تجمع العلماء المسلمين في لبنان : لقددعا الإمام الخميني (قدس سره) منذ بداية ثورته، بل منذ انطلاقته في العمل الإسلامي إلى الوحدة الإسلامية كسبيل وحيد لإعادة العزة والكرامة لهذه الأمة التي استكلب عليها أعداؤها من الاستعمار البريطاني والفرنسي سابقاً إلى الاستكبار الأميركي والالحاد الشيوعي لاحقاً فدعا رضوان الله تعالى عليه إلى الوحدة الإسلامية كسبيل وحيد لمواجهة الدعوات التي تسعى لتمزيق الأمة .
في الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره، أصدر تجمع العلماء المسلمين في لبنان البيان التالي:
"تمر علينا الذكرى الثالثة والثلاثين لارتحال مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره ونحن نشاهد بأم العين البركات التي أفاض بها علينا بثورته المجيدة وحضوره المبارك. لقد كانت حياته كلها لله عز وجل، لم يعمل لدنيا وجاه بل عمل لتحصيل مرضاة الله عز وجل فأناله الله ما تمنى وحقق حلم الأنبياء والأئمة عليهم السلام ببناء دولة إسلامية عصرية استطاعت مواكبة التطور لتصبح في مقدمة الدول في كثير من مجالات التكنولوجيا، ورغم الحصار الظالم الذي فرضته عليها الولايات المتحدة الأميركية والحرب الكونية التي شُنّت على إيران من خلال صدام حسين، استطاع رضوان الله تعالى عليه أن يحول الأزمة إلى فرصة للاعتماد على الذات وبناء القوة في مختلف مجالات الحياة.
إن نظرة معمقة لأكثر من أربعة عقود من عمر الثورة تجعلنا نعرف أهمية ما بناه هذا الإمام العظيم فلقد سعى منذ البداية إلى نشر مفاهيم الإسلام المحمدي الأصيل في مواجهة الإسلام الأميركي الذي أنتج لنا نموذجاً سيئاً لا علاقة للإسلام به فيما يدعي أنه يمثل الإسلام وهو الإسلام التكفيري نتاج الوهابية التي كثيراّ ما حذر الإمام الخميني (قدس سره) ببعد نظره من خطرها على الدين والأمة.
لقد التفت الإمام الخميني (قدس سره) منذ بداية ثورته، بل منذ انطلاقته في العمل الإسلامي إلى الوحدة الإسلامية كسبيل وحيد لإعادة العزة والكرامة لهذه الأمة التي استكلب عليها أعداؤها من الاستعمار البريطاني والفرنسي سابقاً إلى الاستكبار الأميركي والالحاد الشيوعي لاحقاً فدعا رضوان الله تعالى عليه إلى الوحدة الإسلامية كسبيل وحيد لمواجهة الدعوات التي تسعى لتمزيق الأمة ضمن القاعدة التي أطلقها الاستعمار البريطاني "فرق تسد" فحول الخلاف على تاريخ مولد منقذ البشرية النبي محمد "ص" إلى أسبوع الوحدة الإسلامية التي يؤكد من خلالها أن المذاهب هي فرق في التفكير وليست ديناً مستقلاً، إنما الدين عند الله هو الإسلام وليس أي شيء آخر.
لقد عمل الإمام الخميني قدس سره وقبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران إلى اعتبار الكيان الصهيوني خطراً كبيراً على الأمة وأن لا خلاص لها إلا بتحطيم هذا الكيان، لذلك قال عنه بأنه غدة سرطانية إن لم يُقتلع فإنه سينتشر في كامل الجسد ويقضي عليه فأعلن عند انتصار الثورة عن تشكيل الحرس الثوري الإسلامي الذي يقود اليوم محور المقاومة وبات يشكل خطوة متقدمة في طريق زوال الكيان الصهيوني.
إننا في تجمع العلماء المسلمين لا ننسى عندما التقينا بسماحته إبان الغزو الصهيوني للبنان في العام 1982 كيف دعانا للعودة سريعا إلى لبنان وتحفيز الشباب على المقاومة والعلماء على الوحدة، فكانت المقاومة الإسلامية وكان تجمع العلماء المسلمين، وإن كل الانتصارات التي نشهدها وسيشهدها محور المقاومة يعود إلى ما بثه الإمام الخميني قدس سره من روح ثورية وإيمانية في جسم الأمة فتحولت إلى قوة فاعلة غيرت وستغير وجه الكون.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نعزي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وقائد الأمة الإسلامية الإمام آية الله العظمى السيد الخامنائي مد ظله بهذه الذكرى الأليمة، نتطلع إلى الإمام الخامنائي كاستمرار لنهج الإمام الخميني قدس سره، وما فعله بالأمس من ارسال رسالة إلى البابا فرنسيس يدعوه فيها لنصرة المستضعفين في فلسطين واليمن إنما هو سير في نفس نهج الإمام الخميني قدس سره الذي سيؤول في النهاية إلى نصر الإسلام وعزة الأمة الإسلامية وخلاص المستضعفين."
/110