وصف الرئيس سليم الحص تحرير الأراضي اللبنانية بفعل المقاومة عام ٢٠٠٠ بأنه إنجاز عظيم للمقاومة اللبنانية، مؤكدا أن المقاومة سجلت به إنتصارا حفظه لها كل الناس، واصفا إياه بأنه إنتصار بكل ما للكلمة من معنى، ومذكرا بأن هذا الإنتصار أتى في ظل عدم توازن القوى بين المقاومة وإسرائيل صاحبة القوة الراجحة بشكل قاطع والمجهزة بأحدث الأسلحة والمدعومة من المجتمع الدولي وبصورة خاصة الولايات المتحدة الأميركية.
وقال الحص أن المقاومة إستطاعت رغم كل ذلك أن تحقق إنجازا عظيما بفعل روح الفداء الذي تتحلى به، مشددا على أن التحرير كان حدثا عظيما لم ينسَه كل اللبنانيين كما لم تنْسَه اسرائيل.
وأشار الى أن اسرائيل على الرغم من كونها كيانا عدوانيا إلا أنها تلقت درس التحرير عام ٢٠٠٠، لافتا الى أنها لم تعد تجرؤ على الإعتداء على لبنان، وهذا بحد ذاته تطور عظيم.
وأوضح أنه رغم أنه كان هناك فارق كبير في عدد الضحايا التي مُني بها لبنان مقابل ما مُنيت به اسرائيل وصولا الى التحرير إلا أن لبنان إستطاع أن يتحمّل وتحمّل هذا الثمن الباهظ، وقد جنى مقابل هذا الثمن شيئا من السلام، حتى أصبحت إسرائيل تتحاشى الإعتداء عليه بعد الدروس التي تلقتها من هذا البلد الصغير والضعيف ومن شعبه المقاوم الذي كان له فعله في تبديل السياسة الإسرائيلية.
من جهة ثانية، أسف الرئيس الحص للتجاذب السياسي الذي نواجهه في لبنان بين الحين والآخر، واصفا إياه بأنه أمر مؤلم، لكنه إستدرك قائلا إنه عندما نواجه خطرا خارجيا نعود لنرص صفوفنا وهذا من حسنات اللبنانيين.
وتمنى الحص لو أن اللبنانيين يعون هذ الواقع ويتجنبون كل الحساسيات، ويتحاشون قيام أي حال من التوتر فيما بينهم بأي وقت من الأوقات لينصرفوا الى بناء بلدهم كما يجب، معتبرا أن هذا الأمر مطلوب من جميع اللبنانيين، وخصوصا أنهم يشكون اليوم من شيء من التخلف الإقتصادي ويهمهم جدا أن يتطور إقتصادهم الوطني، وهذا ما لا يمكن تحقيقه بظل التوترات التي تحصل بين الحين والآخر.
ودعا اللبنانيين الى أن يحاذروا الوقوع في فخ الصدامات والتجاذبات الداخلية وأن ينصرفوا بكل إمكانياتهم وطاقاتهم لتنمية بلدهم على النحو الذي يحلم به المواطن والشعب اللبناني.
وفي تعليقه على ما شهده يوم النكبة من إعتداءات إسرائيلية على اللاجئين الفلسطينيين الذين حاولوا إحياء حق العودة بمسيرات شعبية عند حدود فلسطين المحتلة مع لبنان وسوريا، وصف الرئيس الحص ما حصل بأنه كان تاريخيا بكل معنى الكلمة بالرغم من الضحايا المؤلمة التي وقعت، لافتا الى أن المواجهة مع اسرائيل كانت جريئة وتخطت كل الحدود التي كانت تحول دون القيام بمثل هذا العمل المجيد، مؤكدا أن الفلسطينيين تجاوزوا كل الحدود وسجلوا إنتصارا مجيدا مع سقوط كل هذه الضحايا الأليمة.
وخلص الى وصف يوم العودة في الخامس عشر من أيار بأنه كان يوما مشهودا لن تنساه إسرائيل وإن حاولت أن تدعي بأنها سجلت إنتصارا من وجهة نظرها من خلال إسقاط عدد هائل من الضحايا بين الفلسطينيين، مؤكدا أن هذا لن ينفعها وأنها ستدرك ذلك إن لم تدركه سابقا.
وعن الخشية الإسرائيلية من تكرار مشهد احياء حق العودة على الحدود ومقاربة وسائل إعلام العدو له إنطلاقا مما جرى أيام التحرير عام ٢٠٠٠ من زحف للمواطنين باتجاه الأراضي اللبنانية المحتلة آنذاك، أشار الرئيس الحص الى أنه ليس هناك شك بشأن مخاوف اسرائيل الحقيقية من ذلك، لافتا الى أن الفلسطيني وقف في الخامس عشر من أيار الماضي وقفة بطولية سجلت له، وأول من سجلها له هو اسرائيل التي أصبحت تخشى من تكرار مثل هذه الأحداث لأنها لا قِبل لها على مواجهتها.