أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، اليوم الخميس، أن صور البطولة والإقدام التي يُسطرها شباب فلسطين وشاباتها على الدوام في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين تكسرُ هيبة العدو، وتُصيب مشروعه في مقتل، منوهاً إلى أن شعبنا حيوي وولَّاد وقادرٌ باستمرار على إنتاج هذه الصور، التي تُشعرِ كل حرٍ بهذه الأمة بالعزة والإباء.
جاء ذلك في لقاءٍ نظمته اللجنة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - الساحة السورية، مع نخبةٍ من كادرها في مخيمات اللجوء الفلسطيني بحلب، حمص، اللاذقية، دمشق، وريفها، وذلك بقاعة الشهيد د. فتحي الشقاقي، بحي الزاهرة، جنوبي العاصمة السورية.
وقال الشيخ عزام: "الفلسطيني أينما يتواجد يحملُ همَّ القضية ويُورثه للأجيال جيلاً بعد جيل، والأمانة التي نحملها ليست هينة، فنحن رأس حربة المواجهة، ويتحتم علينا أن نُبقي جذوة الصراع متقدة دوماً".
وأضاف "كونوا على ثقة بأن العودة قريبة إذا ما تسلَّحنا بالإيمان، وحصَّنا جبهتنا بالوحدة والمقاومة".
وتابع الشيخ عزام: "نحن نؤمن تماماً بأن فلسطين لن تتحرر؛ إلا بجهود الأمة كل الأمة"، مستهجناً بشدة تكرار بعض المسؤولين العرب مقولة :"ما يقبل به الفلسطيني؛ نقبل به"، معتبراً أنها محاولات للتحلل من مسؤولياتهم، ولتبرير تقصيرهم وعجزهم؛ بل وخضوعهم.
وذكَّر الشيخ عزام، المُطبعين بأن "إسرائيل" زرعت من قِبل الغرب، في قلب الأمة العربية والإسلامية، لتُعيق نهضتنا، متسائلاً في السياق: ما نتائج هذه الخطوة التي طعنتم بإقدامكم عليها الفلسطينيين بخنجر في الظهر؟!.
ونوه إلى أن معركة (سيف القدس) تعجز عن خوضها دول التطبيع العربي بكل إمكانياتها، متسائلاً في الوقت ذاته: هل تجرؤ أي من هذه الأنظمة أن ترمي حجراً على سفارة إسرائيلية، في حين أن غزة قصفت "تل أبيب"؟!، وماذا قدَّم العرب لإعادة إعمار القطاع، الذي دُمِّر فيه 1650 منزلاً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير؟!!.
وبيَّن الشيخ عزام، أن غزة تعيش دماراً وحصاراً، ورغم ذلك تُصر على النهوض بمسؤولياتها، والقيام بالواجب، مشيراً إلى أنها بذلك تحاصر سياسات "إسرائيل"، وتضعها في قفص الاتهام.
وأبدى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أسفه الشديد لمراهنة بعض الفلسطينيين على مسيرة التسوية والمفاوضات، والتي لم نجنِ من ورائها سوى مزيد من الضياع للأرض والتهويد للمقدسات.
ولفت إلى أنه لم يبق من أراضي الضفة الغربية شيء، وما تبقى منها تحت سيطرة السلطة الفلسطينية لا يتجاوز 8% فقط، حيث تدخلها "إسرائيل" وقتما تشاء لتقتل وتعتقل وتُنكل بأهلنا هناك.
ولم يغفل عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن الإشارة لكون العالم كله يقوم ولا يقعد وهو يتحدث كذباً وزوراً وبهتاناً عن حرية المرأة وحقوقها، متسائلاً في هذا الإطار: ماذا عن حقوق المرأة الفلسطينية في السجون الإسرائيلية؟! لماذا لا نسمع شيئاً عن واقعها المأساوي؟!.
وحثَّ الشيخ عزام، الحضور على ترسيخ إيمانهم، وارتباطهم بخالقهم، وتعزيز صور التضامن والتماسك فيما بينهم، وأن يحب الواحد منهم الخير لأخيه، ولكل إنسان مسلم.
وشدد على أنه غير قلق على مسيرة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي ظلَّت محافظةً على خطها ووفيةً لمبادئها منذ عهد المؤسس الشهيد د. فتحي الشقاقي، مروراً بعهد د. رمضان شلَّح، وصولاً لعهد القائد زياد النخالة.
وتابع الشيخ عزام: "هذه المسيرة الجهادية المباركة كانت ولا تزال محفوفةً بالبركة، ولعل سر تلك البركة في كوننا انطلقنا معتمدين على الله، ومن ثمَّ على الوعي بضرورة وجود هذا المشروع، فلا تستهينوا بما تقومون به كلٌ في موقعه، فأنتم تحملون أمانةً عظيمة في أخطر وأهم ساحات الصراع بين الأمة وأعدائها".
ويُدرك الشيخ عزام، أن أعداء الأمة عملوا على إشغال بعض الدول العربية وإغراقها بالأزمات الداخلية، لافتاً إلى أن دولاً عربية وإسلامية محدودة تقف اليوم إلى جانب القضية الفلسطينية.
/110