كتاب "فطريّة التوحيد الدينيّ، الاجتماعيّ نظريّة العلّامة الطباطبائيّ في نقد الفكر الغربي"
الكتاب هو عبارة عن دراسة تحليليّة نقديّة تناول فيها المؤلّف بالبحث والتحليل نظريّة العلّامة الطباطبائيّ في نقد الفكر الغربيّ؛ وذلك بالاستناد إلى ما قدّمه العلّامة الطباطبائيّ(قدّس سرّه) في نظريّة المعرفة، الناقدة للمعرفة الغربيّة (الحسّيّة والعقليّة)، مستعرضًا أهمّ النظريّات التي نقَدَها، مميّزًا بين الواقعيّة والمثاليّة، ومعالجًا للنظريّة الماركسيّة، وهل هي مثاليّة أو واقعيّة؟ مع التركيز على علاقة الفطرة بالتوحيد، وعلاقتهما بالبناء الاجتماعيّ، مقاربًا بين البناء الاجتماعيّ الموازِن بين المادّة والروح، والنظام المعتَمِد على البُعد المادّيّ، إضافةً إلى دراسة متعلّق الإسلام بالبناء الاجتماعيّ والتحاكم بينه وبين الديمقراطيّة في قيادة المجتمع نحو النجاح أو الإخفاق، وأهمّيّة العقيدة فيه والفرق بينها وبين التقدّم البشريّ في المجتمعات الغربيّة.
ولأنّ من المعلوم أنّ العلّامة الطباطبائيّ قد افتتح حوارًا عقليًّا معمّقًا مع اتّجاهات الفلسفة الأوربيّة الحديثة ولاسيّما المادّية الديالكتيكيّة، منطلقًا من ضرورة تحليل أصولها ومرتكزاتها ونقدها، بعد اتّساع ظاهرة التغريب ودخول التيّار الماركسيّ خطّ الصراع، وإنّ تعاطي الطباطبائيّ مع الغرب لم يقتصر على فلسفته في مقالات كتاب أصول الفلسفة، وإنّما سبقته ورافقته حلقاتٌ ومحطّات التقى فيها الطباطبائيّ مع الفكر الغربيّ ورجاله وسلوكه وأنظمة حضارته محاورًا وناقدًا.
وقد توزّعت الدراسة بين مقدّمة وتمهيد وفصلَيْن، كان الفصل الأوّل بمبحثَيْن، الأوّل منهما اهتمّ بالفطرة أصلًا قرآنيًّا ونظامًا طبيعيًّا، في حين تطرّق المبحث الثاني إلى نظريّة المعرفة الناقدة للمعرفة الغربيّة (الحسّيّة والعقليّة)، ومعالجًا للنظريّة الماركسيّة، وهل هي مثاليّة أو واقعيّة؟.
أمّا الفصل الثاني بدوره كان على محورَيْن أيضًا، تمخّض عن علاقة الفطرة بالتوحيد، وعلاقتهما بالبناء الاجتماعيّ، وفي المبحث الثاني من الفصل الثاني درَسَ متعلّق الإسلام بالبناء الاجتماعيّ والتحاكم بينه وبين الديمقراطيّة في قيادة المجتمع نحو النجاح أو الإخفاق، وأهمّيّة العقيدة فيه والفرق بينها وبين التقدّم البشريّ في المجتمعات الغربيّة، وقد تُوّج البحث بخاتمةٍ للعمل ومحتويات ومصادر البحث.
يُذكر أنّ هذا الكتاب هو ضمن سلسلة (نحن والغرب) التي تهدف الى إحياء الحركة المعرفيّة والنقديّة وتفعيلها حيال فكر الغرب وقِيَمه في الثقافة العربيّة والإسلاميّة المعاصرة.
/110