إنّ الشعب البحريني يقع اليوم بين فكّي جلاوزة آل خليفة ودرع الجزيرة، ويتعاون آل خليفة وآل سعود في القضاء الكامل على ثورة هذا الشعب وصرخته وتظلمه،

وكالة أنباء التقريب (تنا) :

بسم الله الرحمن الرحيم
تمرّ ظلامة الشعب البحريني المسلم المسالم بتعتيم إعلامي رهيب.
وقد شاء الله تعالى ان يفضح الفضائيات العربية الرسمية التي كسبت الجمهور العربي في التغطية الاعلامية لثورة الشباب في تونس ومصر وليبيا واليمن. . شاء الله تعالى ان يفضحهم في البحرين. 

ليعلم الناس ان هذه الفضائيات لم تعد إلى صفوف الجمهور من مواقعها المساندة لأنظمة الاستكبار والاستبداد العربية، وإنما كانت تنفذ تعليمات من قبل أنظمة الاستكبار العالمي في هذه الثورة العارمة التي عمّت العالم العربي.
وقد كانت الولايات المتحدة تنصح الحكام في تونس ومصر واليمن وليبيا أن لا يتعاملوا بالعنف مع الثورات الشعبية المسالمة. . ولكنها لاذت في البحرين إلى صمت رهيب تجاه ما يجري في هذا البلد من عنف وانتهاك لحقوق الإنسان ومداهمة للبيوت واعتقال الرجال والنساء وقتلهم تحت التعذيب. 

إنّ الشعب البحريني يقع اليوم بين فكّي جلاوزة آل خليفة ودرع الجزيرة، ويتعاون آل خليفة وآل سعود في القضاء الكامل على ثورة هذا الشعب وصرخته وتظلمه، بكل وسائل الفتك والقمع والمداهمة والاعتقال والتعذيب حتى الموت.
أيّها المسلمون في كل مكان، إنّ التفرج على مأساة هذا الشعب وظلامته على يد جلاوزة آل خليفة وآل سعود، والسكوت عما يجري على أيديهم من ظلم وفتك بهذا الشعب. . سوف يطيل وقوفنا بين يدي الله تعالى في موقف الحساب والسؤال. 

ولابد أن يتعامل المسلمون مع هذه الظلامة والعدوان السافر كما يتعاملون مع أي تكليف شرعي إلهي من ورائه حساب وعقاب.
وليس لأحد أن يعتذر بالعجز وضعف الإمكانات الحركية والإعلامية والمالية. . فإن الله تعالى يطلب من كل منّا حسب إمكانه وقدرته، ولكن لا يعذره على التفرج والسكوت أبداً. 

أجتمعوا أمام منظمات حقوق الإنسان واكتبوا إليهم، واسمعوهم خطابكم لهذا الشعب. خاطبوا أحرار العالم وأسمعوهم صوت هذا الشعب وصرخته واستغاثته في زنزانات التعذيب.
أجتمعوا أمام فروع وممثليات الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة مؤتمر العالم الاسلامي في العالم وارفعوا صرخة هذا الشعب واستغاثته من داخل زنزانات آل خليفة وطالبوا بحقوقهم. . وأسمعوا أحرار العالم خطاب هذا الشعب وظلامته وصرخته. عبّروا عن غضبكم وسخطكم على ما يجري في البحرين على شعبه المسلم المسالم المضطهد من خلال المسيرات أيام الجمعة وفي كل المناسبات الممكنة. 

إملأوا شبكات الانترنت ومواقعها بالوثائق والصور المشهودة عن ظلامة هذا الشعب على يد سلطات آل خليفة وآل سعود.
أدعوا الله تعالى لهم بالخلاص من هذا الفتك والظلم والإرهاب، واعقدوا لهم مجالس الدعاء في كل مكان. 

إننا إذا عملنا ما في وسعنا لإنقاذ هذا الشعب المسلم المؤمن من محنته رزقنا الله تعالى نصره وتأييده، ودَحَرَ الظالمين في بيوتهم، وألقى في نفوسهم الخوف والرعب كما صنع الله تعالى بطاغية تونس ومصر، وما هو صانع إن شاء الله بطاغية ليبيا واليمن.
إن ما في وسعنا الحركي والإعلامي والسياسي والمالي قليل، لكن الله تعالى إذا وجد من عندنا صدق الموقف في إنقاذ هذا الشعب أنزل نصره وتأييده علينا. . عندئذ تكون قلاع آل خليفة وآل سعود ودرع الجزيرة أهون وأعجز وأضعف من بيت العنكبوت إن شاء الله.

محمد مهدي الآصفي
النجف الاشرف
في ۱۴ جمادى الأولى ۱۴۳۲هـ