لطيفة الحسيني
الأعوام قاربت الأربعين. بُعيد انطلاقة المقاومة الاسلامية وتأسيس حزب الله. أنيسة المجاهدين وناقلة أخبارهم وبطولاتهم الأولى. البدايات ثابتة في الذاكرة. صور "المانشيتات" وصفحات المجد الذهبية لا تتوارى. هناك مع من نذروا أنفسهم كي تبقى الأرض وتتحرّر وتُصان.
في الرصيد نحو أربعة عقود من الكدّ و"عِشرة" المُناضلين على طريق القدس. أسبوعيًا، تُحفظ المعارك والمُواجهات وملاحم الظفر. على الورق وفي أيدي كلّ من ملأها حبًّا وإخلاصًا ووفاءً وتفانٍ حتى لا تضيع الفتوحات.
"العهد" خليلة المقاومة. انطلقت ومضت، واكبت وثابرت ونشرت. راسخةٌ في قلوب الأنصار والمؤيّدين، كما في ذاكرة الجهاديين والمُكافحين وكلّ القادة. لأجل الشعب وصرخته، أكملت ولم تتوقّف. لم تضعف ولم تأفل. في البال ظلّت.
عند استعادة ما حُفر في أيّام الطليعة، لا يمكن إغفال حقبة الشهيد السيد عباس الموسوي ثمّ السيد حسن نصر الله. من المحاور الى المحابر. المَهمّة تُنجز على حبّ. مُحرّرون ومُصوّرون وكتّاب أعمدة شكّلوا خلية نحل كرمى حفظ الإنجازات والدماء. وشهداء يُسطّرون ببسالتهم العناوين الأولى في كلّ جُمعة أسبوعية
لسنواتٍ طويلة، ما انفكّت "العهد" مرجعًا لجمهور المقاومة. عبرها، عَرَفوا العمليات، ومن خلالها أيضًا زُفّت أسماء أبطالها.
العمل في "العهد" حكاية. رفعةٌ في زمن الوسائل الدنيئة. أن تكون مع الإعلام الأوّل للمقاومة شرفٌ وفخرٌ على الرغم من كلّ المغريات ومُحفّزات الغيْر. الصبر على العُسر قبل اليُسر في إخبارية حزب الله يقود الى إدراك قيمة الحقّ وضريبته.
بعد أكثر من 14 عامًا على الانضمام الى عائلة "العهد"، لا أرى نفسي إلّا معها، ولاءً لقائدها وشهداء المسيرة، في المحطات كلّها في المشقّات والانتصارات.
/110