وذكرت الصحيفة الأمريكية أنها حصلت على نسخة من الشراكة، التي وردت بالتفاصيل في 18 صفحة، مشيرة إلى أنها ستوسع بشكل كبير من الوجود الصيني في قطاعات البنوك والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية وعشرات المشاريع الأخرى.
وفي المقابل ستحصل الصين على إمدادات منتظمة ومخفضة للغاية من النفط الإيراني على مدى السنوات الـ25 المقبلة، وفقًا لمسؤول إيراني وتاجر نفط.
وتتناول الوثيقة أيضًا تعميق التعاون العسكري، ما قد يعطي الصين موطئ قدم في منطقة كانت من الشواغل الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية منذ عقود.
وتدعو الوثيقة إلى تدريبات وتمارين مشتركة وإجراء بحوث مشتركة، وعمليات تطوير للأسلحة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، كل ذلك لمواجهة المعركة غير المتوازنة مع الإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر، والجرائم العابرة للحدود.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي إن الشراكة التي اقترحها الزعيم الصيني شي جين بينج للمرة الأولى خلال زيارة لإيران في عام 2016، وافقت عليها حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في يونيو/حزيران.
وإذا تم تفعيل الإتفاقية على النحو الوارد بالتفصيل، فإن تلك الشراكة نقاط اشتعال جديدة وخطيرة محتملة في العلاقات المتدهورة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت "نيويورك تايمز" أن الشراكة تمثل أيضا ضربة قوية لسياسية إدارة ترامب العدوانية تجاه إيران منذ التخلي عن الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس أوباما وزعماء 6 دول أخرى في عام 2015 بعد عامين من المفاوضات الشاقة.
وعقبت الصحيفة أن يأس طهران دفعها إلى أحضان الصين التي تملك التكنولوجيا والشهية للنفط.
وتظهر مسودة الاتفاقية مع إيران أنه على عكس معظم الدول، تشعر الصين أنها في وضع يمكنها من تحدي الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها قوية بما يكفي لتحمل العقوبات الأمريكية، كما فعلت في الحرب التجارية التي شنها الرئيس ترامب.
وذكرت الوثيقة التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها: "ثقافتان قديمتان من آسيا، وشريكان في قطاعات التجارة والاقتصاد والسياسة والثقافة والأمن، ولديهما نظرة مماثلة وبينهما العديد من المصالح الثنائية يدرسان شراكة استراتيجية واسعة تؤسس لحقبة جديدة".
/110