نحتاج إليها، لكي نؤسس أمنًا فكريًّا يصون مجتمعنا، وخاصة اليوم المعالجة الأمنية وحدها لا تعالج الفكرة الخاطئة، ولا تصحح الانحراف الذي في أذهان الشباب .وهنا أؤكد أهمية أن يدور الحوار بين الشباب الذين قد يكونون هم صرعى لأفكار خاطئة أو لأوضاع اجتماعية معقدة أو أسرية أو اقتصادية، بقدر ما نحاورهم بروح الأبوة الحانية، والتفهم لمشكلاتهم؛ بأن نصنع منهم أداة للبناء وأداة للخير ورفعة الوطن، وأعتقد أن هذا رصيدنا من الشباب حتى لا يقع الشباب فريسة هنا وهناك.
رقم: 43736