قال نائب الأمین العام لحرکة حزب الله اللبنانیة الشیخ "نعیم قاسم" أن حزب الله یعتز بعلاقته مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والتی مکنتنا من تحریر بلدنا ویشکر القائد الولی الإمام الخامنئی (دام ظله) والحکومة والشعب وحرس الثورة الإسلامیة علی ما قدموه لخط المقاومة فی المنطقة علی طریق تحریر فلسطین والقدس.
وأشار إلی ذلك، نائب الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية "سماحة الشيخ نعيم قاسم" في کلمته بالندوة الإلکترونیة الدولیة التي نظمتها وکالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية من مقرها في طهران الیوم الثلاثاء 8 فبراير تحت عنوان "خطاب الثورة الإسلامیة؛ بوصلة المقاومة في العالم" بمناسبة الذكرى الـ43 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية.
وتحدث في الندوة کل من وزير الخارجية الايراني الأسبق "الدكتور منوتشهر متكي" حیث حضر في مقر الوکالة وألقی کلمته من هناك، ونائب الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية "سماحة الشيخ نعيم قاسم"، زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا "العلامة الشيخ ابراهيم يعقوب زكزاكي"، والمتحدث الرسمي باسم المقاومة الاسلامية حركة النجباء "المهندس نصر الشمري"، والناشط السياسي اليمني، ورئيس ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي "السيد صادق الشرفي".
وجاءت کلمة الشیخ نعیم قاسم کـ التالي:
بسم الله الرحمن الرحیم
والحمدلله رب العالمین والصلاة والسلام علی أشرف الخلق مولانا وحبیبنا وقائدنا أبی القاسم محمد وعلی آل بیته الطیبین الطاهرین وصحبه الأبرار المنتجبین
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
مبارك للشعب الإیراني المسلم ومبارك لکل شعوب العالم الحرة إنتصار الثورة الإسلامیة المبارکة في إیران بقیادة الإمام الخمیني (قدس الله روحه الشریفة) هذه الثورة التی تحولت إلی جمهوریة إسلامیة وإستطاعت أن تقدم خلال أربعة عقود نموذجاً رائداً للثوار والأحرار وللإنسانیة في هذا العالم.
وأتحدث في هذا اللقاء عن ثلاث نقاط أولاً الجمهوریة الإسلامیة عززت الإستقلال ورفض التبعیة للأجنبي، فهی منذ اللحظة الأولی عملت علی أن تکون مستقلة وعملت علی أن تکون لا شرقیة ولاغربیة وقد قال الإمام الخمینی (قدس الله روحه الشریفة) "وإني أطمئنکم أن الشعب الإیراني وأن الحکومة الخادمة للشعب سیستمران في المحافظة علی شعار لاشرقیة ولاغربیة وسوف لا یمیلان إلی أي معسکر".
هذا هو المنطلق وهذا هو العمل فکانت النتیجة أن تمیزت الجمهوریة الإسلامیة بفکرها وقناعتها وآراءها وحضورها وکانت بالفعل الدولة الممیزة في العالم التي لاتخضع لا للشرق ولا للغرب وإنما تعمل وفق مبادئها وفق مبادئ الإسلام الحنیف الذي یؤدی إلی النتیجة المستقیمة.
النقطة الثانیة: مثلت الجمهوریة الإسلامیة المبارکة بوصلة التضحیة علی مستوی إیران وعلی مستوی العالم. لقد ضحی الشعب الإیرانی من أجل أن یحافظ علی دولته وعلی جمهوریته بکل إمکاناته وبکل عطاءاته. ولاننسی تلك الحرب المفروضة التي لم تمر سنة حتی وهجم صدام لعنه الله علی الجمهوریة الإسلامیة وبقیت الحرب المفروضة مشتعلة لثماني سنوات وکان وراء هذا الحرب کل الدول العالمیة الکبری المستکبرة التي ساهمت فیها لإسقاط الجمهوریة الإسلامیة في إیران ولکن والحمدلله بفضل ثبات و صمود قیادة الولي الفقیه والشعب الإیراني المسلم إستطاعت إیران أن تتخطی هذه المرحلة بعد تضحیات لمئات الآلاف من الشهداء والجرحی الذین قدمتهم علی صعید الحفاظ علی الجمهوریة الإسلامیة.
الإمام الخمیني(رض) کان دائماً یوجه بإتجاه الدفاع والتضحیة والعطاء، قال: "لو غشی بلاد المسلمین أو ثغورها عدو یُخشی منه علی بیضة الإسلام ومجتمعهم یجب علیهم الدفاع عنها بأي وسیلة ممکنة من بذل الأموال والنفوس".
أطاع هذا الشعب توجیهات القیادة والإمام و بالتالي تحمل کل العقبات حتی أننا نری أن العقوبات التی فرضها مرة مجلس الأمن ومرة أمریکا الظالمة في فترات زمنیة مختلفة کانت تواکب حیاة هذا الشعب الإیراني إنما هي عقوبات من أجل إذلاله وإسقاطه وإیجاده في إطار التبعیة للمستکبرین في العالم لکن تحمل هذاالشعب العقوبات وإستطاع أن یعامل الغرب بطریقة حضاریة عظیمة إستطاع من خلالها أن یثبت نفسه وأن یُتم صناعاته وأن یتقدم علمیاً وأن یکون واقفاً في المیدان علی الرغم من کل هذا الحصار والعقوبات التي أرادت أن تسقطه لقد إعتمد الشعب الإیراني علی نفسه.
