اصدرت حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير البحرين بيانا بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رض).
بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير البحرين بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني:
مقاومة الطاغوت منهج وتحطيم الإستكبار يمر عبر إقتلاع جذور الأنظمة التابعة له وتحطيمها
تنا
2 Jun 2020 ساعة 10:39
اصدرت حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير البحرين بيانا بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رض).
فيما يلي نص بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير البحرين بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني ( رض ):
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الآية 23 سورة الأحزاب/صدق الله العلي العظيم.
تحل علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) والذي فجر أعظم ثورة في التاريخ المعاصر على أعتى نظام ديكتاتوري قمعي دموي في الشرق الأوسط، كان مدعوماً من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والدول الغربية.
لقد بدأ الامام الخميني ثورته ونهضته ضد الإستكبار العالمي والإستبداد الشاهنشاهي الداخلي في نفس الوقت وبشكل متزامن، فلم يقارع الإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل، بالتخلي عن مقارعة النظام الديكتاتوري الشاهنشاهي، فقد كانت ثورته ونهضته في 15 خرداد 1963م ضد الإستبداد الداخلي وضد الشيطان الأكبر أمريكا.
ولذلك فإننا في ثورة 14 فبراير المجيدة في البحرين التي سطر فيها الشعب أروع صور النضال والجهاد، وقدم رجاله وشبابه أروع صور الصمود والتحدي في مقارعة الطاغوت الخليفي، فإن الثورة شملت الجهاد بالإضافة إلى مقاومة الإستبداد الخليفي والجهاد ضد الإستكبار العالمي بقيادة أم الفساد والرذيلة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية، مستلهمة في ذلك الدرس والعبرة من الثورة الإسلامية في إيران وقيادتها الرسالية الشجاعة المتمثلة في الإمام روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) الذي ثبّت إستراتيجية المجابهة على قاعدة متينة من القيم والمبادىء.
إن ثورة الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) كانت ثورة قيم ومبادىء إلهية وربانية ضد قيم الظلم والإستكبار والإضطهاد، وليست معركة إنفعالية أو مسألة صراع سياسي بين خصوم وفرقاء يستهدف الوصول إلى السلطة وتكريس مناهج التسلط والإستبداد والديكتاتورية.
لقد كانت نهضة الامام الراحل ومسيرته الثورية الرسالية الربانية تنطلق من أهداف قيمية تستهدف إقتلاع جذور الفساد والطغيان الشاهنشاهي وإقتلاع جذور الفساد والقيم الجاهلية للإستكبار العالمي وأمريكا الشيطان الأكبر.
ولذلك فإننا اليوم ونحن نواجه الإستكبار العالمي وأمريكا والدول الغربية المستعمرة ومعها الغدة السرطانية المتمثلة بإسرائيل بأمس الحاجة بأن نطالب جماهير الأمة الاسلامية بالمقاومة والجهاد ضد الأنظمة الديكتاتورية التي زرعها الإستكبار العالمي لتكون أدواته في السيطرة والقمع والإضطهاد.
إن من أهم الدروس التي تلهمنا الثورة الإسلامية في ايران بأن مقاومة الإستكبار يجب أن تبدأ بالمطالبة أولا بإقتلاع جذور الفساد للأنظمة الطاغوتية الفاسدة الذيلية التابعة لها، وإسقاط كل أدواتها التي تعتمد عليها في السيطرة وقمع الشعوب.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير إذ تحيي ذكرى رحيل الامام الخميني وذكرى ثورة الخامس عشر من خرداد المجيدة، فإنها تعزي الشعب الإيراني المسلم وقيادته الشجاعة المتمثلة اليوم في خلفه الصالح سماحة آية الله العظمى الامام الخامنئي (دام ظله الوارف) ، والذي تصدى لقيادة الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الامام الراحل، وحقق وأنجز الكثير مما كان يتطلع اليه قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران رضوان الله تعالى عليه.
إن قيادة الامام الخامنئي للثورة خلال الواحد والثلاثين عاماً الماضية من عمر الثورة شهد إنجازات كبرى منها أنه إستطاع أن يجعل من فكرة المقاومة وثقافة العزة والكرامة والإعتماد على الذات منهجاً راسخاً في قيادة الدولة والشعب.
