برعاية مركز الأمة الواحدة بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة والعتبة الرضوية المقدسة
نظم مركز الأمة الواحدة بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدوليّة والعتبة الرضوية المقدسة ندوةً فكريّة تحت عنوان 'دور الإمام الحسن المفصلي في الحياة السياسية ' بحضور نخبة من العلماء والشخصيات الإسلاميّة والثقافية، تخللها فقرة تواشيح من وحي المناسبة للمنشد حسين زعيتر، وأدراتها الاعلاميّة جمانة طنانة ، التي أكدت على عظمة السيرة الجهادية للامام الحسن المجتبى عليه السلام.
تحدث الباحث الإسلامي، أ. د. أحمد الصفار،من بريطانيا، مؤكدًا على أن التشيع قوّة لذا اهتم المستشرقون بتحريف الحقائق والقيم الإسلاميّة بدافع استعماري ولصق تهمة الجهل بالدين لخدمة مصالح أصحاب النفوذ وبث الفرقة والتشرذم واضعاف ثقة المسلمين بعقائدهم سيما قتل روح المقاومة وذلك بهدف منع الغرب من التعرف على الإسلام الحقيقي.
وأضاف الصفّار بأن هؤلاء عملوا على دس السّم في العسل من خلال تأجيج الخلاف الطائفي، فدرسوا التشيع ، وادعوا بأن التشيع أصله فارسي معتمدين على روايات ضعيفة ومصادر غير مثبتة لاسيما تلك التي تشوّه صورة الاسلام الحقيقية. وتابع الدكتور الصفّار بأن الإمام الحسن عليه السلام لم يسلم من مكر هؤلاء الذين وصفوه بصفات خبيثة لا تمت للحقيقة بصلة نسجوها من تفكيرهم الحاقد ليظهروا الإمام عليه السلام بصورة الضعيف وغير الجدير بالحكم.
،أكد رئيس مركز الأمّة الواحدة سماحة السّيّد فادي السيّد أن منهجية الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إلهية بحتة فقد اتسمت شخصيته القيادية بالحلم والورع والجود والعزّة تمامًا كما جدّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا، وحمل للسّيد، المربين مسؤولية صناعة الشخصية القيادية في زمن الحماقة والجهل والأجواء الفرديّة. وتابع سماحته بأنه عليه السلام حجّة على المسلمين اليوم في صراع الحق ضد الباطل حيث كثر المتخاذلون وأصحاب الهوى. وشدد على ضرورة اختيار الصادق والمخلص، لاسيما في المرحلة القادمة في لبنان، في ظلّ التحديات الكبرى ومحاولات تخريب الأمة ، معتبرا ان الإمام الحسن عليه السلام القى على الامة مسؤولية النهوض وتهيئة الظروف لتحقق التغيير الشامل والفعلي بمقاومة الاستكبار وعملائه من حكام الأمر الواقع.
و نوه رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمد حسن أختري الى أن النخب مقصرة بحق الإمام الحسن المجتبى (ع) بكل معنى الكلمة، الذي تعرض لمظلومية تاريخية كبرى، رغم التأكيد القرآني والأحاديث النبوية الصريحة التي تنصّ على عظمة موقعية هذا الامام وأهل البيت عليهم السلام. وأضاف آختري أن جميع الفرق الإسلامية تتفق على هذه الموقعية رغم التضليل والافتراءات التي أحيطت به بأمر من معاوية وأجرائه الحاقدين على آل بيت النبوة عليهم السلام لأنه عليه السلام فضح نفاق بني أمية وجهودهم الحثيثة لحرف الاسلام المحمدي الأصيل. وختم آختري بأن ما يقوم به عملاء الصهاينة اليوم هو امتداد للحقد الأموي.
بدوره أشاد رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، الشيخ غازي حنينة، بما يقوم به المرابطون في الأقصى مؤكدًا على حقهم في مقاومة الصهاينة. حنينة صرّح بأن التمسك بالقرآن وبأهل الكساء والمباهلة يحفظ الإسلام، وأضاف بأن الامام الحسن عليه السلام نشأ في بيت النبوة فتشرب قيمه، فأوقف بصلحه مع معاوية حمام الدم ومحاولات الشرذمة وتأجيج الفتن بين المسلمين قاصدًا حماية مصالح المسلمين والأمة، حتى لو تطلب ذلك بذل الدماء والأرواح.
