أكد المُفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د. طلال عتريسي، أن القوة والإدارة العسكرية التي ظهرت بها حركة الجهاد الإسلامي في خضم معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها مؤخراً رداً على العدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف ثلة من قادة جناحها العسكري سرايا القدس أثبت قدرتها على رفع سقف التحدي أمام العدو "الإسرائيلي".
وأوضح د. عتريسي خلال حديث لـ "مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن معركة وحدة الساحات سبب اندلاعها "إسرائيلي" لذلك بادر وشن سلسلة من الغارات وعمليات الاغتيال لقادة الجهاد، في محاولة لتحقيق أهدافه التي أفشلتها حركة الجهاد الإسلامي حينما فرضت شخصيتها القوية التي تميزت بالثبات والشجاعة والقدرة على رفع سقف التحدي أمام "الإسرائيلي" الذي اعتقد أنه باستطاعته الاستفراد بالحركة وأن يجعلها تشعر بالعزلة والقلق والخوف عندما اغتال القائد تيسير الجعبري.
وبين أن من أبرز الأهداف "الإسرائيلية" التي دفعت لخوض هذه المواجهة هو البعد السياسي لقادة الاحتلال على صعيد التنافس الانتخابي وكذلك على الحكومة الحالية والتي يقودها " يائير لابيد" السعي للظهور أمام الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" أنه شخص قوى ويتخذ قرارات عسكرية هامة في محاولة ليغطي على تاريخه الذي يخلو من الإنجازات العسكرية أو المشاركة العسكرية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الجهاد الإسلامي كانت على دراية تامة بأن هذه المواجهة هدفها ليس الجهاد الإسلامي وإنما المستهدف والمقصود كل فلسطين، لذلك أطلقت على المعركة اسم "وحدة الساحات" لتؤكد للعدو والمحتل بأن فلسطين واحدة وموحدة، وأن غزة كجنين ونابلس والقدس.
كما أشار إلى أن المعركة استطاعت من خلالها حركة الجهاد أن تؤسس لمرحلة جديدة في مشروع المقاومة الفلسطينية، عنوانها أن فصيلا واحداً يستطيع أن يواجه ويرد بطش العدو "الإسرائيلي" وخلفه كافة قوى المقاومة وأن وحدة الساحات المقصود منها بعدين أولا: البعد الداخلي الفلسطيني بأن المقاومة واحدة، والبعد الخارجي أن المقاومة في فلسطين هي جزء من ساحات المواجهة ومن محور المقاومة وأن المواجهة ممكن أن تتحول إلى مواجهة واسعة في كل المنطقة، وهذا ما أرادت حركة الجهاد أن تعبر عنه من خلال التسمية" وحدة الساحات" منذ الساعات الأولى للمواجهة.
كما لفت إلى أن الجهاد استطاعت أن تثبت للاحتلال والعدو الصهيوني بعد هذه المعركة بأنها حركة لا يمكن تجاهل قدراتها ونفوذها وأنها تمتلك كافة عناصر القدرة والقوة على مواجهته وجعله يشعر بأنه يواجه حركة مقاومة قوية ويصعب الاستفراد بها، وهو ما أكدته في إدارتها لمجريات المعركة بمفردها ومبادرتها للرد وإلى إطلاق النار والتحكم في إطلاقه بدون انفعال.
وأكد أن الاحتلال سيضع في حساباته أن التعامل مع حركة الجهاد سيكون بمثابة التعامل مع حركة حماس وكافة قوى المقاومة في المنطقة، متوقعاً أن يعيد الاحتلال الكرة مرة أخرى ويشن عدواناً جديداً على قطاع غزة في المرحلة المقبلة.