أكد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، مخاطبا دول المنطقة: ان ايران وبعناية الباري تعالى وببركة الثورة الاسلامية ، ليست بحاجة لا الى ارضكم ولا اموالكم ولا مواردكم ولا كوادركم. ايران دولة كبرى في هذه المنطقة وهي بحاجة الى صداقتكم والتعاون معكم، وهذه فرصة ممتازة ولنعتبر من الماضي المرير للعقود الماضية، ولنفتح طريقا جديدا امام المنطقة والاجيال القادمة.
وفي حديثه خلال الملتقى الدولي للمطالب القانونية الدولية بشأن الحرب المفروضة (التي فرضها صدام بدعم اميركي غربي ضد ايران من 1980 الى 1988)، اشار ظريف الى انتهاك القوانين والاعراف الدولية من قبل النظام البعثي ، وعدم تسجيل اسماء ۳۰ الف اسیر ایرانی احدى هذه الانتهاكات ، مشيرا الى استخدام نظام صدام للاسلحة الفتاكة مثل قصف المناطق السكنية بالصواريخ .
وأشار ظريف الى ان 6 او 7 تقارير صادرة من الامم المتحدة اثبتت استخدام نظام صدام الاسلحة الكيمياوية في البداية ضد القوات ثم ضد المدنيين، مضيفا ان حرب الناقلات كذلك بدأها صدام، وحتى عندما قدم الامين العام للامم المتحدة مبادرة لوقف حرب المدن وحرب الناقلات أكد صدام انه يجب ان يكون من يطلق آخر صاروخ.
ولفت ظريف الى ان منظمة الامم المتحدة ليس لها ماض مشرق في الدفاع عن الحقوق الدولية، وخلال الحرب المفروضة لم تستخدم آلياتها للضغط على المعتدي والتصدي لعدوانه ، فضلا عن ان العديد من الدول التي قامت بمساعدة صدام ضد ايران وزودته بمختلف الاسلحة الحديثة.
وتطرق وزير الخارجية الايراني الى نماذج من الدعم والانحياز الغربي والاممي الى نظام صدام خلال حربه ضد ايران؛ ففي عام 1984 قامت أميركا بشطب اسم العراق من قائمة الدول الداعمة للارهاب وأدرجت بدلا منه اسم ايران. وقام العراق بضرب سفينة اميركية في الخليج الفارسي ودخلت اميركا الى الخليج الفارسي ضد ايران. وكان القرار الاممي 479 وصمة عار في تاريخ مجلس الامن الدولي الذي لم يتطرق مطلقا الى موضوع الانسحاب في حين كان العراق يحتل اكثر من 2000 كيلومتر من الاراضي الايرانية حتى كان الحديث يدور حول ضمها الى العراق. كما ان مجلس الامن دعا في قراراته الى وقف حرب المدن لكنه لم يتطرق مطلقا الى اسم العراق وصدام، وكأن صدام امر مقدس لا يجوز ادانته.
وتابع انه في الحرب الكيمياوية ضد ايران، وعندما كانت الصورة واضحة تماما، قالوا: (استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد ايران) ولم ينسبوها مطلقا الى نظام صدام الذي كان مدللا لدى الغربيين.
واشار ظريف الى وجود الية دبلوماسية وعسكرية من قبل المجتمع الدولي للتصدي للعدوان الا انه لم يستخدم ابان العدوان الصدامي على ايران بل كان الامر على العكس .
ومن ثم لفت الى الهزيمة النكراء التي تحملتها ادارة ترامب امام ايران في مجلس الامن ۱۱۰اصوات لصالح ایران امام ۱۰ اصوات لامریکا ، مؤكدا ان هذا التطور لم يحصل لولا تنامي القدرات العسكرية لدى ايران الى جانب حنكة وعقلانية الدبلوماسية الايرانية .
وشدد وزير الخارجية الايراني على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية حريصة على امن المنطقة من خلال طرح العديد من المبادرات وكان آخرها مبادرة هرمز للسلام، لضمان الامن الجماعي على يد دول المنطقة، لافتا الى ان يد ايران مازالت ممدودة نحو دول الجوار، رغم ان دول الجوار هذه ساندت صدام في ۱۹۸۰ ضد ايران، وتصورت انها يمكنها شراء الامن بأموالها، في حين انه لا يمكن شراء الامن.
وأوضح ان السعودية تمارس الحرب بالوكالة في المنطقة، في حين ان ايران ليس لديها وكلاء بالمنطقة، بل لديها اصدقاء، وعلاقاتنا مع حزب الله وانصار الله، ليست علاقات وكالة.