ومن كندا، أكد د. صباح الأسدي، رئيس المنظمة العالمية لمكافحة الفساد، بأن الامام الحسن المجتبى أبلى بلاءً حسنًا في المعارك العسكرية، وفي الجانب الحقوقي فقد امتاز برجاحته في فضّ الاشتباك فارضًا شروطًا الهية تخدم رسالة الاسلام الذي يكرس رعاية حقوق الجميع وتحقيق الأمن الاجتماعي وحماية للمعارضين وغيرها. ودعا الأسدي إلى ضرورة الالتفات إلى البساطة التي كرسها بعض الكتاب المعاصرون.
عضو تجمع العلماء المسلمين، الشيخ توفيق علويّة، سلّط الضوء على أن السياسة الحسنية والحسينية واحدة ومتجانسة بعكس ما يدعيه المغرضون، وراي ان الامام الحسن المجتبى عليه السلام قد واجه الجبهة السفيانية التي نشرت البدع وكرست الطبقية وخدمت أعداء الإسلام في إطار حفظه للرسالة المحمدية الأصيلة الواحدة التي لا بينونة فيها. وأكد الشيخ علوية بأن الجاهلية والسفيانية والصهيونية محور واحد يواجه المحور المحمدي.
من تانزانيا، شدد الباحث الإسلامي الشيخ عبد الماجد ناصر على أن مختلف الرويات الإسلامية أجمعت على تأكيد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على عظمة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام فخلقه وتعامله ومنهجه كان محمديًا. وتابع بأن الافتراءات التي أحاطته اعتمد كتّابها على مصادر معادية مشبوهة ومبغضة وليس القرآن ولا السّنة الصحيحة. ولفت الشيخ الناصر بأن المصالحة كانت تدبيرًا الهيًّا قرآنية ومصداقًا للآية (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، حرصًأ من الإمام عليه السلام على الإسلام والأمّة.
الشاعر البحريني، سلمان عبد الحسين، نوّه بأن الصلح جاء اضطرارًا وليس استسلامًا لمعاوية المغتصب للخلافة، وتابع بأن هذا الصلح مهد لثورة كربلاء، مؤكدًا على أنه كان ثوريًا وصلبًا، ويجب نسف كل الافتراءات التي سيقت ضده. وأضاف بأن الإمام عليه السلام عرّى الأمويين وفضح زيفهم ونفاقهم. وختم الشاعر مداخلته بقصيدة من وحي المناسبة.
الباحثة الاسلامية السيدة هدى الموسوي أكدت على مواقف أهل البيت عليهم السلام متكاملة وكلها تصب في خدمة الإسلام ومصدرها واحد وهدفها واحد، معتبرة ان الامام الحسن تجرع الغصص في سبيل حفظ الأمة وفضح منهج آل أمية المنحرف، فقد نشأ في مدرسة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام وسار على نهجه. وشددت الموسوي بأن سياسة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أعدت لكربلاء والانتصار الذي حققه الإمام الحسين عليه السلام.
مستشار رئاسة مجلس الوزراء اليمني رئيس الحمله الدوليّة لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي، الأستاذ حميد عبد القادر عنتر، من اليمن، لفت إلى أن سنّة الخلق الصراع بين خطين، خط معاوية وخط الاسلام الأصيل ولا خلاص الا بالتمسك بالثقلين. معتبرا ان الذل والهوان الذي يعيشه حكام العرب هو نتيجة التمسك بالنهج السفياني، بحسب عنتر.
وأيضًا من اليمن الأستاذ هشام عنتر لفتً إلى أن سياسة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كان لصالح الإسلام بعد الردّة والنفاق الذي ساد بعد استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
في الختام تلت الإعلاميّة سندس الأسعد البيان الختامي للمؤتمر باسم اللجان المنظمة مؤكدةً توافق المتحدثين على أن راية الإمام الحسن المجتبى(ع) كانت راية بصيرة وهدى ونور يهدي الجميع إلى الحق والخير والفضيلة. كل عمله لله ولدين الله وكتاب الله ولولا حكمته لانقسمت الأمة الإسلامية ولصارت دينين متناحرين متباغضين متحاربين، واكدت ان الامام الحسن عليه السلام هو الذي جمع الأمة وحفظ كيان الإسلام وحقن الدماء بالتنازل عن السلطة الدنيوية للراغب فيها معاوية.... واعتبرت ان الوقت قد حان للامة لكي تُنصِف سبط رسولها الأكبر وتتوحد تحت راية الإسلام الذي وحَّد الأمة'.
/110