قصيدة بعنوان "ضياء السلالات" إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) للشاعر أحمد الخيّال
النبعُ في مـعـنـى صـفـائِكَ يحـلُمُ والأمنـياتُ عـلـى ضـفـافِكَ تُرسَمُ
والموجُ يغزلُ من ضيائِكَ زرقةً فيُصاغُ من بحـرِ اغتـرابِكَ موسمُ
والـمـاءُ سـرُّ الـبـئرِ غـافٍ دلـوهُ والـبـئرُ سرُّكَ فـي البـلاغةِ زمزمُ
ويـظـلُّ فـي فـمـهِ اعتذارٌ خائفٌ حـتـى يـجـيـئـكَ يـسـتقيـكَ البـرعمُ
من ذا تـأوّلَ فـي مَــدارِكَ قِـبْلةً؟ كـانت عـلـى شـفـةِ الـحـقـيقةِ أنجمُ
عَـظُـمتْ سـلالاتُ الرحيقِ لأنّها كـانت بـيـعـسوبِ السمـاءِ تُـترجمُ
فـهـو الأمـيـرُ أمـيـرُ كـلِّ قـداسةٍ لـو أنـشـدَ الـمـعـنـى لـسارَ به الفمُ
نـبـأٌ تـجلّى واسـتـطـالَ غـمـامـةً عـنـهـا حـقـولٌ لـلـنـدى تَـسـتـفـهِمُ
هـم فيـه مـخـتـلفون، كم من آيةٍ لـو يـبـصـرونَ لـسـانُـهـا يَـتـكــلَّـمُ
مـن كـوفـةِ الـنـبـأِ العظيمِ مرتّلاً آيـاتِ نـهـرٍ مـن ضـيـائِــهِ يُـبـسـمُ
أعـليُّ يـا وطنَ اليتامى، حارساً لـغـةَ الـحـيــاءِ إذا أتــاك الـيُــتّــــمُ
ففرشتَ عشبَ الروحِ لمَّ هديلَهم سِـفْـرٌ سـمـاويُّ الـصـفـاتِ يُـبـلْسِمُ
وزرعـتَ كـوفـتَـكَ الـنـبيّةَ نخلةً وتهـزُّها فـي كـلِّ عــصـرٍ مــريمُ
وأتتْ الى معنى خـلـودِكَ جـنّـةٌ عـلـمـت بـأنّ الـخــلـدَ فيـك يُـجسّمُ
وتشجّـرتْ لـغـةُ ابـتـهـالِـكَ أمّةً عـلـويّـةَ الـمـعـنى بـفـيـئِــكَ تـنـعَـمُ
وفِـقارُها الـبـكّاءُ يخشعُ صامتاً وصـهـيـلُـهـا فـوق الرقـابِ يُحمحِمُ
وطنٌ نلوذُ كـمـا الـحـمـامِ بفيئِهِ مـرآةُ عـشـبٍ والحــقـيـقـةُ أَعـظــمُ
فهو اخضرارُ النورِ نبعُ عدالةٍ وهـو الـوصـيُّ بـه الـوصـايةُ تُختمُ
أحمد الخيّال
/110