وأضاف -خلال ندوة سياسية نظمها مركز يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية- مساء الاثنين: "عندما أنظر إلى القضية الفلسطينية، فإني أنظر لها من خلال هذه المعركة التي يخوضها الفلسطينيون نيابة عن عن الأمة؛ لاستعادة سيادتها وكرامتها للتخلص من الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي".
وتابع: "خلال العشر سنوات الأخيرة، دخلت القضية الفلسطينية في منطق الهزيمة التي دخل فيها الربيع العربي كله، والحقيقة عندما يهزم الربيع العربي تهزم القضية الفلسطينية، والعكس بالعكس؛ فالمعركة واحدة لكن الظروف مختلفة".
وأردف: "إذا نظرنا إلى العشر سنوات الأخيرة، وجدنا أنها كانت الأصعب على الشعب الفلسطيني، حتى بدأ الحديث وكأن القضية الفلسطينية انتهت تماما، خاصة بعد السياسات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، ومسلسل التطبيع مع الاحتلال والتي قادتها الإمارات، والتي كان لها دور في ضرب الربيع العربي".
ورأى المرزوقي أن جهات عدة حرصت على ألا يكون فيها ديمقراطية؛ لأنها ستكون معادية لـ"إسرائيل" بطبيعة الحال، لأن الشعب لن يقبل بالاحتلال، والدليل ما رأيناه في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي عندما كان هناك قنوات اتصال، وكان الوضع في غزة أسهل بكثير مما هو عليه الآن.
وأضاف: "يهيأ لنا أن تراجع الربيع العربي، وتصفية القضية الفلسطينية مساران متلازمان".
سيف القدس تبدد فرضية الهزيمة
وأشار المرزوقي أن معركة "سيف القدس" أثبتت أن تلك الحسابات كانت خطأ، وأن محاولات فرض الاستسلام على أنه سلام لن تفلح، وأن الشعوب التي تتحرك في مسار التحرر لن تتراجع عنه، وإن خمدت مدّة من الزمن. وشاهدنا كيف هبت الشعوب العربية نصرة للمقاومة والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن هذه المعركة نقطة تحول؛ "لأنها أفشلت كل الخطط التي عملوا عليها خلال السنوات الماضية، بما فيها صفقة القرن، ومعاهدة أبراهام، وكذلك مسألة التطبيع التي أجبرت عليها بعض الدول بالاستنزاف والتهديد، كما حدث مع السودان على عكس الإمارات التي تعدّ عرّابة التطبيع في المنطقة".
وأوضح المرزوقي أن "سيف القدس" أفهمت الجميع أن موازين القوى اختلفت؛ لذلك بتنا نشاهد تغيرا في الموقف المصري في طريقة تعاطيه مع المقاومة في غزة، وبات من يريد أن يحسن صورته شعبيا يسارع بالتواصل مع "حماس".
وأكد أن أهم ما حققته "سيف القدس"، هو أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى مركز الصدارة، ووحدت الشعب الفلسطيني كله في مواجهة الاحتلال.
وأن نتنياهو يعضّ أصابعه ندما؛ لأنه هو الذي ساهم في توحيد الشعب الفلسطيني خلف المقاومة عندما أراد اللعب بورقة القدس.
وفي المشهد الإسرائيلي، يرى المرزوقي أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون هشّة وغير قادرة على الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين، نتيجة الخلاف بين أركان هذه الحكومة.
ولا يستبعد المرزوقي أن "تذهب هذه الحكومة باتجاه الحرب مع إيران أو مع الفلسطيني لاكتساب شرعية لدى الشارع الإسرائيلي، لذلك يجب الاستعداد لنزالات قادمة".
وحذر من أن عدة جهات لن تغفر للمقاومة انتصارها؛ لوجود تخوفات لدى دول بعينها، من أن يشجع هذا الانتصار الشعوب العربية للتحرك من جديد، للتخلص من الحكومات المستبدة، لذلك قد يكون هناك ضربة جديدة وعدوان جديد؛ لكبح جماح هذا الانجراف نحو المقاومة.