الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان :- واجبنا تجاه فلسطين أكثر من الاعتصام فالله عز وجل يقول "وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم ..."، نحن اليوم نخوض بكل عمالة وغباء حروب التدمير الذاتي لبلادنا نيابة عن المحتلين والغاصبين، - أمريكا لا تفرق في حربها على بلادنا بين مكوناتنا، فلماذا لا نواجه عدوانها صفا واحدا.
شارک :
بدعوة مشتركة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين ، والمتندى العربي في الشمال
أقيم لقاء التضامني مع الأسير المناضل ناصر أبو حميد، ومع أهالي النّقب واستنكاراً لهدم المنازل في حيّ الشيخ جرّاح.
وقد ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة خلال اللقاء قال فيها :
طرابلس هي القدس، والقدس هي طرابلس، ونحن وإنْ كنّا لبنانيّي المولد، ولكنّنا فلسطينو الهوى ومقدسيّو الهويّة، وندعو الله تعالى أنْ يمنّ علينا برؤية مهد عيسى عليه السلام ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم مُحرّراً بإذن الله، سائلينه عزّ وجلّ أنْ لا يعاملنا الفلسطينيون يومها، كما يعاملهم النّظام اللبناني اليوم بمنعهم من التّملّك وحقّ العمل والإقامة الكريمة.
وأضاف" نعتصم مع الأسير المعتقل المُضرب عن الطعام ناصر أبو حميد، ومع أهلنا في النّقب الذين انتفضوا دفاعاً عن أرضهم الّتي يسعى العدو لتهْوِيدِها، ومع أهلنا في حيّ الشيخ جرّاح وحيّ سلوان، ونفخر في وقوفنا من طرابلس إلى جانبهم جميعاً في ملحمتهم الكبرى.
لكننا نعلم أن واجبنا أكثر من الاعتصام فالله عز وجل يقول "وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم ..." فمواجهة الحرب تكون بالحرب،وليس بالشجب والندب والاعتصام، ولكنْ عندما كَلَّ سلاحُنا وانطلقنا صوب حروبٍ بينيّة، بات التّضامن مع أهلنا في فلسطين بالاعتصامات ، علماً أنّ المطلوب أن نصحّح البوصلة التضامن وأنْ تُجيّش الشعوب لا صوب الحروب البينيّة، وإنّما صوب العدو الأساس المحتل لمقدساتنا ومن يقف معه وخلفه .
وأضاف الشيخ شعبان إنّ رفع مذكّرات الشّجب والإدانة، للمؤسسات الدّولية ولأمريكا ولكلّ تلك الدول التي شرعنَتِ الوجودَ المحتل في فلسطين ، هو ضرب من ضروب الهباء والغباء الّذي لا يقدّم ولا يؤخّر، فهمُ الخصم ونجعلُهم الحكم ،يعني ففيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحكمُ.
والشاعر يقول"
لا يلامُ الذّئب في عدوانه إن يكُ الرّاعي عدوّ الغنمِ
ربّ وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الثّكالى اليتّم
لامست أسماعهم لكنّها لم تلامس نخوة المعتصمِ
لذلك لا تلجؤوا إلى المؤسسات الدولية، الجؤوا إلى الاعتصام والتكامل والاعداد ثم الصبر والمصابرة لنصل إلى وعد الله وهو القائل :" وكَانَ حَقَّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِين "، نحن اليوم نخوض بكل عمالة وغباء حروب التدمير الذاتي بدمائنا ومقدراتنا نيابة عن المحتلين لصالح أعداء أمتنا، لتخرج بعد ذلك كل دولنا وعواصمنا من دائرة الصراع ودائرة التأثير مع العدوّ المحتل الغاصب لفلسطين، نتقاتل تحْتَ ألف ذريعةٍ وذريعةٍ وتحت ألف عنوانٍ وعنوانٍ، وتُدمّر كلّ حواضرنا وتخرج بغداد ودمشق وصنعاء، وطرابلس الغرب وعدن وصنعاء مهشمة منهكة مضرجة بدمائها، وستخرج الكثير من دول الخليجية من دائرة التأثير بسبب حروب داحس والغبراء القبلية الجاهلية التي تخوضها بكل غباء ، ويُحضّر بعد تطبيع المغرب مع الكيان الغاصب ، لحرب بسبب الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر ، لكي يفنى الجيش الأخير الذي لم يتأثّر في كل تلك الموجات من الصّراعات الداخلية.
لذلك مسؤوليتنا وقف هذه الحروب المدمرة وأن نتكامل في ما بيننا ونوجه فوهة بندقيتنا صوب العدو المحتل.
وتابع الشيخ شعبان "في لبنان وفي كلّ المنطقة نتعرّض لحرب اقتصادية شرسة لنخرج من دائرة الصّراع، والفسادُ في الحقيقة هو إسرائيل الداخل ويجب مواجهته، والحرب الاقتصادية وحروب الحصار توازي أو تزيد على الحروب العسكرية، وكلكم يسمع ما يجري من تهجير لأهل طرابلس ولشباب لبنان، إمّا صوب أوروبا سعيًا خلف لقمة العيش فرارا من الطبقة السياسية الفاسدة التي حولت بلادنا لبنان إلى بلد غير قابلة للحياة ، وإمّا صوب بؤر التوتر في سوريا والعراق، لاستثمارهم واعادة استخدامهم من جديد في الحروب البينية وحروب الوكالة، ليكونوا خدماً لمشروع التجزئة والتقسيم في بلادنا.
لذلك يجب أن نعي حقيقة ما يجري وأن نوجّه كل هذه الطاقات صوب الأقصى والقدس وفلسطين. فالمعركة الأساس مع الكيان الغاصب تلك المعركة التي لن تكلّف أكثر من 1% ممّا كلّفتهُ الحروب الداخلية من إزهاق للدماء وتبديد للمقدرات .
ودعا فضيلته إلى إيقاف كلّ الحروب المذهبية والقومية والعرقية وحروب الدول، لأن المستفيد الوحيد منها الكيان الغاصب، ومن يقف خلفه من دول الإتجار بكل شيء وحتى بالأسلحة وعلى رأسها أمريكا،
كما وندعو إلى مغادرة سياسة الخوف والتخويف التي يستخدمها الامريكي كحصان طروادة، لدخول منطقتنا كضامن للأمن هنا ومدافع عن الدول هناك،
وندعو إلى رفض كلّ احتقان أو اصطفاف بين الإسلاميين من جهة والقوميين من جهة أو بين المذاهب والأعراق والألوان. فتنوّع الألسن والألوان قوّة للأمة لأمتنا، ولا يجوز أن نجعله ثغرة يدخل منها الأعداء .
وختم فضيلته" أمريكا تنظر لكل التنوع داخل أمتنا نظرة واحدة ولا تفرق بيننا وتصنفنا بأننا محور الشر ، فلا نميّز بين مكوناتنا وجميعنا في دائرة الاستهداف على حد سواء ؟؟!!
لا تفرق أمريكا في حربها على بلادنا بين عربي أو عجمي ولا بين عروبي أو إسلامي ، ولا بين سني أو شيعي ولا بين فلسطيني وفلسطيني، وتصنفنا جميعا في محور الشر والعداء فلماذا لا نجتمع ونتضامن ، فلتتّحد عواصمنا من جديد، ولتتّحد القلوب من جديد، لندخل إلى القدس محررين من جديد ، لنرفع عمّا قريب راية الأمة عالية خفّاقة في سماء القدس وفلسطين .