أكدت الدكتور عائشة المناعي عضو الجمعية العامة لمجمع التقریب وعميدة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر أن جميع الأديان السماوية تعترف بالتعددية والاختلاف، وان الإسلام أوضح هذه الحقيقة بجلاء تام.

وتحدثت المناعي التي كانت تلقي محاضرة على طلاب جامعة "وسكانسن" الاميريكية مؤخرا، عن الميزات النوعية للدين الإسلامي قائلة "إنني لست بصدد الدعوة للإسلام الذي أعتقده، ولا بصدد تحسين صورته عند الغرب وعند من لا يؤمن به، وإن كانت هذه غاية ومطلب إسلامي أصيل، ولكنني بصدد بيان موقف الإسلام الصحيح من الأديان الأخرى"، 

وشرحت المناعي موقف الإسلام الإيجابي والإنساني وعلاقته بالأديان الأخرى وتأكيده على التعايش بالسلم والأمن لجميع البشر، وقالت "ولذلك تجد لغته دائماً إنسانية وعالمية وليس بمستغرب حين يدعونا الإسلام للسلام".
 
كما أشارت إلى احترام الإسلام للأديان الأخرى واحترام الاختيار الشخصي للاديان (لا إكراه في الدين )، وكذلك احترام الإسلام لمقدسات الأديان والكتب المقدسة والقيم الإنسانية وأوضحت أن الإسلام يشترك مع غيره من الأديان في إقرار القيم الإنسانية التي لا يدعي أنه أنشأها أو جاء بقيم لم تكن موجودة كما هو مفهوم من حديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
 
وأضافت في مسألة الأخلاق "أنه وضع دستوراً وقانوناً للحرب لا نجد له مثيلاً في أي قانون وهو أنه يلزم المحارب ألا يتعدى المحارب الآخر إلى طرف ثان"، وذكرت كيف أن الإسلام يتفق مع الأديان في كثير من الوصايا والإرشادات الأخلاقية.
 
و اختتمت الدكتورة المناعي محاضرتها بالإشارة إلى أن المشكلة ليست في الأديان، إنما المشكلة في الأتباع، "فالواجب علينا العمل — كل في إطار دينه — على توعية الناس بحقيقة موقفنا من الأديان الأخرى وتربية روح التعاون والتعايش، وينبغي أن يأتي هذا في مقدمة عمل كل من يريد للإنسانية خيرا"ً.