يؤكد تجمع العلماء المسلمين في ذكرى مجزرة قانا أن الرد الحقيقي على العدوان المستمر للعدو الصهيوني على الأمة في أكثر من بقعة من بقاع العالم الإسلامي يكون أولاً بوحدة المسلمين، وثانياً بمواجهة الحكام المتآمرين الذي يلهثون وراء العدو الصهيوني ويطبعون معه ضد إرادة شعوبهم التي لم ولن ترضى أن يكون للكيان الصهيوني أي وجود في منطقتنا فهو غدة سرطانية يجب اقتلاعها.
بمناسبة ذكرى مجزرة قانا وذكرى معركة بدر الكبرى أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
تمر علينا ذكرى مجزرة قانا في عدوان نيسان من العام 1996 والمقاومة ما زالت حاضرة في ساحات الجهاد تدافع عن لبنان والأمة وتنتقل من انتصار إلى انتصار، إذ استطاعت أن تحرر الجزء الأكبر من لبنان في العام 2000 وتصدت للعدوان الصهيوني في العام 2006 وقضت على الجماعات الإرهابية التكفيرية في العام 2017، وهذا ما دفع محور الشر الصهيوأميركي للبحث عن بدائل لمواجهة محور المقاومة، فكانت فكرة إيقاع الشرخ بين المقاومة وشعبها من خلال الضغوط الاقتصادية التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية على لبنان والحصار الظالم عليه مستعينة بأعوانها من كارتيل الفساد إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتطلق عبر جماعاتها التي تمولها من أحزاب سياسية وما يسمى بمنظمات المجتمع المدني حملات تُحمّل المقاومة مسؤولية كل ذلك، ولكن هذه الخديعة لم تنطلِ على جمهور المقاومة الذي بادر إلى احتضانها والدفاع عنها. لقد أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستغل هذه التحركات في الشارع لكي تعدل الوضع داخل المجلس النيابي بالتدخل بالانتخابات النيابية لصالح حصول جماعتها على الأكثرية النيابية ولكن الظاهر أنها لم تفلح في ذلك وهي اليوم تسعى بطريقة وأخرى لتأجيل هذه الانتخابات التي لن نسمح لها بذلك.
لقد استطاعت قيادة المقاومة تجاوز هذا الحصار بقدر كبير من خلال تأمين مادة المازوت ومن خلال بطاقة السجاد (ع) ومن خلال المساعدات المباشرة لكن هذه المهمة هي في الأساس مهمة الدولة الغائبة عن السمع والمذعنة للإملاءات الأمريكية.
إن تزامن ذكرى مجزرة قانا مع ذكرى معركة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون وهم أذلة تؤكد أن الإيمان بالله والاعتماد عليه وعلى الإمكانات الذاتية يؤدي حتماً إلى النصر على الأعداء، فليست الإمكانات المادية وحدها هي التي تحقق النصر بل التوكل على الله وصدق النية والإخلاص وإعداد ما استطعنا من قوة وحده كفيل بتحقيق النصر على أعداء الله والوطن والإنسانية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع وإنطلاقاً من الذكرى المفجعة لمجزرة قانا وذكرى معركة بدر الكبرى نعلن ما يلي:
أولاً: في ذكرى مجزرة قانا يؤكد تجمع العلماء المسلمين أن الرد الحقيقي على العدوان المستمر للعدو الصهيوني على الأمة في أكثر من بقعة من بقاع العالم الإسلامي يكون أولاً بوحدة المسلمين، وثانياً بمواجهة الحكام المتآمرين الذي يلهثون وراء العدو الصهيوني ويطبعون معه ضد إرادة شعوبهم التي لم ولن ترضى أن يكون للكيان الصهيوني أي وجود في منطقتنا فهو غدة سرطانية يجب اقتلاعها.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لاستمرار مبادرة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه المولى) عبر تزويده محطات ضخ المياه في منطقة الجنوب الأولى لتأمين وصول المياه إلى الصائمين في هذا الشهر المبارك، ويدعو التجمع كل المخلصين على بذل الجهود لدعم الصائمين الفقراء عبر تأمين ما يحتاجونه من طعام ودواء ليستطيعوا مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن.
ثالثاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين أن تكون الانتخابات النيابية القادمة محطة لاختيار النهج الذي يؤَّمن حماية الشعب اللبناني من خلال الاعتماد على قواه الذاتية لا استجداء العون من المجتمع الدولي الذي لم تنفع مقرات قوات الأمم المتحدة في حماية المواطنين الذين لجأوا إليها في قانا وقام العدو الصهيوني بارتكاب أبشع مجزرة في التاريخ بحقهم.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمرابطين في المسجد الأقصى في هذه الأيام المباركة ويدعو إلى كثافة التواجد في أرجائه ومنع المستوطنين من تدنيسه وإقامة طقوسهم التلمودية على أرضه، ويدعو الشعب الفلسطيني إلى مساندة المرابطين بالتواجد في الساحات والانتفاضة بوجه المحتل الصهيوني.
خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام المجرم النازي العنصري الدنماركي راسموس بالودان، زعيم حزب "سترام كورس" اليميني المتطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم بحماية من الشرطة في إحدى المدن السويدية، ويحذر التجمع الدولة السويدية من أن ذلك سيسبب فتنة لأنها تمس شعائر مقدسة لأعداد كبيرة من السويدين المسلمين ومن الجاليات الإسلامية، وهذا الأمر لا علاقة له بالحرية وإنما هو تعدٍ على مقدسات الآخرين ترفضه كل المبادئ الإنسانية، ويدعو التجمع الدول الإسلامية لاتخاذ موقف من دولة السويد إذا لم تقم بإجراءات تمنع تكرار هكذا أعمال ولم تحاسب هذا المجرم على فعلته الشائنة.
/110