النقطة الثالثة: هذه الثورة الإسلامیة المبارکة ناهضت الظلم ونصرت المظلومین. لقد أطلق الإمام الخمیني(رض) من الأیام الأولی فکرة نصرة المستضعفین وإعتبر الـ 15 من شهر شعبان المبارك یوم ولاد الإمام المهدي (عج) یوماً لنصرة المستضعفین في العالم بصرف النظر عن آراءهم وقناعاتهم ورسالاتهم السماویة لأنه یعتبر أن للإنسان حقاً في أن یعیش حراً وصاحب خیار ومستقل في هذه الحیاة الدنیوية.
هذه الفکرة التي أطلقها هي منطلقة من نصرة المظلومین وقد وضع في رأس إهتماماته إهتمامات الإمام قدس الله روحه الشریفة قضیة فلسطین التي هي الرمز لنصرة المظلومین قال: "علی قادة الدول الإسلامیة أن یتنبهوا إلی أن جرثومة الفساد هذه، التي زرعت في قلب العالم الإسلامي لایراد من خلالها القضاء علی الأمة الإسلامیة فحسب بل أن خطرها وضررها یهدد الشرق الأوسط بأسره".
هذه هي النظریة لقضیة فلسطین ولتحریر القدس وقال "یجب علی المسلمین والدول الإسلامیة قمعها وإسقاطها"، هنا نری کیف أن الحرس الثوري الإسلامي وقوة القدس والشهید القائد اللواء قاسم سلیمانی (قدس الله روحه الشریفة) عملوا بکل جد من أجل دعم الثورة الفلسطینیة ودعم المقاومة فیها وفي المنطقة من أجل مواجهة هذا العدو المتغطرس اللئیم الحاقد الذي یرید أن یسیطر علی کل بلدان المنطقة ویسیطر علی سیاسات العالم وقد إحتل أرضاً لیست له.
هذا التوجه عند الجمهوریة الإسلامیة في نصرة قضیة فلسطین وفي إعتبار أن البوصلة الحقیقیة یجب أن تکون دعم شعب فلسطین والقدس کامل فلسطین وکامل القدس هذه نقطة مضیئة جداً ومتمیزةً للجمهوریة الإسلامیة المبارکة وهذا ما یجب أن نحافظ علیه.
وأستطیع القول بأن الإمام الخامنئي (دام ظله) لخّص لنا هذا الإتجاه العظیم للجمهوریة الإسلامیة المبارکة فقال "یجب النظر للإمام بإعتباره معیاراً" وقال في کلام آخر "خارطة طریقنا هی أصول إیماننا العظیم".
الإمام الخمینی (قدس الله روحه الشریفه) رسم الطریق الحقیقي من أجل أن نصل إلی أهدافنا السامیة إلی أهدافنا العلیا ولیعلم الجمیع أن النصر هو للمستضعفین هو للمؤمنین هو للذین یجاهدون ویقدمون. لقد وعدنا الله تعالی بالنصر قال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" وقد رأینا هذه النتائج بأم العین ولا تسألوا عن القلة والکثرة، " كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ" والحمدلله هذا ما رأیناه في الجمهوریة الإسلامیة في مواجهاتها لکل العالم المستکبر وفي إنتصارها فیما حققته هذا الذی رأیناه في إنتصارات حزب الله في مواجهة إسرائیل وهذا ما رأیناه فی إنتصارات المقاومة الفلسطینیة في مواجهة العدو الإسرائیلی المتغطرس وفي کل الإنتصارات التي سجلت في منطقتنا من سوریا إلی العراق إلی الیمن إلی البحرین إلی کل مکان فیه مقاومة وفیه حرکة مستقیمة بإتجاه حقوق الشعوب.
أختم لأقول، یعتز حزب الله بعلاقته مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والتی مکنتنا من تحریر بلدنا ویشکر القائد الولي الإمام الخامنئی (دام ظله) والحکومة والشعب وحرس الثورة الإسلامیة علی ما قدموه لخط المقاومة في المنطقة علی طریق تحریر فلسطین والقدس ونعتذر منهم عن إساءة السفهاء في بلدنا لإیران والذین ندعوا لهم لیعودوا إلی رشدهم لتحکیم ضمائرهم وعقولهم.
نحن سنبقی حاملین لرایة الحق والمقاومة والتحریر والحمایة مهما بلغت التضحیات وسنعمل لنهضة لبنان مع المخلصین والوحدویین ولن نسلم بلدنا وأجیالنا للمشروع الأمریکي الصهیوني.
أشکر وکالة "إکنا" للأنباء القرآنیة علی هذه الإستضافة وأسأل الله تعالی أن یدیم النصر والعز علی خط الإستقامة والسلام علیکم ورحمة الله و برکاته.
/110