وأستطاع بذلك من بناء دولة قوية حققت الإكتفاء الذاتي في معظم المجالات رغم الحصار الأمريكي الجائر، وساهمت قيادته الشجاعة في البناء الحضاري الشامل للمجتمع الإيراني وإرتقت إيران الثورة تحت قيادته الى مصاف القوى العظمى عن جدارة وإستحقاق محققاً بذلك إحترام وتقدير كل العالم وذلك برغم الحصار الظالم الذي يستمر لأكثر من أربعين عاماً ولحد الآن.
كما أن الامام الخامنئي إستمر في نهج الإمام الخميني في الدفاع عن قضايا المستضعفين ودعم حركات التحرر وحركات المقاومة وخصوصا القضية الفلسطينية ومسألة تحرير القدس الشريف، ولا زال يؤكد على ضرورة إقتلاع جذور الكيان الصهيوني من الوجود من النهر الى البحر.
وقد شهد له القاصي والداني من رؤساء دول العالم بزهده وتقواه وحكمته وحسن إدارته وقيادته للجمهورية الإسلامية، وقد كان ثمرة عمله هو تربيته للقادة العسكريين أمثال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد همداني والشهيد الحاج حميد تقوي وغيرهم من القيادات المشهود لها بالكفاءة والجدارة، الذين يقفون اليوم وراء بناء الدولة المقتدرة عن الدفاع عن إنجازات الثورة ومكتسبات الشعب، وهذا فيض مما تشهده الجمهورية الإسلامية من تطور علمي وصناعي وثقافي وسياسي، وتطور تقني وتكنولوجي في مختلف حقول العلم والمعرفة، خاصة في صناعة الصواريخ وعلوم الفضاء وتنامي القدرة على إرسال الأقمار الصناعية الى الفضاء.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تطالب جماهير الأمة الإسلامية ونخبها وحركاتها الثورية المقاومة أن تستلهم الدروس والعبر من نهج الإمام الخميني الراحل الذي أرسى ثقافة العزة والكرامة وأثبت بإنتصاره المدّوي نظريته في قدرة الشعوب على مجابهة الإستكبار والقوى الطاغوتية المهيمنة على السلطة وتحرير أوطانها وبلدانها من الهيمنة والإستغلال.
إننا نتعلم من مدرسة الإمام الخميني (عليه الرحمة) بأن مقارعة الإستكبار العالمي تبدأ من مقارعة الأنظمة الديكتاتورية المستبدة والرجعية وإقتلاع جذورها كقيمة لا تقبل القسمة على إثنين. فمقاومة الطاغوت والثورة عليه مبدأ وقيمة عليا لا يمكن للصادقين والمخلصين المساومة على أساسها مع أي محتل ومغتصب للأرض والسلطة.
إن على جماهير شعبنا وقوى المعارضة البحرانية والشباب الثوري أن يدرك بأن نهج الإمام الخميني هو نهج ورسالة متكاملة في مقارعة الإستبداد الداخلي والإستكبار العالمي في آن معاً، ولا يمكن مقارعة ومقاومة أنظمة الإستكبار الفاسدة، والتطبيع مع الكيان الخليفي الغازي والمحتل والقبول بشرعيته، فالامام الخميني رضوان الله تعالى عليه لم يقبل بالنظام الشاهنشاهي المستبد وطالب برحيله حتى يتمكن من إقامة النظام الإسلامي وتربية الكوادر والقيادات والجيش القوي والقوات المسلحة القوية التي تتمثل اليوم بالجيش الإيراني والحرس الثوري وقوات التعبئة ، والتي هي اليوم سنداً اليوم لكل حركات المقاومة الإسلامية في اليمن والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان وسائر البلاد الاسلامية.
إننا حركة أنصار ثورة شباب ١٤ فبراير وإذ نحي ذكرى رحيل الأمام الخميني (عليه الرحمة والرضوان) نستذكر منهجه في مجابهة الإستكبار من خلال إسقاط أنظمته الطاغوتية الصغيرة وهي رسالة واضحة المعالم، فالطريق إلى هزيمة الإستكبار وتحرير الأرض والمقدّسات يكمن في مقارعة الطاغوت الداخلي والتبريء منه في آن واحد إمتثالا للآية الشريفة 113 من سورة هود والتي قال الله سبحانه وتعالى فيها: (وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين الكبرى المحتلة
1 يونيو 2020م
/110
رقم: 464601