الرابع عشر من آب 2006....
تاريخ شهد على انتصار لبنان وهزيمة "إسرائيل" بعدما كرّست المقاومة معادلات مع العدو
إلا ان حسابات "الحقل الاسرائيلي" لم تنطبق على حسابات البيدر، إذ إن المقاومةَ التي ظنَّها العدوُ لقمةً سائغةً كسرت أسطورة ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر، ولوت ذراع الادارة الاميركية ومَن وقف معها من دولٍ غربية وإقليمية في مدِّ "اسرائيل" بالاسلحة الذكية والمدمِّرة، فما الذي حققته المقاومة في هذه الحرب.
عن ذلك يحدثنا الخبير في الشؤون "الاسرائيلية" تحسين الحلبي:
" في عدوان تموز 2006 وصلت "إسرائيل" الى الحد الأقصى من استخدام قدراتها العسكرية ضد المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ، وبالتالي تكبدت خسائر كبيرة لم يعد بمقدورها أن تتجاوز خوف قادتها ، بالتالي انسحبت ، وبدأت تراهن على مسائل أخرى ، من الذي راهن عليه ، الذي راهن عليه الفتنة والحرب الأهلية ".
أيُّ معادلةٍ كرَّستها المقاومةُ في حرب تموز عام الفين وستة وكيف انعكست على الداخل الصهيوني يضيف الحلبي :
" بعد 14 عام ، قادة عسكريون ورؤساء أركان ورؤساء حكومات كلهم أكدوا أن قدرات حزب الله أصبحت أكثر من أي وقت مضى وازدادت بشكل هائل هنا أصبح التوازن بين من يعتبر نفسه أقوى قوة عسكرية اقليمية وبين مقاومة لبنانية بقيادة حزب الله تمرست على كل أنواع القتال ، وهذا ما يعترف به رئيس الأركان ليقول ، لم يعد بمقدورنا أن نحدد كيف يمكن أن ننتصر على حزب الله ، هذه الجبهة الشمالية أصبحت كابوساً على عقل كل سياسي وعسكري في الكيان الصهيوني".
ومع وقفِ اطلاقِ النارِ في الرابع عشر من آب عام الفين وستة، دخلتِ المنطقةُ مرحلةً جديدة: إذ إنَّ "اسرائيلَ" هذه، التي كانت في سالفِ الزمانِ قوةً عظمى ودولةً غيرَ قابلةٍ للإنكسار تحولت منذ اربعةَ عشر عاماً الى كيانٍ يقف جيشُه بجنرالاته وضباطه وعناصرِه على رِجل ونصف، أمام رجالات المقاومة.
/110