الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
الدكتور "حميد شهرياري "يصدر بياناً بعنوان " بالوحدة انتصرت فلسطين"
تنا- خاص
اصدر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام و المسلمين الدكتور "حميد شهرياري" بياناً بعنوان : بالوحدة انتصرت فلسطين.
شارک :
فيما يلي نص بيان الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية :
بالوحدة انتصرت فلسطين
لقد انتصرت فلسطين .. القدس وغزّة والضفة الغربية.. وفلسطين كلّها.
انتصر الفلسطينيون بما عندهم من عدّة وعتاد على الترسانة العسكرية المدعومة دوليًا... انتصروا حين أثبتوا بهبّتهم القائمة أنهم أحياء.. وأن روح المقاومة تجري في دمائهم.
أثبتوا أن محاولات التجزئة بين الفلسطينيين قد فشلت بأجمعها، لقد التحمت غزّة مع الضفة الغربية وأهمّ من ذلك التحم معهم فلسطينيو أراضي 48.
كانت غزّة لأمد تقاوم وحدها، قاومت العدوّ الصهيوني في حربين مدمّرتين، وقاومت العدوان اليومي الصهيوني على المدنيين والمؤسسات والرجال والنساء والاطفال، لكنها ترى اليوم أن الفلسطينيين بأجمعهم في هذه الهبّة يقاومون ويواجهون ويتحدون.. هذا هو انتصار.
لقد كان فلسطينيو أراضي 48 قد فُرض عليهم انعزال عن ساحة المقاومة، وجرت محاولات ضخمة لتغييب ذاكرتهم وتزييف وعيهم.. ولكنهم ها هم هبّوا هبّة أدهشت كل العالم، وقضت على كل محاولات الصهاينة لتذويبهم.. هذا انتصار.
إنّ قصف تل أبيب والمستوطنات بصواريخ تحدّت القبّة الحديدية واخترقتها هو انتصار بامتياز.
قرّت عين كل من يعيش أمل وحدة الشعب الفلسطيني.. قرت عيني الإمام الخامنئي الذي دعا في يوم القدس حثيثًا إلى التحام الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته، ودعا إلى تكامل الأجزاء لمواجهة موحدة للعدو الصهيوني.
قرّت عين الشهيد قاسم سليماني الذي بذل جهودًا جبّارة وقام بما يشبه المعجزة بتزويد الفصائل الفلسطينية المقاومة بصواريخ دقيقة. لقد انتصرت تلك الدعوة وانتصرت هذه الجهود.
ولم يقتصر انتصار الوحدة على حدود فلسطين بل تجاوز ذلك إلى بلدان الجوار: في الأردن، وفي لبنان. واستشهاد محمد قاسم الطحان اللبناني، وهو يحاول الالتحاق باخوانه في فلسطين هو رمزٌ لالتحام الدم اللبناني والدم الفلسطيني في هذه الهبّة، كما التحم في ساحات المقاومة من قبل. إنه انتصار.
مايعانيه حكام العدوّ الصهيوني والمستوطنون الصهاينة من ذهول وهلع وتخبط يدلّ على أنهم ماكانوا يتصورون ماحدث. إنه مفاجاة لهم.. وهذا انتصار.
التحام الشعوب العربية والشعوب الإسلامية وشعوب العالم في أوربا وأمريكا وأمريكا اللاتينية مع هبّة الفلسطينيين منذ يوم القدس حتى يومنا هذا، هو انتصار.
شعور المتخاذلين والمطبعين بالندم والخجل والذلّ بسبب ما أقدموا عليه، بعدما ظنّ الظانون أن المنطقة بأجمعها تتجه إلى التراجع والتطبيع إنما هو انتصار. انتصار لجبهة المقاومة ومنطق المقاومة.
إننا في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية نرى أن ما تحقق على الساحة الفلسطينية يشكل درسًا لكل الذين يحاولون تمزيق الأمة طائفيًا وقوميًا.. درسًا يقول لهم إن الروح الإنسانية – رغم كل التحديات والمؤامرات – تتوق إلى الوحدة.. ونقول لهم: بالوحدة نحقق انتصارنا، وبالوحدة نحقق عزّتنا وكرامتنا، هذه الدروس ستبقى خالدة على مر التاريخ تعلم الأجيال بضرورة التعالي على الخلافات، وضرورة التوجه نحو هدفٍ سامٍ كبير، وضرورة الالتزام بما أوصى به رسول رب العالمين(ص) إذ قال: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى». وهذا هو المنطق الذي يؤدي إلى الانتصار.
إن الفلسطينيين قد حققوا في هبتهم مالم تحققه المحادثات والاتفاقيات والوعود. انهم انتصروا فهنيئًا لهم هذا الانتصار، وهنيئًا لأمتنا بهذا النصر وبهذه الدروس الخالدة التي تقدمها هبّة فلسطين.
والخزي والعار للمنبطحين والمهزومين والمطبعين. «ألا لا نامت أعين الجبناء».
د.حميد شهرياري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية