تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
في مثل هذا اليوم من العام 1975 انطلقت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية والتي حاول مفجروها أن يعطوها البعد الطائفي في حين أنها في الواقع كانت حرباً سياسية استغلت العصبيات الطائفية للتوصل لتحقيق أهدافها التي أدت إلى سلسة من المجازر البشعة ونشر الحقد والكراهية، ليكتشف اللبنانيون بعد فوات الأوان أن الهدف من ورائها كان طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وإجهاض القضية الفلسطينية من خلال توطين الفلسطينيين في لبنان، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإعداد المؤامرات لذلك حفظاً للكيان الصهيوني وهيمنته على المنطقة ولو أدى ذلك إلى تهجير المسيحيين كما طُرح في ذلك الوقت، وكان حكام بعض الدول العربية الذين يخوضون اليوم مؤامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني يوفرون التمويل اللازم لهذه الحرب وتسعيرها.
إن أوضاعنا اليوم ليست أفضل من أوضاعنا عشية الحرب الأهلية فما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تريد فرض الإذعان علينا لمؤامراتها وتعمل على القضاء على كل عوامل القوة في بلدنا وعلى رأسها المقاومة وشعب المقاومة وبيئتها، لذلك يجب علينا أخذ العبرة مما مضى والوقوف بوجه المؤامرات التي تعمل لها هذه الدولة الظالمة والمستكبرة، وأن نركز على الوحدة الداخلية في مواجهة أي دعوة للفتنة وإثارة العصبيات المذهبية والطائفية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:
أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين بمناسبة ذكرى الحرب الأهلية الشعب اللبناني لليقظة والحذر من المؤامرات التي تحُاك عليه ولوعي المخاطر التي تحيط بالوطن، والصمود في وجه الحصار الظالم الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية والذهاب للتعبير عن ذلك كله إلى صناديق الاقتراع للتصويت لصالح القوائم التي اختارت المواجهة مع الإملاءات الأمريكية والتطبيع مع الكيان الصهيوني ودعم ومساندة المقاومة.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين لعدم استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمس بلقمة الفقير خاصة مادة الخبز التي يظهر أن فقدانها من الأفران عائد إلى تحكم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتمويل صفقات بواخر الطحين، ويحذر التجمع من أن الإمعان في هذه الممارسات في هذه الفترة هو خطوة مشبوهة تستهدف توتير الأجواء للتأثير على إمكانية إجراء الانتخابات النيابية.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام الصهاينة بإعداد العدة لذبح قرابين في المسجد الأقصى، ويعتبر ذلك انتهاكاً صارخاً لحرمة المسجد الأقصى وسيؤدي حتماً إلى مواجهات عنيفة تعيد إشعال الحرب لأن هذا التصعيد يتجاوز الخطوط الحمر التي رسمتها المقاومة والتي يعمل العدو الصهيوني على انتهاكها.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على اغتيال محامي هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الشهيد محمد حسن محمد عساف في نابلس ويعتبر أن هذا الاعتداء من العدو الصهيوني يعبر بشكل واضح عن الرعب الذي يعيشه بسبب العمليات البطولية للشعب الفلسطيني على كامل تراب فلسطين وخاصة الضفة الغربية، ويدعو التجمع أهالي نابلس "جبل النار" للتعبير عن سخطهم بمواجهة العدو الصهيوني بعمليات تجعله يشعر حقيقة بضعفه وقرب زوال كيانه.
/110